قال الله تعالى {ما فرطنا في الكتاب من شيء} وقد قال الرسول الأكرم(ص): إن للقرآن ظهراً وبطنا إلى سبعة أبطن .
وقال الإمام علي بن أبي طالب عليه وعلى أبنائه الكرام أفضل الصلاة والسلام : في القرآن الكريم وجهه ظاهر أنيق وباطنه عميق لا يفنى عجبائه ولا تنقضي غرائبه وما من آية من القرآن إلا ولها سبع معان ظاهر وباطن واشارات وامارات ولطائف وحقائق فالظاهر للعوام والباطن للخواص والإشارات لخواص الخواص والامارات للأولياء واللطائف للصدقين والمحبين والحقائق للنبيين ثم تحت كل كلمة بل تحت كل حرف منه حكم لجاج وبحر عجاج وأفق مواج فإذا قرأ الشاهد من العارفين والصادق من المحبين أعمل لكل حرف منه ألف فهم ولكل فهم ألف فطنة ولكل فهم ألف عبرة والعبرة الواحدة لا يقوم بها من في السموات والأرض فلذلك قال الله تعالى {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً }.
أيضاً في معنى فهم القرآن ومعانيه قال بعض العلماء لكل آية من القرآن ستون ألف فهم وما بقي من فهمها فهو أكثر أيضاً قال بعضهم القرآن محتو على سبعة وسبعين ألف علم وقال بعض الأكابر من أرباب البصائر حقيقة القرآن على القوة الحاملة للسموات والأرض وما فيهما من يوم وجودهما إلى يوم عودهما ولذلك كان اشتراط الساعة ذهابه من صدور الرجال ومصاحبتهم كطي السموات وقبض الأرض (فتدبر ذلك وافهم والله ولي التوفيق ) .