لو فقهنا هذه الآية فقط لما تجرأ أحدنا أن يكتب كلمة واحدة إلاّ بعد تمحيص وتفكير وهذه الآية التي أعنيها قوله تعالى : (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) (قّ:18)
ألا ترعبك هذه الآية لوحدها
فكيف أن قرأنا هذه الآية وهي التي كتبتُ موضوعي من أجلها : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (الزمر:56)
نعم أخي الغالي/ أختي الغالية هل فكـّرتُ أنا أو أنت بها عندما نكتب في المنتدى أو نتكلّم خارجه ؟
❃ هل فكـّرنا مليـّا بها ؟
❃ هل تصورتَ نفسك أخي الغالي أنـّك ستقول (( لا قدّر الله )) هذه الكلمة (( يا حسرتى ))
❃ هل سنتحسّر يوم لا تنفع الحسرات ؟
❃ هل سنندم يوم لا تنفع العبرات ؟
❃ هل سأقولها هناك فيقال لي هيهات هيهات ؟
❃ ستنفعني أخي حينها العبرات ، والحسرات ، والدموع ، والبكاء ، والنـّدم ؟
أخي الغالي/ أختي الغالية لا يغرّنـّك الشيطان ويقول لك أطعن ، إلعن، اشتم، اغضب لله .
نعم سيقول لك اغضب لله نعم سيقول لك اغصب لله
نعم الغضب الحقيقي أن تنتهك حرمات الله تعالى وأنا شيطان أخرس لا أتحرّك ولا آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ،
ولكن آمر بالمعرروف ، وأنهى عن المنكر بالمعروف ايضا .
أخي/ أختي بالله عليك انتبه لهذا المثال لو كان عندك ابن شتم أخاه ولعنه وسبّه فهل تغضب عليه بهذه الطريقة (( يا ......... يا ابن الكذا والكذا كيف تسبّ أخاك هكذا ؟))
بالله عليك لو سمعك أحد تربّي ابنك هكذا ماذا سيقول عنك ؟؟!!
أجب نفسك أخي الغالي بتجرّد لله تعالى . أكرر للمرة البليون ذبّ ودافع وردّ عن إخوانك المجاهدين أو العلماء ولكن بأخلاق الفضلاء .
نعم كنّ مشعل هداية للضـّالين .
نعم احرص على التـّخلـّق بأخلاق الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم .
وأخيرا أذكـّرك بهذه القصة :
قال رجلٌ ُ جاهل لطالب علم ( انتبهوا طالب علم وليس عالم ) وقد اختلف معه في مسألة ما قال له ( يا حقير) ملاحظة: لو قيلت لأحدنا لأقام الدنيا وما أقعدها ))
فقال طالب العلم له : رميتني بكلمة من أربعة حروف
الحاء : فأقول لك : حباك الله بمنـّه بعلم ينفعك في الدنيا والآخرة
القاف : فأقول لك : قرّبك الله منه وأعلى منزلتك
الياء: يمـّنَ الله كتابك ويسّر حسابك
الراء: رفع الله درجتك في أعلى عليين فهل نكون مثله مع من خالفنا في الرأيّ ولم يطعن بنا ولم يلعننا ؟؟؟؟ سؤال بسيط فلنجب أنفسنا عليه ؟؟
لا تذهب أخي / أختي هناك ما هو أكثر !!!
❀الذنوب الجارية❀
عن أبي هريرة أن رسول الله قال: (( من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئـًا)). وفي الصحيحين عن ابن مسعود أن النبي قال: ((ليس من نفس تقتل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ؛ لأنه كان أول من سن القتل)).
أخي .. أختي احذروا ..... من اقتراف السيئات الجارية عليك في حياتك ، وبعضاً من تلك السيئات جارية حتى بعد الممات فبادر بالفكاك منها قبل أن تأسرك عقوبتها .
فمن أمثلة السيئات الجارية على سبيل المثال
❉الدعوة إلى المعتقدات و الطوائف الباطلة ونشر ضلالهم وبدعهم ونقل أفكار و مزاعم العلمانية المحاربة لدين الله والمخالفة لمنهج الله القويم ، ونقل أفكار الذين تأثروا بمنهجهم الخبيث .
❉ذم العلماء علماء الحق والهدى وولاة أمور المسلمين والدعاة إلى الله وأهل الاستقامة والطعن فيهم ومحبة إظهار عيوبهم وانتقاص قدرهم و تشكيك الناس بهم .
❉نقل الأحاديث ونسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدون تحري .. ولقد وجدت من الأحاديث المنكرة والضعيفة في ( مواضيع دعوية ) في الإنترنت . وكذلك لا بد من التثبت في نقل الآثار المروية عن السلف وكلام العلماء ، ونقل الأخبار الثابتة الصحة على كل حال .
