أبشع أمر في هذا الوجود أن تشعر بأنك مكسور من الداخل .....
تحاول تضميد جراحك بشتى الوسائل وبشتى الطرق ولكن ......ليس كل ما كسر يصلح
واليد الواحدة لا تصفق .
لما دائما نحاول خداع أنفسنا ...؟! الأحاسيس والمشاعر هي روح الإنسان التي يستمدها من الآخرين
وإلا لما سميت بأحاسيس ....تخدش من أقل حرف ينطق ...من شفاه غير مبالية بما ممكن أن تصنعه
في اختراق جدار الروح وترك بصمة ملوثة ربما تظل للأبد .. لما نفعل هذا مع من نحبهم ....نجرحهم
بعنف وقسوة ...لما ....؟ المشاعر والأحاسيس ربما تكون أخف من جناح الفراشة التي ربما تتقطع وتتفتت
من أقل لمسه وبقليل من الحذر .. هناك بشر مثلنا تماما ؛ يأكلون ويشربون ويمشون في الاسواق ....
ولكنهم لا يملكون هذه الروح
قساة بلا مشاعر ولا أحاسيس من الممكن أن يبيعون حتى أعضائهم الجسدية بل أبنائهم ..مقابل المال
لا أعلم ....أتعجب .....كيف يعيش هؤلاء !!!!!
حياتهم هكذا ...؟كيف لا تهتز أبدانهم طربا بالحب العفيف أو همسة رقيقة أو بكلمة صدق من القلب ؟
والإحساس الوحيد الذي يمتعون أنفسهم به هو مجرد .شهوة حيوانية لا تدوم قيمتها سوى ساعة فقط .....ثم ينتهي كل شيء ....كالبهائم .....مع أنهم بشر مثلنا .....
وربما يعيشون في وطن واحد .....أو حتى أخوة في بيت واحد ....ويتربون بنفس التربية ولكن يختلف كل منهم عن الآخر
.. نفس غريبة هي نفس الإنسان ...خباياها عبارة عن سرداب مظلم به الكثير الكثير من الغموض .. وشفرات مبهمة لا يستطيع الإنسان نفسه حل رموزها بسهولة وربما يفقد حياته وعقله بسببها ..إن لم يحسن فهمها
فلما دائما نقوم بقتل من يعيشون حولنا كل يوم ؟ ربما تكون بكلمة واحده .... وربما بنظرة استحقار للغير تظل راسخة في الذهن وتعاد كشريط سينمائي يعاد كل يوم لمده عمر كامل ...في قلبة وكيانه ... ثم نحاول تضميد جرح غائر بكلمة آسف .....ونحن نعلم أننا ربما لا نستطيع تصليح ما كسرناه أو فتتناه وتكون كلمة آسف كما يقولون كقتل رحيم وليس تضميد جرح عميق .....آسف .....آسف
وتظل كلمة آسف تتردد كل يوم ولكن ....بلا فائدة فقد مات كل شيء .....