الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

الحرب والحب : قصة قصيرة ...

مملكة القصص الواقعية

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة







    الفصل الأول :
    لا يهم , ولكنني لا أريد أن أندم !



    - جدي
    أريد أن أسألك ما بال هذه الصورة المعلقة على الجدار؟

    نظر الجد وأطال النظر , وسأم الفتى الذي كان في عمر الخامسة عشر ربيعاً
    هذا الا
    نتظار ولكنه يرى في وجه جده جديةً لم يرها من قبل وكما لو أنه ضغط
    على جرح كان قد التئم ولكن ذكرى ومرارة ذالك الألم جعلته يضجُ بالصمت
    وبعدها أصبح وجهه يشع
    بالابتسامة.


    تنهد الجد كما لو أن أنفاسه عادت إليه ونظر لحفيده
    وقال: "
    بني , إن هذه الصورة تحمل الكثير في داخلي وهي
    قصة قديمة لا يعرفها غير اثنان أنا وجدتك ... والآن أنت تسأل
    عنها والكل كان يعتبرها
    صورة عادية فلا أدري لماذا جذبت انتباهك ؟!


    - لا أدري ولكن بدى لي أن هذا هو أنت الذي في الصورة
    " وأشار بإصبعه للرجل صاحب المعطف الذي يتجه للمرأة ذات الرداء الأحمر "
    إن طريقة إمساكه لقبعته
    تشابه طريقة إمساكك للقبعة
    حتى ارتفاع كوعه عالياً بدى تماما مثلك حينما تلاعبنا وتجري معنا
    والمثير أيضاً أن هذا التوقيع رأيته من قبل في أحد أوراق جدتي.
    وأنا أشعر بشيء
    غريب كلما نظرت إلى الصورة.

    تبسم الجد على دهاء حفيده ,
    وشعر بانقباض في قلبه ليس من تذكر القصة
    ولكن من عمره
    الذي يناهز السبعين عاماً ... فعاد أدراجه
    حيث الأريكة وجلس ونادى حفيده وقال له اجلس ....
    سأحكي لك قصة من أغرب القصص فهي تدور عن شخصين,
    الفتاة ذات الرداء الأحمر
    والرجل الذي يمسك قبعته... وهذه الصورة.


    - كل هذا بدأ في عام 1943 وبالتحديد في 13 عشر من شهر يناينر
    حينما أعلن هتلر الحرب ا
    لشاملة كما قال معلناَ عنها وباشر بتنفيذها حرفياً.

    كان العالم في خضم الكثير المتغيرات التي ستغير وجه العالم ,
    ورغم إلمامي بما ستئول إليه تلك
    المتغيرات لم أكن مهتماً بها ,
    لماذا شخص مثلي يهتم لها؟


    لذالك كان معها حق , لقد كان رأيها يخالف
    جميع العالم
    , يخالف سير الأمور المتعارف عليها ,
    يخالف كل القوانين ولكن رأيها كان الصواب ...
    كان الصواب في حقنا نحن الاثنان.


    حتى ... حتى لو حدث ما نخشاه حينها سيحدث ما نتمناه ,
    وهو أن نرحل
    من هذا العالم معاَ.
    بكل بساطة ماذا سيفعل فتىَ وفتاة يتيمان وجدوا أنفسهم معاً
    ووحيدا
    ن في هذا العالم؟

    كنا أيتام وتربينا في دار الأيتام ولا نعرف كيف أو ما هو السبب ؟


    أذكر أنني كنت أتسلل لمبنى الفتيات بعد أن أجتاز
    ذالك الجدار
    الطويل , وأتسلل بجانب العجوز الحارس
    وهو يغط في نومٍ عميق ... وامسك حصى صغيرة
    واقذف النافذة بالحجارة
    الصغيرة , وتخرج هي والفتيات
    من حولها يضحكن ويتمازحن حتى يسمع العجوز وأفر هارباً من هناك.

    وحينما عرفنا لاحقاً أننا بدونا مثل روميو وجولييت
    وذالك بعد أن قرأنا الكتاب معاً في ربيع 1934
    كان كل شيء واضحً لا أعرف متى بدأ كل هذا الذي يدور حولنا
    نحن الاثنين ولكنه كان أهم ما حدث في حياتي ...
    مع أننا تربينا في الملجئ
    محرومين من كل معاني المشاعر
    التي تحتوي الطفل الصغير ... ولكنني وجدتها ولعبت
    معها الغميضة ونحن صغار
    ولعبنا لعبة العشاق الغير معترفين
    بحبهم - ولم نعترف قط - ولعبنا دور الكبار لذالك لم
    يكن لدي الوقت الكافي لأعرف مشاعر غيرها فقد كفتني
    تلك الأحاسيس التي شعرت بها معها وحولها.


