التحليل العلمي للكوابيس وأسباب الأحلام
الكثير من الناس يعانون من الكوابيس المزعجة أثناء النوم ليلاً، والتي تحتاج إلى علاج. اليكم هذا التحليل العلمي للكوابيس وأسباب الأحلام
لقد كان المريض رجلاً يبلغ من العمر 37 عامًا وقد تعرض للإيذاء البدني من أمه التي كانت تعاني من مرض انفصام الشخصية عندما كان يستلقي في سريره للاستغراق في النوم. ومع ذلك فقد كبر بشكل عادي وأصبح شخصًا كبيرًا له وظيفة، وأصبح يعتقد أن كل الأشياء السيئة أصبحت من الماضي، حتى استيقظ ذات ليلة ليجد شخصًا مختبئًا في خزانة ملابسه، ومنذ تلك اللحظة بدأت الكوابيس الليلية أثناء النوم تطارده بقوة وكانت أحلامًا مرعبة، بحيث كان يرى فيها شخصًا يتلصص عليه وهذا الشخص عبارة عن امرأة في منتصف العمر وسكين يتدلى من فوق رأسه. ويقول الدكتورروس ليفين عالم النفس والباحث في ظاهرة النوم في تحليله لمثل هذه المواقف إن ذكريات الخوف القديمة لم تختف ولكنها نشطت بسهولة مرة ثانية بواسطة صدمة حديثة. وبدأت تظهر في شكل كابوس متكرر الظهور أثناء النوم.
وقد حث الدكتور "ليفين" المريض على أن يعيد صياغة حلمه وأن يتمرن على بدائل لتلك السكاكين المعلقة والخوف المتربص به من داخله حتى توقفت الكوابيس في النهاية وأصبح الرجل قادرًا على استعادة ذاته.
هذا ويعاني الكثير من الناس من الكوابيس أثناء النوم ليلاً، والتي تعجزهم والتي تحتاج إلى علاج. ونحن جميعًا نعرف ما هي الأحاسيس التي يسببها الكابوس الليلي وكيف أنه يحيط بالشخص ويغرقه بالفزع ويسبب شحوب لونه حيث قد ترى ابنتك البالغة من العمر 6 سنوات تجري ذهابًا وإيابًا خلال الزحام مما يعطيك شعورًا بأنك لن تعثر عليها، أو أن القطار قد خرج عن طريقه وذلك كله أثناء كابوس ليلي في النوم أو أنك تجري مرعوبًا في الشارع وأنك تصرخ وترتجف وكم تودّ في تلك اللحظات لو استيقظت.
وتشير كل الأدلة على أن الأحلام المزعجة هي خبرة إنسانية عامة. فقد تكون بعض الأحلام مخيفة بدرجة كافية كي تجعل النوم يذهب إلى غير رجعة وهي حالة يمكن تسميتها كوابيس الليل، وهي عبارة عن أحلام مزعجة توقظك من النوم. وفي حالات أخرى ربما تكون أسوأ من ذلك.
وقد يعتقد النائم أن الكابوس قد ذهب إلى غير رجعة وهذا يقودك إلى أن تخطو خطوة أخرى ناحية الكابوس الكامن في انتظارك وهو ما يمكن أن نسميه الفصل الثاني. وأيًا كانت تفاصيل المشكلة، فإن الباحثين يقولون إن الكوابيس والأحلام المرعبة تقدم مفاتيح تشير إلى السر الكبير الذي يفسر لماذا نحلم في المقام الأول، وكيف أن حياتنا في الحلم واليقظة ربما تتفاعل معًا، وإن الشيء الأكثر حيرة في كل هذا هو كيف نستطيع تفسير الأحداث الواقعية التي نواجهها في داخل مخنا ..؟؟
تلك الحياة التي تبدو كبيرة الحجم ومتشعبة الأبعاد ومليئة بالحياة الليلية أثناء النوم التي تحتوي على أشخاص كثيرين... لهذا فأنت في حاجة إلى الاقتناع كي تستطيع أن تتخلص منها قبل أن تسعى هي إلى التخلص منك. إن السبب الرئيس في أن الأحلام السيئة تقدم رؤية عن تركيب الأحلام عامة هو أنه كما أوضحت الدراسات فإن أغلب أحلامنا سيئة. وسواء حافظ المفحوصين على أحلامهم في مذكرات خاصة بهم في منازلهم أو قدموها للباحثين كي يفحصوها فإنها تظهر من وقت لآخر من خلال حركة العين السريعة أثناء النوم REM تلك المرحلة من النوم المرتبطة بالأحلام فإن النتائج في كلتا الحالتين واحدة: وهي أن ثلاثة أرباع الأحاسيس التي تحدث من تلك الكوابيس توصف بأنها سلبية.
علاوة على ذلك يقول"روبرت ستيكغولد" الباحث في ظاهرة النوم في مدرسة ... "هارفارد" الطبية بأننا أشخاص نحلم بشكل كبير حيث نقضي حوالي 60 إلى 70 في المئة من فترة النوم في الأحلام أو ما يشبه الأحلام والتي تؤدي إلى فترة من القلق والإحباط قد تستمر لمدة ثلاث ساعات ليلاً، حيث قد نرى أنفسنا في الحلم قد تأخرنا عن موعد الامتحان أو أننا نسير حفاة القدمين على زجاج مكسور لأن أحذيتنا قد ذابت.
ويقول"مارك بلاجروف" الباحث في ظاهرة الحلم ... "إن الكثير من الكوابيس أثناء النوم عامة وشائعة أكثر مما ندرك نحن ذلك. ويمكن أن تطلب من بعض الأشخاص أن يقوموا بالاستدعاء التلقائي لعدد الكوابيس التي قد حدثت لهم في العام الماضي وربما يذكرون لك بأنهم واحدًا أو اثنين. واطلب منهم أن يحتفظوا بمذكرة يدونون فيها يوميًا الكوابيس التي قد تحدث لهم وسوف تجد أنهم قد يعانون من الكوابيس مرة أو مرتين خلال الشهر".
ولقد أوضحت الدراسات المسحية ودراسة مذكرات الأشخاص بأن الكابوس يتنوع باستمرار تبعا لعمر الشخص ونوعه. حيث أن الأطفال في سن ما قبل المدرسة يكونوا محصنين ضد الكابوس المرعب ولكن أخواتهم وإخوانهم الكبار ليسوا كذلك. وقد وجد أن حوالي 25 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والثانية عشرة يستيقظون ليلا من الأحلام المرعبة مرة واحدة على الأقل أسبوعيا.
وترتفع معدلات الكوابيس خلال فترة المراهقة وتعلو في مرحلة الرشد ثم تبدأ بعد ذلك في الهبوط. ويمثل من تبلغ أعمارهم 55 عاما في المتوسط ثلث عدد الكوابيس مثل متوسط من يبلغون الخامسة والعشرين من عمرهم. وتقريبا في كل فترة عمرية ولدى البنات والنساء توجد نسبة عالية من الكوابيس أكثر من الأولاد والرجال وهي حقيقة يقول عنها بعض الباحثين بأنها قد ترجع إلى المستوى المرتفع من القلق والإضطرابات المزاجية لدى النساء.
ويقول "كيلي بولكيلي" الباحث في ظاهرة الأحلام ... " يتغير محتوى الكابوس خلال الزمن وعبر الثقافات. حيث أن الشاب في أمريكا القرن الحادي والعشرين ربما لا يرى مشكلة في رؤية الأحلام الجنسية ولكن الشاب في القرن الرابع في عصر القديس أوغسطين قد يرى أن الأحلام الجنسية كوابيس مزعجة و أنها تهديد لإيمانه".
