ثمرات الإنفاق
للصدقة شأن عظيم في الإسلام، فهي من أوضح الدلالات وأصدق العلامات على صدق إيمان المتصدق، وذلك لما جبلت عليه النفوس من حب المال والسعي إلى كنزه، فمن أنفق ماله وخالف ما جُبِل عليه، كان ذلك برهان إيمانه وصحة يقينه،
** والإنفاق في سبيل الله، عبادة المتقين والمجسنين ، كما يقول سبحانه: " الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" البقرة:1-3
وقال : " إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم"الذاريات 16-19
** ثمرات الإنفاق
1) اتقاء النار .. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة » في الصحيحين
2) مضاعفة الأجر .. كما قال تعالى" مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ"الحديد:11
وقال صلى الله عليه وسلم" من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربّيها لصاحبها كما يربي أحدكم فَلُوَّه، حتى تغدو مثل الجبل"
3) أن يحبك الله عز وجل ... كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً " ، رواه البيهقي ، وحسنه الألباني .
4) وهي تدفع عن صاحبها المصائب والبلايا ، وتنجيه من الكروب والشدائد ، قال صلى الله عليه وسلم: " صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرةرواه الحاكم وصححه الألباني
.
5) والصدقة تطفئ الخطايا، وتكفر الذنوب والسيئات، قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) رواه الترمذي .
6) وهي من أعظم أسباب بركة المال، وزيادة الرزق، وإخلاف الله على صاحبها بما هو أحسن، قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك ) رواه مسلم .
إخوتي ::: انتهزوا كل فرصة من فرص الصدقة الجارية، ولا تضيعوها فتندموا،فإن الباب قد يفتح لأحدنا فيغلقه، فلعله لا يتكرر له الأمر مرة أخرى في حياته،والموت ينتظرنا في كل لحظة وساعة،
والله -عز وجل- يقول: " وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" المنافقون:10، 11
وفي الصحيح عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: "أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟!"، قالوا: يا رسول الله: ما منا أحد إلا وماله أحب إليه، قال: "فإن ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخّر"،
وفي الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "يقول العبد: مالي مالي، وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فأبقى، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس".
** وإن عجزت عن الإنفاق ومكابدة الليل، فاكثر من "سبحان الله وبحمده.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :مَن ضن بالمال أن ينفقه وبالليل أن يكابده فعليه بسبحان الله وبحمده" رواه أبو نعيم وصححه الألباني،
اللهم اجعلنا ممن قالوا: سمعنا وأطعنا، ووفقنا لما يرضيك عنا، وتوفنا وأنت راض عنا، اللهم ارزقنا حلالاً، واجعلنا من المنفقين، اللهم واجنبنا ما حرمت علينا، ولا تجعلنا ممسكين