    كان ذالك الإعلان بالحرب كافياً لأن يجعل الجيش يحتاج
    كل شخص حتى لو كان عمره 17 عاما ,
    أو حتى فتاة يتيمة ليتم أخذها لأقرب قاعدة جوية
    لتقوم بكل تلك الأعمال المكتبية ... لم يكن ذالك الإعلان
    مهيباً حينما سمعناه
    أول مرة ولكنه كان مهيباً حينما قرر العالم
    أن يفرقنا عن بعضنا لأسباب نحن لم ندركها بعد أو أننا لا نكترث لها ...
    أي حق يدعوهم لمناشدتنا للحرب ونحن ولدنا
    في جبهة قتال نفسية
    مقطوعين ومحرومين
    من كل شيء ... لم أكن اشعر بهذا الشيء
    إلى حينما بدئوا بأخذ الشباب بالقوة من سوق الخضار حيث كنت أعمل.


    لا أذكر تفاصيل هروبي ولكنني أذكر أنني أطحت بإثنان
    من عناصر الجيش
    هرباً للشقة السكنية التي
    كان بها غرفتان واحدةُ لي وواحدةُ لها. كنا قد
    قررنا الزواج حينما نصل 18 ولكننا لم نقلها
    بشفاهنا ولم نتشاور
    بها ولكن ذالك ما كان
    سيحدث ... نحن نعرف ما يجب فعله حيال
    حياتنا المستقبلية الطبيعية ولكن لا شيء من هذا طبيعي.


    كان يومها بارداً جداً والثلوج لا زالت تغطي مدينتنا ,
    دخلت الشقة فتحت الباب مسرعاً وفتحت غرفتها بقوة ...
    وجدتها متدثرةً تحت الفراش خائفةً وترتعش...
    لم أعرف ما الذي يجدر بي فعله وذهبت للمطبخ
    الذي كان عبارة عن طاولة بها معظم أشيائنا
    وسخنت بعض الماء وحضرتُ لها كوبً من الشاي الساخن.


    - مالذي حدث لكي؟

    - - لق ... لقد هربت بصعوبة لقد كان الجنود
    يريدون أخذي للقاعدة
    وذالك بسبب النقص في الموظفين الرجال ال..


    - - توقفي عن الحديث واشربي هذا ... لقد أتوا إليَ أنا أيضاً.

    توقف كلانا عن الحديث وبدأت الدموع تنهمر
    من عينيها وأخبرتني
    برأيها الذي يخالف العالم.




    الفصل الثاني والأخير:
    الحرب والمطر



    - هل هذا هو الحل الوحيد؟

    - هل لديكَ غيره؟

    لقد أخبرتني أن الحل الوحيد هو أن نختفي
    عن الانظار
    حتى تنتهي هذه الحرب
    مع أنني لم أظنها ستنتهي بعد حيث أن
    القتال بين ألمانيا والإتحاد السوفيتي
    قد اشتد , وكان ذالك بعد مكوثنا في المنزل ليومين
    وحينها تذكرت أن
    احدى الفتيات التي يعملن في
    المعمل أخبرتها عن كوخ لجدها الذي توفي منذ
    فترة وهو الآن كالمهجور
    لأن أحداً لم يرد السكن في وسط الغابة.

    - ولكن كيف سيمكننا تدبر أمرنا في هذا
    الشتاء وقلة
    المئونة وقلة مالنا؟

    - لا عليك سنتدبر امرنا.

    حقاً ... لم يكن في مخيلتي شيء
    وتلك كانت ا
    لفكرة الوحيدة التي أتتنا ولكني
    أشكرها على تحليها بما نحتاجه في ذالك الوقت فلم
    أكن حينها
    ذا فائدة نهائياً.

    أخذ مني يومان لكي أجهز للرحيل للغابة ... لذالك الكوخ
    وحينها قررنا الرحيل , أوصدنا النوافذ والأبواب ورحلنا.
    كان البرد قارساً وكمية الثلج ليست بسيطة ,
    وعلى حد علمي أن الكوخ يبعد 20 ميلاً شمال بلدتنا مروراً
    بمكب الخردوات والذي يقع بجانب الطريق الترابي المؤدي للكوخ.

    خرجنا بعد منتصف الليل وكان الشارع ساكناً وكنا
    نبدوا كاللصوص ولكن لم نصادف أحداً حتى وصلنا
    لمكب الخردوات وكان يتصاعد دخان المدفئة من
    المكان فألقيت نظرة
    خاطفةً من زجاج النافذة فإذا
    بصاحب المكب يغط في نوم عميق وبجانبه كلبه
    الذي سمعنا عنه قصص مخيفة كثيرة. مررنا سريعاً
    وبدئنا
    المشي في الطريق الترابي الذي تحيطه
    الأشجار الكثيفة ... وبحسبة سريعة توقعت أن يأخذ
    منا الطريق إلى الكوخ قرابة الـ 6 ساعات مشياً على
    الأقدام بهذه الحمولة
    و بدون استراحة يعني سنصل
    بحلول الظهيرة بالتأكيد.