كما أن المحددات الثقافية أيضا تعتبر موضوعات عامة للكوابيس. حيث وجد الدكتور "كيلي" وزملاؤه أن الكوابيس التي يرى فيها الشخص أنه يسقط في الهواء تعتبر شائعة بين النساء في المنطقة العربية وربما يرجع ذلك إلى أسبابا مجازية. كما يضيف قائلاً... " هناك تبجيل لتلك المرأة التي تحافظ على عفتها في تلك الدول وتظل طاهرة ولهذا فإن الخوف من أن تصبح امرأة ساقطة يكون شديدًا. وهذا ما قد يمثل أساس أحلام السقوط باختصار".
ومن خلال استخدام وسائل المخ لتصوير عملية التخيل والتي تكون مزعجة وغير مريحة وتحرم الشخص من النوم الجيد أثناء الليل بدأ العلماء في تحديد مناطق المخ التي تنشط أثناء النوم والتي تكون غير نشطة. حيث أن المخ يعمل من خلال أربع مراحل للنوم أثناء الليل وتكون كل مرحلة متسمة بنمط خاص لها من الموجات المخية والنشاط العصبي الكيميائي. وقد أعيد النظر إلى مرحلة REM أثناء النوم عندما تتحرك العينان خلف الجفون على أنها مرحلة الحلم حيث أن حوالي 90 في المئة من تلك المرحلة تقريبًا يقضيها النائم في الحلم. ولكن الأحلام تحدث جزئيًا في مراحل النوم الأخرى غير تلك المرحلة.
ويقول الدكتور "ليفين" بأنه عند الدخول في مرحلة REM من النوم، فإن المخ بكاملة يتغير من الناحية الكيميائية العصبية مثل التغيرات في الألوان التي تحدث في شكل صور والتي تشير إلى الاستثارة أو الكمون. وتصبح الأوصال نشطة بشكل غير عادي أكثر منها في اليقظة وهذا ما يفسر الحركة التي تحدث في قمة الحلم."
ومن خلال الحماسة التي تحدث في الأوصال مثل حركة إحدى اللوزتين والقشرة الخلفية للمخ والتي تشكل خلفية الحلم كما يسميها"ستيفين وودوورد" عالم النفس في مستشفى V.A في "مينلو بارك". وفي نفس الوقت فإن القشرة ما قبل الأمامية والتي تمثل أساس الفكر العقلاني والتعليل النقدي لا تكون نشطة وهذا ما يفسر إمكانية أن تحلم بشيء له أربعة رؤوس و 12 قدم. ولكنك لا تهتم لذلك."
ويقول"توري نيلسن" من جامعة مونتريال ... "إن الهدوء العصبي يشمل القشرة الخارجية المرئية حيث أنها المتلقي للإشارات المرئية من العالم الخارجي. وإن القشرة البصرية الثانوية والتي تساعد في تلك العملية وتفسر تلك الإشارات تظل على أهبة الاستعداد. وهنا قد تظهر الصور الخرافية في الأحلام. حيث أن القشرة البصرية الثانوية تعمل على فك شفرة الإشارات التي ترتد منها أو تولدها وتقوم بتحويلها إلى أفضل كل مترابط له معنى.
بينما تظل الأعضاء الحركية والحسية الأخرى نشطة في مرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم REM والتي تشمل تلك التي تؤثر عادة على الأذرع والأرجل والذي يفسر لماذا تظهر الحركة بشكل دائم في العديد من الأحلام. ولكن إذا شعرت بالإحباط فإن ذلك قد لا يساعدك على التخلص من تلك الكوابيس.
وكما يحدث عادة فإن هناك جزء يقظ أثناء الحلم من المخ يعمل على شل حركة بقية الجسد حتى يمنعك من الحركة الفعلية الطبيعية أثناء الحلم. وإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض في الأعصاب والتي قد تجعل ذلك الجزء من المخ غير قادر على العمل من الممكن أن يؤذوا أنفسهم أثناء حركات الحلم الشديدة وهم نائمين. وإن معظم حالات السير أثناء النوم تحدث عادة في مرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم REM عندما لا يكون الجسم قد تم شل حركته بعد. ومن خلال نوم معظم أجزاء الجسد والمخ فإنه يبدو بوضوح أنهما يتعاونان لكي يسمحوا لنا بالتجول الآمن خلال فترة الحلم .
