جَوهَرَةُ الكَمَالِ
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَيْنِ الرَّحْمَةِ الرَّبَّانِيَةِ وَالْيَاقُوتَةِ الْمُتَحَقِّقَةِ الْحَائِطَةِ بِمَرْكَزِ الْفُهُومِ والْمَعَانِي، وَنُورِ الْأَكْوَانِ الْمُتَكَوِّنَةِ الْآدَمِي صَاحِبِ الْحَقِّ الرَّبَّانِي، الْبَرْقِ الْأَسْطَعِ بِمُزُونِ الْأَرْبَاحِ الْمَالِئِةِ لِكُلِّ مُتَعَرِّضٍ مِنَ الْبُحُورِ وَالْأَوَانِي، وَنُورِكَ الْلاَّمِعِ الْذَّي مَلَأْتَ بِهِ كَوْنَكَ الْحَائِطِ بِأَمْكِنَةِ الْمَكَانَي، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَيْنِ الْحَقِّ الَّتِي تَتَجَلَّى مِنْهَا عُرُوشُ الْحَقَائِقِ. عَيْنِ الْمِعَارِفِ الْأَقْوَمِ صِرَاطِكَ التَّامِّ الْأَسْقَمِ. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى طَلْعَةِ الْحَقِّ بَالْحَقِّ الْكَنْزِ الْأَعْظَمِ. إِفَاضَتِكَ مِنْكَ إِلَيْكَ إِحَاطَةِ النُّورِ الْمُطَلْسَمِ. صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، صَلاَةً تُعَرِّفُنَا بِهَا إِيَّاهُ.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما،
الحمد لله الذي فتق من كنه الغيب رتق الكائنات، وجعل أصلها ونشأتها نور حقيقة سيدنا محمد، فكان أصل الموجودات، فأوجد منها بقدرته القِدمية وكلمته الأزلية فطرة آدم.
وجعل شكله صورة العالم، وعلمه الأسماء كلها، وجعله من جميع البرية خلاصتها وصِفْوَتها، وأخرج من عنصره الأرواح والذرية والأشباح، واختار منها صفوة الأنبياء والرسل والأولياء، بالرسالة والولاية والحماية والعناية، وخاطبهم بخطابه الأزلي الأبدي، وكلمهم بكلامه الإحاطي السرمدي، ليدعوَ به عباده إلى خدمته، وشوقهم فيه إلى قربه ومشاهدته، واختار من بينهم في الأزل روح المصطفى، وأكرمه بالمقام المحمود والدرجات العلى وكمال الاصطفاء، وخاطبه بأشرف كلامه وأكرم فرقانه، الذي هو مكنون أسرار ذاته، وألوان صفاته وأسمائه، وعجائب علومه الغيبية وغرائب آياته الأزلية، وأرسله إلى كافة البرية، ليهديهم به إلى الحق والحقيقة الحقية.
وأشهد أن لا إله إلا الله، الأحد بذاته الواحد بأسمائه وصفاته، المتجلي بهوية حقيقته الحقية في مجالي ذوات البرية.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي حلاه بأوصافه وعمه بألطافه، وكشف له عن أستاره وأعلمه بأسراره، وظهر على قلبه بالكمال، وعلى جوارحه بصفات الجلال والجمال صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكمل.