تفسير حلم رؤيا الحج للنابلسي : من رأى في المنام أنه حج، وطاف بالبيت، وقام بشيء من المناسك، فإن ذلك صلاح دينه، واستقامته على منهاجه، وثواب يرزقه، وأمن مما يخافه، ودين يقضيه، وأمانات يؤديها للمسلمين.ومن رأى أنه خارج إلى الحج في وقته وكان معزولا ولي، وإن كان مسافراً وصل، وإن كان تاجراً ربح، وإن كان مريضاً شفي، وإن كان مديناً قضي عنه دينه، وإن كان لم يحج حج، وإن كان ضالاً هداه الله تعالى.ومن رأى أنه حج أو اعتمر فإنه يعيش عيشاً طويلاً، وتقبل أموره.ومن رأى أنه خرج إلى الحج وكان والياً عزل، وإن كان تاجراً خسر، وإن كان مسافراً قطع عليه الطريق، وإن كان صحيحاً مرض.فإن رأى أن عليه حجاً ولا يحج فإنه كافر بالنعم وأداء الأمانات، والحج في المنام دليل على الزهد في القصد وقضاء الدين وفعل الخيراًت، أو السعي على ما يجب عليه بره كالوالدين والأستاذ، أو الهجرة أو زيارة عالم أو عابد.
وربما دل الحج على زواج الأعزب، وهو للملك تحصن الأعداء، وخذلان أهل البغي، وفتح بلد عظيم من بلاد الكفر. وربما دل الحج على الغزو، وإن كان طالباً للعلم حصل له مراده، وإن كان فقيراً استغنى، وإن كان مريضاً مات أو عاصياً تاب، وإن كان متزوجاً طلق زوجته، وإن كان كافراً أسلم، فإن سافر إلى الحج راكباً رزق عوناً على ما ذكرناه كله على يد من دل المركوب عليه، فإن كان راكباً جملاً بختياً عاشر رجلاً كذلك، لأنه مركب سراة الناس، فإن قاد راحلة بلغ ذلك بإيمانه امرأة، وإن ركب فيلاً حج بصحبة ملك، وإن سافر ماشياً وقع في يمين يجب عليه الكفارة. وربما دل الحج على الرزق والغنيمة والقدوم من السفر، والفرج بعد الشدة، والصحة من المرض، والرجوع لما كان الإنسان عليه، فإن حمل معه زاد دل على التقوى. وربما دل على حمل الزاد للفقير، وعلى المدين لوفاء دينه، ومن حج ولم يعمل شيئاً من أعمال الحج فإنه يقصد السلطان في حاجة.ومن رأى أنه يخرج إلى الحج وحده، والناس يودعونه ويرجعون عنه، دل ذلك على موته.
وقال ابن شاهين في تفسير حلم رؤيا الحج : من رأى أنه يجتهد في طلب الحج أو زيارة النبي عليه الصلاة والسلام أو بيت المقدس فإنه يطلب أمراً محموداً ويشكر على فعله لقوله عليه الصلاة والسلام { لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مكة والمدينة وبيت المقدس } وقيل يكون قاصداً ثلاثة أمور قال بعضهم جلال في قدره وكمال في دينه وجمال في فعله لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه مكة بالجلال والمدينة بالكمال والبيت المقدس بالجمال.ومن رأى أنه يقصد المسير إلى أحد المساجد الثلاثة وانه لا يستطيع إلى ذلك ولا قدرة له عليه، فإن كان غنياً فإنه يفتقر، وإن كان فقيراً فإنه يتعلق بأمر لا يقدر عليه.ومن رأى أن عنده شيئاً من آلة الحجاج وقصد بذلك إقامة ترفه فإنه مجتهد في فعل الخيرات.أما رؤيا المحمل الشريف فيؤول على خمسة أوجه أمن وسلامة وملك عادل وحج وراحة.ومن رأى أنه حدث في المحمل حادث فتأويله في الملك.