    ولكننا لم نصل أبداً ... لأن شخصاً ما علم بخطتنا
    وأخبر الجيش وبالتحديد ذالك الرجل الذي دفعته وهربت سابقاً ...
    فبعد أن قطعنا مسافة نصف ساعةٍ مشياً كانوا خلفنا...
    لم نحاول الهرب لإنها كانت تشعر بالتعب والإرهاق وحمد لله
    أنهم لم يؤذوها وأخذوا بضربي قليلاً وبعدها صرخت بهم فتوقفوا.


    أعادونا إلى المدينة أخذت أغراضي واتفقت
    مع العميد
    على أن تبقى هي لإن صحتها ليست في حالةٍ جيدة
    ... قبلتها في يدها ووعدتها بالعودة وحينها رحلت للحرب.

    واما الحرب فقد قاتلنا بشراسة لإستعادة جزيرة أتو احدى
    جزر ألاسكا في 11 من شهر مايو 1943 ونظراً للإنجازات
    التي قمت بها تمت إعادتي للمدينة. لقد كان هناك شيء
    وحيد ظل
    يأتيني كل يوم وأنا في الحرب ... لقد كنت أحلم
    كل يوم بنفس الحلم وهو أنني أنزل من القطار واجدها أمامي.
    لقد كان الجو في الحلم ماطراً ... كعادة أيام شهر ماي/ايار والمطر
    غزير وهي تقف أمامي
    والقطار خلفي والسماء ملبدةُ بالغيوم
    وأنوار القطار تنعكس على محطة الوصول.
    لقد كنت أحلم بها كل يوم منذ رحلت عنها ...
    فقررت رسم الصورة ووضعت توقيعي عليها.

    وفي يوم عودتي من الحرب وانا في القطار
    كنت أنظر لقطرات
    المطر وهي تجعل من الزجاج كائنُ حي
    وبدأت أشعر بالنعاس وغلبني النوم ... ولم أستيقظ إلا
    على صوت صافرة القاطرة معلنةً الرحيل
    حيث كان المكان خالياً واستغربت حينما لم يعاودني ذالك الحلم ...
    فقفزت مستعجلاً
    ناسياً حقيبتي وبداخلها الصورة وهرعتُ
    للخارج ممسكاً قبعتي كعادتي حينما أجري ...
    وإذا بي أرى فتاةً تلبسُ الأحمر وتنظر نحوي ...

    علمتُ أنها هي لذالك لم أتوقف
    وبدوت وكما أنني لم أرحل مطلقاً .

    لقد كانت
    تقف كما رسمتها في الصورة
    وكنت أجري كما رسمتُ نفسي.


    وكان أول ما قلته لها " كيف علمتِ أنني قادم؟ "

    أجابت:" لقد كنت أحلم بك كل للية منذ رحلت ,
    واليوم لم أحلم بك فعلمت أنك قادم
    ."






    مواضيع ذات صلة

    #2
    موضوع رائع
    تعليق

      #3
      سلمت اليد اللى كتبت
      تعليق

        #4

        أخي عبود
        أشكر لك مرورك الطيب
        بارك الله فيك
        تعليق

          #5

          أختي جيهان
          أشكر لك مرورك الطيب
          بارك الله فيك
          تعليق

            #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قصة واقعية لكي يرفع معنويات جنوده قال لهم باءستطاعتكم ان تراسلوا فتيات الثانوية وتصفون لهن بطولتكم فبداء كل جندي يكتب لواحدة منهن فنجحت الفكرة ولما انتهت الحرب اراداحد الجنود ان يرى من كان يراسلهافقالت له ساءحمل وردة حمراء والبس وشاح احمر فلما نزل من القطار مر على فتاة تحمل وردة حمراء وتلبس وشاح احمر لكن للاسف كانت رسائلها اجمل منها فتردد قليلا ولم يرد التكلم معها ولكن قال في نفسه لقد وانست وحدتي وشجعتني فليس من الشهامة نسيان المعروف فاءتجها اليها وقال لها انا هو الذي كنتي تراسليني فقالت له ولكن انا لست هيا اناصديقتها وفتاتك هي تلك الشابة الجميلةالتي تقف هناك شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
            تعليق

              #7
              شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
              تعليق
              يتصفح هذا الموضوع الآن
              تقليص

              المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

              يعمل...
              X