الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

لقمان الحكيم

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    لقمان الحكيم
    لقمان الحكيم

    السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و به نستعين

    لقمان الحكيم

    لقد خلد الله لقمان في كتابه بالرغم من انه لم يكن نبيا ، فمن هو و كيف أضحى حكيما ؟

    في الحديث الذي يرويه العلامة الطبرسي في تفسيره مجمع البيان عن نافع ، عن ابن عمر ، عن الرسول صلى الله عليه وآله نجد الجواب :

    سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

    " حقا اقول لم يكن لقمان نبيا ، و لكن كان عبدا كثير التفكر ، حسن اليقين ، أحب الله فأحبه ، و من عليه بالحكمة ، كان نائما نصف النهار اذ جاءه نداء : يا لقمان ! هل لك ان يجعلك الله خليفة في الارض تحكم بين الناس بالحق ؟


    فأجاب الصوت : إن خيرني ربي قبلت العافية ، و لم اقبل البلاء ، و ان هو عزم علي فسمعا و طاعة ، فاني اعلم انه ان فعل بي ذلك اعانني و عصمني ، فقالت الملائكة بصوت لا يراهم : لم يا لقمان ؟ قال : لان الحكم أشد المنازل و اكدها ، يغشاه الظلم من كل مكان ، ان وفىفبالحرى ان ينجو ، و ان أخطأ أخطأ طريق الجنة ، ومن يكن في الدنيا ذليلا وفي الآخرة شريقا خير من أن يكون في الدنيا شريفا في الآخرة ذليلا ، و من تخير الدنيا على الآخرة تفته الدنيا و لا يصيب الآخرة ، فعجبت الملائكة من حسن منطقه ، فنام نومة فأعطي الحكمة ،فانتبه يتكلم بها ، ثم كان يوازر داود بحكمته ، فقال له داود : طوبى لك يا لقمان اعطيت الحكمة ، و صرفت عنك البلوى " (1)و يبين لنا الامام الصادق عليه السلام تفاصيل أخرى عن حياة لقمان ، و السبب الذي جعل به حكيما نثبت منه بعض النقاط العامة .

    قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :

    " اما و الله ما أوتي لقمان الحكمة بحسب ، ولا مال ، و لا أهل ، ولا بسط في جسم ، و لا جمال ، و لكنه كان رجلا قويا في أمر الله ، متورعا في الله ، ساكتا ، مستكينا ، عميق النظر ، طويل الفكر ، حديد النظر ، مستغن بالعبر ، لم ينم نهارا قط ، و لم يرهاحد من الناس على بول و لا غائط و لا اغتسال لشدة تستره ، و عموق نظره ، و تحفظه في أمره ، و لم يضحك من شيء قط مخافة الإثم ، و لم يغضب قط ، و لم يمازح انسانا قط ، ولم يفرح بشيء آتاه من أمر الدنيا ، و لا حزن منها على شيء قط ، و قد نكح من النساء و ولد لهمن الاولاد الكثير ، و قدم أكثرهم إفراطا (2) فما بكى على موت أحد منهم ، ولم يمر برجلين يختصمان او يقتتلان الا اصلح(1) نور الثقلين / ج4 - ص 196

    (2) من افرط فلان ولدا ، اي مات له ولد صغير قبل ان يبلغ .


    بينهما ، و لم يمض عنهما حتى تحابا ، ولم يسمع قولا قط من أحد استحسنه الا سال عن تفسيره و عمن أخذه ، و كان يكثر مجالسة الفقهاء و الحكماء ، و كان يغشى القضاة و الملوك و السلاطين فيرثى للقضاة مما ابتلوا به ، و يرحم الملوك و السلاطين لغرتهم بالله و طمأنينتهم في ذلك ، و يعتبر و يتعلم ما يغلب به نفسه ، و يجاهد هواه و يحترز به من الشيطان ، و كان يداوي قلبه بالفكر ، و يــداوي نفسه بالعبر ، و كان لا يظعن الا فيما يعنيه ، فبذلك أوتي الحكمة و منح العصمة " (1)الاحسان الى الناس ظاهرة تنبع من الشكر لله سبحانه ، ذلك انه يعني الرضا النفسي و العملي ، الذي ينعكس على السلوك في صورة عطاء و تضحية و جهاد ، مقابلة لجميل نعم الله ، و احساسا بالمسؤولية تجاهها . و لكل نعمة شكر يختص بها ، تبعا لمعطياتها ، فشكر نعمة العلم نشره و هداية الناس به .

    " زكاة العلم نشره " (2)

    و شكر الجاه بذله للمحتاجين :

    " زكاة المال بذله "

    بينما شكر نعمة القوة السعي لتحقيق الأهداف السامية كاقامة حكم الله في الارض من خلال الجهاد الشامل .

    [ و لقد ءاتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ]

    و بذل الانسان للنعمة في مجالها الذي حدده الله هو الشكر ، و سنن الله في الحياة(1) المصدر / ص 196 - 197

    (2) بحار الانوار / ج 78 - ص 247


    - التشريعية منها و التكوينية - تقتضي بذلك نماء النعمة ، فمن حكمة الله ان تسقي السماء الارض ذات الزرع أكثر من الجرداء ، و ان من يستخدم عضلاته أكثر هو الذي تنمو العضلات لديه بينما تضمر عند الخامل ، و ان من يقرأ اكثر ينمو عقله و فكره ، و الذي لا يستفيدمن النعم أو يستخدمها في غير مجالاتها المحددة لا تنمو لديه و تكون مضرة له ، كما لو بذل العلم للتباهي أو المال في اللهو و اللعب .