وفي بحث حديث في دورية علم النفس افترض كل من الدكتور"نيلسن" و الدكتور "ليفين" بأن الحلم يخدم في خلق ما يسمونه " إطفاء الذكريات المخيفة" في طريق المخ أثناء زحفه وتخلصه من السموم ثم التخلص أخيرا من الذكريات المخيفة و ذلك قد يكون جيدا للمخ في التقدم إلى مرحلة من الاشتباك مع التهديدات الجديدة التي قد تواجهك. ويقول دكتور "نيلسن"... " وإذا لم تحدث تلك العملية فإننا سنخاف في مرحلة رشدنا من الأشياء التي كنا نخاف منها في مرحلة الطفولة."
كما أن الأحلام المزعجة العادية لا تعيد تصوير الأحداث غير السارة من الحياة الواقعية ولكنها بدلا من ذلك تختصرها إلى أشارات أو بدائل وتعيد خلقها من جديد و هذا ما يمكن تسميته بنزع مخالب الخوف. حيث أن الحلم السيئ الذي لا يؤدي إلى الاستيقاظ من النوم يعتبر ناجحا في التعامل مع الإحساس المكثف.
ولكن المزعج إذا كان هناك أي نوع من الرغبة في الاستمرار في النوم باستمرار وعدم الاستيقاظ." ولكن ذلك السيناريو من الكوابيس الذي يسمح لك بالهروب الدائم يمثل فشل جهاز إخماد الخوف. ومع كون الأحلام لها وظيفة فإن الكوابيس تؤدي إلى وظيفة عكسية سيئة.
فإذا شعرت بنفسك تسقط فيجب عليك أن تقوم بنشر ذراعيك وتتعلم كيف تطير
الــــــــــــوردة
الكثير من الناس يعانون من الكوابيس المزعجة أثناء النوم ليلاً، والتي تحتاج إلى علاج. اليكم هذا التحليل العلمي للكوابيس وأسباب الأحلام
لقد كان المريض رجلاً يبلغ من العمر 37 عامًا وقد تعرض للإيذاء البدني من أمه التي كانت تعاني من مرض انفصام الشخصية عندما كان يستلقي في سريره للاستغراق في النوم. ومع ذلك فقد كبر بشكل عادي وأصبح شخصًا كبيرًا له وظيفة، وأصبح يعتقد أن كل الأشياء السيئة أصبحت من الماضي، حتى استيقظ ذات ليلة ليجد شخصًا مختبئًا في خزانة ملابسه، ومنذ تلك اللحظة بدأت الكوابيس الليلية أثناء النوم تطارده بقوة وكانت أحلامًا مرعبة، بحيث كان يرى فيها شخصًا يتلصص عليه وهذا الشخص عبارة عن امرأة في منتصف العمر وسكين يتدلى من فوق رأسه. ويقول الدكتورروس ليفين عالم النفس والباحث في ظاهرة النوم في تحليله لمثل هذه المواقف إن ذكريات الخوف القديمة لم تختف ولكنها نشطت بسهولة مرة ثانية بواسطة صدمة حديثة. وبدأت تظهر في شكل كابوس متكرر الظهور أثناء النوم.
وقد حث الدكتور "ليفين" المريض على أن يعيد صياغة حلمه وأن يتمرن على بدائل لتلك السكاكين المعلقة والخوف المتربص به من داخله حتى توقفت الكوابيس في النهاية وأصبح الرجل قادرًا على استعادة ذاته.
