إن الله حيَّي ستير !
قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله -عز وجل- حَيِي ستِّير، يحب الحياء والستر) أبوداود والنسائي وأحمد
أولاً الحياء ... وأنواعه أربعة ::: ( 1- من الله ، 2- من الملائكة ، 3- من الناس ، 4- من النفس )
: الحياء من الله
روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استحيوا من الله حق الحياء. قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك استحيا من الله حق الحياء".
" أن تحفظ الرأس" أي: عن استعماله في غير طاعة الله، "وما وعى"أي: ما جمعه الرأس من اللسان والعين والأذن عما لا يحل استعماله،
"وتحفظ البطن" أي: عن أكل الحرام، "وما حوى" أي: ما اتصل اجتماعه به من الفرج والرجلين واليدين والقلب، فإن هذه الأعضاء متصلة بالجوف، وحفظها بأن لا تستعملها في المعاصي، بل في مرضاة الله تعالى،
"وتتذكر الموت والبلى" يعني: تتذكر صيرورتك في القبر عظاماً بالية،
قال ذو النون: ( الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة مما سبق منك إلى ربك )
وقال صلى الله عليه وسلم"استحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك" صحيح الجامع
2 : الحياء من الملائكة
قد جعل الله فينا ملائكة يتعاقبون علينا بالليل والنهار.. كما قال صلى الله عليه وسلم " إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله فاستحيوا منهم وأكرموهم ".
3 : الحياء من الناس ... وهو على قسمين:
1) يستحي من الناس بأنه لا يأتي هذا المنكر والفعل القبيح إلا خوفاً من الله تعالى أولاً ثم اتقاء ملامة الناس وذمهم ثانياً ... فهذا يأخذ أجر حيائه .
2) قسم يترك القبائح والرذائل حياء من الناس وإذا خلا من الناس لا يتحرج من فعلها ...
وهذا النوع من الناس عنده حياء ولكن حياء ناقص ضعيف يحتاج إلى علاج وتذكير بعظمة ربه وجلاله وأنه أحق أن يستحيا منه ،،، لأن الناس لا يملكون له ضراً ولا نفعاً لا في الدنيا ولا في الآخرة .
4 : الحياء من النفس
ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحسن السريرة. فيجد العبد المؤمن نفسه تستحي من نفسه حتى كأن له نفسين تستحي إحداهما من الأخرى وهذا أكمل ما يكون من الحياء.
يقول أحد العلماء: ( من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر ).
والحقيقة أن هناك نفساً أمارة بالسوء تأمر صاحبها بالقبائح. وهذه علينا أن نجاهدها فلا نجعلها تفكر في الحرام ولا تعمله حتى تكون من النفوس المطمئنة التي تبشر بجنة عرضها السموات والأرض.. يقول تعالى: " وَالّذِينَ جَاهَدوا فِينَا لَنَهدِيَنّهمَ سبلنَا وَإنّ اللّهَ لَمَعَ المحسِنِينَ " [العنكبوت:69].
ثانياً : الستر .... الله يحب الستر
المسلم دائمًا يتصف بالستر للآخرين إقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلِمُه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستـر مسلمًا ستره الله يـوم القيامة) [البخاري[