    [ و من يشكر فإنما يشكر لنفسه ]

    لان المحتاج للشكر هو الانسان لا الله المتعالي عن الحاجة ، و الشكر هنا يشمل ايضا الناس ، لكن ضمن هدف محدد هو ان يكون ذلك من اجل الله وحده و طلبا لمرضاته و ذلك كله يعود على الانسان نفسه ، بما يسببه الشكر من انماء النعمة " و لئن شكرتم لأزيدنكم " . (1)

    [و من كفر فإن الله غني حميد ]

    و ليس غنى الله كغنى الناس ، لان الآخر غالبا ما يتأسس على النهب و الاستغلال ، أو يصرف في سحق الآخرين و ابتزازهم حقوقهم - و هو غيري - بينما غنى الله ذاتي يتفضل به على الآخرين خيرا و نعمة ، و هذا هو الغنى المحمود .
    __________________

    تتعرض الآيات لبعض وصايا لقمان (ع) لابنه ، و التي تشكل أبعاد الحكمة ، و مفردات الشكر لله .

    و أول ما يفتتح وصاياه يبين له العلاقة الفاضلة التي يجب ان ينتهجها مع الآخرين و التي تقوم على مبدا التوحيد ، فيحذره من الشرك ، فالخضوع المطلق لا(1) ابراهيم / 7


    ينبغي إلا لله سبحانه ، أما البشر فيتقبل توجيهاتهم الصائبة ، و لكن بشرط المحافظة على استقلاليته تجاههم بالتوحيد .

    اذن فالتوحيد هو الجوهر الذي يجب على الانسان اعتماده في كل سلوك فردي أو اجتماعــــي و هذا ما دعى اليه كل الانبياء ، و لعل هذا التأكيد على موضوع الشرك في القــــرآن يرجع الــى عامل مهم و هو ان مشكلة الانسان في غالب الاحيان ليس الكفر المحض ، فهو يؤمنباله لهذا الكون ، انما مشكلته هي الشرك بالله .

    [ وإذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ]ما هو ذا الظلم العظيم الذي يفرزه الشرك بالله ؟

    ان هناك جوانب خفية ، و أخرى ظاهرة لهذا الظلم .

    حقا ان ضياع الانسان عن ربه الكريم الذي أسبغ عليه نعمه ظاهرة و باطنة ، و هبوطه الى حضيض عبادة الأشياء الضعيفة العاجزة التي لا تنفع ولا تضر إنه لظلم عظيم .

    ما الذي نجده لو فقدنا رب العزة و هو الرحيم الودود الذي أحاطنا باحسانه ، و دعانا الى نفسه ، و وعدنا المزيد من عطائه ؟!

    من هو أشد فقرا وفاقة و مسكنة منا حين نضل عن السبيل الوحيد للهدى و الفلاح و الغنى و العز و الكرامة ؟!

    من أكثر عجزا و ذلا و هوانا منا لو خرجنا من حصن الرب الى مسبعة ذئاب القدرة ، و حقل الغام الثروة ، حيث المستكبرين في الارض بغير الحق ..


    الله اكبر .



    ـ
    لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
    مواضيع ذات صلة

    #2
    مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه ودائما الي التقدم في شتي المجالات
    تعليق

      #3
      ربي يجزيك الخير ياشيخي
      علي ماتقدم من الاثر العبق والرائحه الزكيه والمعلومه القيمه عن السابقين والباقين في قلوبنا
      تعليق

        #4
        لقد كنت اتسائل دوما من هو لقمان الحكيم ...والان عرفت بفضلك يا سيدي ابو الحارث ..جزيل الشكر لك
        تعليق

          #5
          الحمد لله علي فضله ونعيمه
          تعليق

            #6
            مشكور على المعلومه الثمينة الللهم اعطى امة محمد الصلاح والدين
            تعليق

              #7
              شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
              تعليق

                #8
                بارك الله فيك
                جزاك الخير كله لما تقدم
                لك ودي وتقديري
                دمت بكل خير
                تعليق

                • جمانة
                  جمانة تم التعليق
                  تعديل التعليق
                  شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

                #9
                معلومات قيمة فعلا ...
                و منها انني لم أكن أعرف انه كان في عهد داوود عليه السلام
                و لكن لماذا أصبح لا ينام نهارا .. بعد أن كان نائما منتصف النهار حينما جاءه النداء ؟؟

                و شكرا
                تعليق

                  #10
                  شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
                  تعليق

                    #11
                    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
                    تعليق

                      #12
                      بارك الله فيك
                      تعليق

                        #13
                        [you][COLOR="Orange"][SIZE="7"] بسم الله الرحمن الرحيم كنت احسب ان لقمان عليه السلام نبى و لم اكن اعرف انه ليس نبى الا بعدما قرات هذا الموضوع [glint]موفق بإذن الله و لك مني أجمل تحية SIZE][/COLاخى الشيخ الدكتور ابو الحارث[/OR][/glint]
                        تعليق

                          #14
                          سلمت يمناك اخي الفاضل
                          تعليق

                            #15
                            شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
                            تعليق
                            يتصفح هذا الموضوع الآن
                            تقليص

                            المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

                            يعمل...
                            X