الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

البسمة والفكاهة في الآحاديث

مملكة الصلاة على الحبيب محمد (ص)

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الــوردة الحــمراء
    كاتب الموضوع
    عضو نشيط
    • Oct 2012
    • 530 
    • 15 


    اشتهر بعض الصحابة بالفكاهة في حياة النبي(صلى الله عليه وسلم) – - وأقره عليه، واستمر على ذلك من بعده، وقبله الصحابة، ولم يجدوا فيه ما ينكر، برغم أن بعض الوقائع المروية في ذلك لو حدثت اليوم لأنكرها البعض أشد الإنكار.
    ومن هؤلاء المعروفين بروح المرح والفكاهة والميل إلى الضحك والمزاح: "نعيمان بن عمر الأنصاري" رضي الله عنه، الذي رويت عنه في ذلك نوادر عجيبة وغريبة، وقد ذكروا أنه كان ممن شهد العقبة الأخيرة، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق، والمشاهد كلها.

    وقد روى عنه الزبير بن بكار عددًا من النوادر الطريفة في كتابه " الفكاهة والمرح " قال: كان لا يدخل المدينة طُرفة إلا اشترى منها نعيمان، ثم جاء بها إلى النبي-
    (صلى الله عليه وسلم) - فيقول: هذا أهديته لك، فإذا جاء صاحبها يطالب نعيمان بثمنها، أحضره إلى النبي-(صلى الله عليه وسلم) - قائلاً: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: " أولم تهده لي؟" فيقول: إنه والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله يا رسول الله! فيضحك، ويأمر لصاحبه بثمنه.
    وروى الزبير قصة أخرى من نوادر نعيمان قال: دخل أعرابي على النبي-

    (صلى الله عليه وسلم)- وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة لنعيمان: لو عقرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا إلى اللحم؟ ففعل، فخرج الأعرابي وصاح: واعقراه يا محمد!
    فخرج النبي – (صلى الله عليه وسلم)– فقال: "من فعل هذا؟" فقالوا: نعيمان، فأتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباغة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد، فأشار رجل إلى النبي –(صلى الله عليه وسلم) – حيث هو فأخرجه فقال له: "ما حملك على ما صنعت؟ " قال: الذين دلوك عليَّ يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك قال: فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك، ثم دفع ثمنها للأعرابي.


    وإذا كان بعض الحكماء والأدباء والشعراء قد ذموا المزاح، وحذروا من سوء عاقبته، ونظروا إلى جانب الخطر والضرر فيه، وأغفلوا الجوانب الأخرى، فإن ما جاء عن رسول الله- (صلى الله عليه وسلم)- وأصحابه أحق أن يتبع، وهو يمثل التوازن والاعتدال الذي يتميز به المنهج الإسلامي في كل شؤون الحياة.

    فالضحك والمرح والمزاح أمر مشروع في الإسلام، وقد دلّت على ذلك النصوص القولية، والمواقف العملية للرسول الكريم- - وأصحابه رضي الله عنهم. وما ذلك إلا لحاجة الفطرة الإنسانية إلى شيء من الترويح يخفف عنها أدواء الحياة وقسوتها، وتشعب همومها وأعبائها، كما أن هذا الضرب من اللهو والترفيه يقوم بمهمة التنشيط للنفس، حتى تستطيع مواصلة السير والمضي في طريق العمل الطويل، كما يريح الإنسان دابته في السفر، حتى لا تنقطع به.
    فمشروعية الضحك والمرح والمزاح لا شك فيها، ولكنها مقيدة بقيود وشروط لابُدَّ أن تُراعى، منها: ألا يكون الكذب والاختلاق أداة الإضحاك للناس، وألا يشتمل على تحقير لإنسان آخر، أو استهزاء به وسخرية منه، إلا إذا أذن بذلك ورضي، وألا يترتب عليه تفزيع وترويع لمسلم، وألا يهزل المسلم في موضع الجد، ولا يضحك في مجال يستوجب البكاء، فلكل شيء أوانه، ولكل أمر مكانه، ولكل مقام مقال.

    والحكمة وضع الشيء في موضعه المناسب، وأن يكون المزاح بقدر معقول، وفي حدود الاعتدال والتوازن، الذي تقبله الفطرة السليمة، ويرضاه العقل الرشيد، ويلائم المجتمع الإيجابي العامل، ولهذا كان التوجيه النبوي: "ولا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب" فالمنهي عنه هو الإكثار والمبالغة.
    فالإسلام يحض المسلم على أن يكون آلفا بساما مرحا خلوقا، كريم الخصال، حميد الفعال، حسن المعشر. ولا مانع من أن يجمع المسلم مع الجد ـ الذي يسعى إليه ـ روح الدعابة، وفكاهة الحديث، وعذوبة المنطق، وطرافة الحكمة.


    ولكن ليس للإنسان أن ينطلق في الضحك والمرح والمزاح كما يشاء، فهناك وقت للضحك وأوقات للجد والعمل، والإفراط في أي شيء يخرجه من دائرة المباح إلى دائرة المحظور، وقد قال عمر ـ رضى الله عنه ـ: "من كثر ضحكه قلّت هيبته، ومن مزح استخف به ". وقال الأحنف: "كثرة الضحك تذهب الهيبة، وكثرة المزاح تذهب المروءة، ومن لزم شيئا عرف به"، وقال أبو الحسن البصرى: " وأما الضحك فإن اعتياده شاغل عن النظر في الأمور المهمة، مذهب عن الفكر في النوائب الملمة، وليس لمن أكثر منه هيبة ولا وقار".


    ومن المحظور في الضحك أن يكون على حساب المبادئ الأخلاقية كالضحك على النكات الإباحية أو العدوانية، ففي ذلك استخفاف بالعقول والأخلاق، ويجب تجنب الكذب وقول الزور بهدف إضحاك الناس كالذين يتصدرون المجالس ويلفقون القصص المضحكة والحكايات المثيرة لإضحاك الناس ومباسطتهم، فقد نهى الإسلام عن ذلك، وهدد الرسول ـ(صلى الله عليه وسلم) ـ من يفعل ذلك بالويل في قوله ـ ـ: " ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له، ويل له "
    الـــــــــــوردة
    مواضيع ذات صلة
  • الله أعلم بالسرائر
    Banned
    • Aug 2011
    • 7470 
    • 658 
    • 239 

    #2
    والله موضوع جميل ومفيد بارك الله فيكي اختي
    تعليق

    • سعسوقي
      سعسوقي تم التعليق
      تعديل التعليق
      بارك الله فيكي اختي موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
  • الــوردة الحــمراء
    كاتب الموضوع
    عضو نشيط
    • Oct 2012
    • 530 
    • 15 

    #3
    تسلم لمعان وجودك يفرحنا
    تعليق
    • أبو ريان
      أعضاء نشطين
      • Mar 2018
      • 1134 
      • 10 

      #4
      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
      تعليق
      • جمزة سيف
        أعمدة اسرار
        • Sep 2013
        • 1496 

        #5
        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
        تعليق
        يتصفح هذا الموضوع الآن
        تقليص

        المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

        يعمل...
        X