❉التوقيع:::::::: وما فيه من صور خاصة صور النساء ووجه المرأة عورة ويكون ثابتاً يراه من أراد ذلك والآثام جارية .
❉تنزيل صور النساء في موضوع معين أو كخلفية لقصيدة أو لغير ذلك .
❉شعر يدعو إلى التلاقي المحرم أو يصوره أو يأجج الفتنة بين الجنسين . وهذا طبعاًيؤدي إلى شر وفحش ... وهذا لاشك في تحريمه لأن الوسيلة لها حكم المقصد وبعض الكلمات تحرك إلى سلك المقصد المحرم فتكون بذلك محرمة .
❉ وضع ملف غنائي والغناء محرم بالكتاب والسنة ، ويُعصى الله ويجاهر بالمعصية ويدعى إليها ثم نجد من يشكره على ما قدم ولو يعلم ما ذا قدم له ما شكره ! ❉ كتابة موضوع عن أهل الفن والطرب ويتعرض لشيء من أخبارهم والاحتفاء بالفسقة مروجي الضلال والمعاصي .
❉ الكتابة عن الممثلين والممثلات أصحاب الاختلاط والكذب والتكشف و هدم القيم وإضلال الناس .
❉الدلالة على موقع فيه منكرات أو صور خليعة وأشياء محرمة . • إيراد النكت وهذا مما يشاع وينتشر وتعمر به مجالس ويسميه البعض (بالمزاح) وحقيقته كذب يقال لقصد إضحاك الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم (( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له )) ومن أراد المزاح فليفعل بلا كذب وبدون محاذير شرعية وأن يقلل منه ولا يستكثر ، بل يفعله على الصفة المشروعة وقد قال صلى الله عليه وسلم (( إني لأمزح ، و لا أقول إلا حقا )) صحيح الجامع 2494
أثر تلك المشاركات على صاحبها :
إن كل من يسمع أو يرى المنكر أو يوزعه وينشره في المنتديات وغيرها فإنه يكتب على صاحب ذلك الموضوع آثامهم كاملة ..
فكم من عضو وزائر ستضل ؟
وقد يُنشر إلى مواقع آخر ى وتزداد عليك السيئات وقد يفتتن البعض بصورة أو كلمة أو معنى ...
ويذهب لمقارعة الفواحش فهل تتحمل كل ذلك و ينتشر موضوعك بين الأعضاء وكم من عضو مشارك في أكثر من منتدى ،
وقد تأخذ هذه المشاركة زمناً طويلاً وهي تتنقل من بين منتدى إلى آخر ، ومن بريد إلى آخر وهكذا ، ويجري إثمها عليك وأنت في بيتك وفي عملك وكذلك و أنت نائم . ..
وقد يرسل موضوعك عبر مجموعات بريدية ذات الأعداد الهائلة ...
ومتى يكتب لهذه المشاركة التوقف عبر هذه الشبكة العنكبوتية الله أعلم .
فهل تستطيع عد أعداد المطلعين على مشاركتك ؟
وهل تستطيع أن تحمل آثامهم جميعاً ..
وهل تعلم أن الذنوب تورث التثاقل عن العبادة وكراهيتها وحب المعصية وإدمانها ونسيان الآخرة ،
لأن المعاصي تجر إلى معاصي بعكس الطاعات ..
وهل تعلم أن سيئة واحدة يوم القيامة قد ترجح بالميزان ويدخل صاحبها النار والعياذ بالله .
فما بالي أراك من الذنوب تستكثر . ثم كم من الساعات والأوقات صرفوها أولائك في موضوعك الداعي للمحرم ،
وهل تعلم أن المرء يوم القيامة سيحاسب على عمره فيما أفناه ، فما بالي أراك تفني عمرك وأعمار فوق عمرك من الذين تشاركهم آثامهم . وكم من الأموال ستصرف وقت التصفح والمشاهدة والاستماع ، أم أن كهرباء الجهاز والاتصال الهاتفي لا تستهلك مالاً ؟!
أما علمت أن المرء في يوم القيامة سيحاسب عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه و لقد كنت سبباً في إضاعة أموالك وأموال هؤلاء فيما حرم الله أيسرك أن تلقى الله بهذه السيئات العظام .
إذا لم تستطع على فعل الخيرات وإرشاد الناس إليه فلا فلا تظلم نفسك وتتمادى على غيرك ...
ثم كيف تتجرأ على إعلانها وحث الناس عليها ولا ترى بذلك بأساً ؟! قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الجواب الكافي 1/37 ((حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يا فلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لا يعافون وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي " كل أمتي معافى إلا المجاهرين " )) . وقفة للمتأمل : قال تعالى في الحديث القدسي (( يا عبادي إنما هى أعمالكم أحصيها ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) رواه مسلم 257