هذا ويعاني الكثير من الناس من الكوابيس أثناء النوم ليلاً، والتي تعجزهم والتي تحتاج إلى علاج. ونحن جميعًا نعرف ما هي الأحاسيس التي يسببها الكابوس الليلي وكيف أنه يحيط بالشخص ويغرقه بالفزع ويسبب شحوب لونه حيث قد ترى ابنتك البالغة من العمر 6 سنوات تجري ذهابًا وإيابًا خلال الزحام مما يعطيك شعورًا بأنك لن تعثر عليها، أو أن القطار قد خرج عن طريقه وذلك كله أثناء كابوس ليلي في النوم أو أنك تجري مرعوبًا في الشارع وأنك تصرخ وترتجف وكم تودّ في تلك اللحظات لو استيقظت.
وتشير كل الأدلة على أن الأحلام المزعجة هي خبرة إنسانية عامة. فقد تكون بعض الأحلام مخيفة بدرجة كافية كي تجعل النوم يذهب إلى غير رجعة وهي حالة يمكن تسميتها كوابيس الليل، وهي عبارة عن أحلام مزعجة توقظك من النوم. وفي حالات أخرى ربما تكون أسوأ من ذلك.
وقد يعتقد النائم أن الكابوس قد ذهب إلى غير رجعة وهذا يقودك إلى أن تخطو خطوة أخرى ناحية الكابوس الكامن في انتظارك وهو ما يمكن أن نسميه الفصل الثاني. وأيًا كانت تفاصيل المشكلة، فإن الباحثين يقولون إن الكوابيس والأحلام المرعبة تقدم مفاتيح تشير إلى السر الكبير الذي يفسر لماذا نحلم في المقام الأول، وكيف أن حياتنا في الحلم واليقظة ربما تتفاعل معًا، وإن الشيء الأكثر حيرة في كل هذا هو كيف نستطيع تفسير الأحداث الواقعية التي نواجهها في داخل مخنا ..؟؟
تلك الحياة التي تبدو كبيرة الحجم ومتشعبة الأبعاد ومليئة بالحياة الليلية أثناء النوم التي تحتوي على أشخاص كثيرين... لهذا فأنت في حاجة إلى الاقتناع كي تستطيع أن تتخلص منها قبل أن تسعى هي إلى التخلص منك. إن السبب الرئيس في أن الأحلام السيئة تقدم رؤية عن تركيب الأحلام عامة هو أنه كما أوضحت الدراسات فإن أغلب أحلامنا سيئة. وسواء حافظ المفحوصين على أحلامهم في مذكرات خاصة بهم في منازلهم أو قدموها للباحثين كي يفحصوها فإنها تظهر من وقت لآخر من خلال حركة العين السريعة أثناء النوم REM تلك المرحلة من النوم المرتبطة بالأحلام فإن النتائج في كلتا الحالتين واحدة: وهي أن ثلاثة أرباع الأحاسيس التي تحدث من تلك الكوابيس توصف بأنها سلبية.
علاوة على ذلك يقول"روبرت ستيكغولد" الباحث في ظاهرة النوم في مدرسة ... "هارفارد" الطبية بأننا أشخاص نحلم بشكل كبير حيث نقضي حوالي 60 إلى 70 في المئة من فترة النوم في الأحلام أو ما يشبه الأحلام والتي تؤدي إلى فترة من القلق والإحباط قد تستمر لمدة ثلاث ساعات ليلاً، حيث قد نرى أنفسنا في الحلم قد تأخرنا عن موعد الامتحان أو أننا نسير حفاة القدمين على زجاج مكسور لأن أحذيتنا قد ذابت.
ويقول"مارك بلاجروف" الباحث في ظاهرة الحلم ... "إن الكثير من الكوابيس أثناء النوم عامة وشائعة أكثر مما ندرك نحن ذلك. ويمكن أن تطلب من بعض الأشخاص أن يقوموا بالاستدعاء التلقائي لعدد الكوابيس التي قد حدثت لهم في العام الماضي وربما يذكرون لك بأنهم واحدًا أو اثنين. واطلب منهم أن يحتفظوا بمذكرة يدونون فيها يوميًا الكوابيس التي قد تحدث لهم وسوف تجد أنهم قد يعانون من الكوابيس مرة أو مرتين خلال الشهر".
ولقد أوضحت الدراسات المسحية ودراسة مذكرات الأشخاص بأن الكابوس يتنوع باستمرار تبعا لعمر الشخص ونوعه. حيث أن الأطفال في سن ما قبل المدرسة يكونوا محصنين ضد الكابوس المرعب ولكن أخواتهم وإخوانهم الكبار ليسوا كذلك. وقد وجد أن حوالي 25 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والثانية عشرة يستيقظون ليلا من الأحلام المرعبة مرة واحدة على الأقل أسبوعيا.
وترتفع معدلات الكوابيس خلال فترة المراهقة وتعلو في مرحلة الرشد ثم تبدأ بعد ذلك في الهبوط. ويمثل من تبلغ أعمارهم 55 عاما في المتوسط ثلث عدد الكوابيس مثل متوسط من يبلغون الخامسة والعشرين من عمرهم. وتقريبا في كل فترة عمرية ولدى البنات والنساء توجد نسبة عالية من الكوابيس أكثر من الأولاد والرجال وهي حقيقة يقول عنها بعض الباحثين بأنها قد ترجع إلى المستوى المرتفع من القلق والإضطرابات المزاجية لدى النساء.
ويقول "كيلي بولكيلي" الباحث في ظاهرة الأحلام ... " يتغير محتوى الكابوس خلال الزمن وعبر الثقافات. حيث أن الشاب في أمريكا القرن الحادي والعشرين ربما لا يرى مشكلة في رؤية الأحلام الجنسية ولكن الشاب في القرن الرابع في عصر القديس أوغسطين قد يرى أن الأحلام الجنسية كوابيس مزعجة و أنها تهديد لإيمانه".
كما أن المحددات الثقافية أيضا تعتبر موضوعات عامة للكوابيس. حيث وجد الدكتور "كيلي" وزملاؤه أن الكوابيس التي يرى فيها الشخص أنه يسقط في الهواء تعتبر شائعة بين النساء في المنطقة العربية وربما يرجع ذلك إلى أسبابا مجازية. كما يضيف قائلاً... " هناك تبجيل لتلك المرأة التي تحافظ على عفتها في تلك الدول وتظل طاهرة ولهذا فإن الخوف من أن تصبح امرأة ساقطة يكون شديدًا. وهذا ما قد يمثل أساس أحلام السقوط باختصار".
ومن خلال استخدام وسائل المخ لتصوير عملية التخيل والتي تكون مزعجة وغير مريحة وتحرم الشخص من النوم الجيد أثناء الليل بدأ العلماء في تحديد مناطق المخ التي تنشط أثناء النوم والتي تكون غير نشطة. حيث أن المخ يعمل من خلال أربع مراحل للنوم أثناء الليل وتكون كل مرحلة متسمة بنمط خاص لها من الموجات المخية والنشاط العصبي الكيميائي. وقد أعيد النظر إلى مرحلة REM أثناء النوم عندما تتحرك العينان خلف الجفون على أنها مرحلة الحلم حيث أن حوالي 90 في المئة من تلك المرحلة تقريبًا يقضيها النائم في الحلم. ولكن الأحلام تحدث جزئيًا في مراحل النوم الأخرى غير تلك المرحلة.
ويقول الدكتور "ليفين" بأنه عند الدخول في مرحلة REM من النوم، فإن المخ بكاملة يتغير من الناحية الكيميائية العصبية مثل التغيرات في الألوان التي تحدث في شكل صور والتي تشير إلى الاستثارة أو الكمون. وتصبح الأوصال نشطة بشكل غير عادي أكثر منها في اليقظة وهذا ما يفسر الحركة التي تحدث في قمة الحلم."
ومن خلال الحماسة التي تحدث في الأوصال مثل حركة إحدى اللوزتين والقشرة الخلفية للمخ والتي تشكل خلفية الحلم كما يسميها"ستيفين وودوورد" عالم النفس في مستشفى V.A في "مينلو بارك". وفي نفس الوقت فإن القشرة ما قبل الأمامية والتي تمثل أساس الفكر العقلاني والتعليل النقدي لا تكون نشطة وهذا ما يفسر إمكانية أن تحلم بشيء له أربعة رؤوس و 12 قدم. ولكنك لا تهتم لذلك."
ويقول"توري نيلسن" من جامعة مونتريال ... "إن الهدوء العصبي يشمل القشرة الخارجية المرئية حيث أنها المتلقي للإشارات المرئية من العالم الخارجي. وإن القشرة البصرية الثانوية والتي تساعد في تلك العملية وتفسر تلك الإشارات تظل على أهبة الاستعداد. وهنا قد تظهر الصور الخرافية في الأحلام. حيث أن القشرة البصرية الثانوية تعمل على فك شفرة الإشارات التي ترتد منها أو تولدها وتقوم بتحويلها إلى أفضل كل مترابط له معنى.
بينما تظل الأعضاء الحركية والحسية الأخرى نشطة في مرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم REM والتي تشمل تلك التي تؤثر عادة على الأذرع والأرجل والذي يفسر لماذا تظهر الحركة بشكل دائم في العديد من الأحلام. ولكن إذا شعرت بالإحباط فإن ذلك قد لا يساعدك على التخلص من تلك الكوابيس.
وكما يحدث عادة فإن هناك جزء يقظ أثناء الحلم من المخ يعمل على شل حركة بقية الجسد حتى يمنعك من الحركة الفعلية الطبيعية أثناء الحلم. وإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض في الأعصاب والتي قد تجعل ذلك الجزء من المخ غير قادر على العمل من الممكن أن يؤذوا أنفسهم أثناء حركات الحلم الشديدة وهم نائمين. وإن معظم حالات السير أثناء النوم تحدث عادة في مرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم REM عندما لا يكون الجسم قد تم شل حركته بعد. ومن خلال نوم معظم أجزاء الجسد والمخ فإنه يبدو بوضوح أنهما يتعاونان لكي يسمحوا لنا بالتجول الآمن خلال فترة الحلم .
وفي بحث حديث في دورية علم النفس افترض كل من الدكتور"نيلسن" و الدكتور "ليفين" بأن الحلم يخدم في خلق ما يسمونه " إطفاء الذكريات المخيفة" في طريق المخ أثناء زحفه وتخلصه من السموم ثم التخلص أخيرا من الذكريات المخيفة و ذلك قد يكون جيدا للمخ في التقدم إلى مرحلة من الاشتباك مع التهديدات الجديدة التي قد تواجهك. ويقول دكتور "نيلسن"... " وإذا لم تحدث تلك العملية فإننا سنخاف في مرحلة رشدنا من الأشياء التي كنا نخاف منها في مرحلة الطفولة."
كما أن الأحلام المزعجة العادية لا تعيد تصوير الأحداث غير السارة من الحياة الواقعية ولكنها بدلا من ذلك تختصرها إلى أشارات أو بدائل وتعيد خلقها من جديد و هذا ما يمكن تسميته بنزع مخالب الخوف. حيث أن الحلم السيئ الذي لا يؤدي إلى الاستيقاظ من النوم يعتبر ناجحا في التعامل مع الإحساس المكثف.
ولكن المزعج إذا كان هناك أي نوع من الرغبة في الاستمرار في النوم باستمرار وعدم الاستيقاظ." ولكن ذلك السيناريو من الكوابيس الذي يسمح لك بالهروب الدائم يمثل فشل جهاز إخماد الخوف. ومع كون الأحلام لها وظيفة فإن الكوابيس تؤدي إلى وظيفة عكسية سيئة.
فإذا شعرت بنفسك تسقط فيجب عليك أن تقوم بنشر ذراعيك وتتعلم كيف تطير
الــــــــــــوردة