الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

الآثار الدنيوية والأخروية لمودة قربى النبي(صلى الله عليه وآله)(1)

مملكة الصلاة على الحبيب محمد (ص)

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الآثار الدنيوية والأخروية لمودة قربى النبي(صلى الله عليه وآله)

    هناك آثار دنيوية وأخرى أخروية تترتب على مودة قربى النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله)، أي أهل بيته المخصوصين بالذكر والكرامات والفضائل وغيرها من قبل المولى تبارك وتعالى؛ إذ لا يوجد أهل بيت نبي من الأنبياء (عليهم السلام) مخصوصون كما خص أهل بيته محمد (صلى الله عليه وآله)، وقد كانت لمحبة ومودة أهل البيت من الآثار التي تناقلتها الروايات الشريفة عن النبي(صلى الله عليه وآله) في كتب الطرفين السنة والشيعة بلا فرق، حتى قال ابن عمر: (قال ابن عمر: لقد كانت لعلي رضي الله عنه ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلى من حمر النعم، تزويجه فاطمة، واعطائه الراية يوم خيبر، وآية النجوى.)

    وروى الترمذي في سننه ن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: (أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ قال أما ما ذكرت ; ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلى وخلفه في بعض مغازيه ؟ فقال له يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا، قال فأتاه وبه رمد فبصق في عينه فدفع الراية إليه ففتح الله عليه وأنزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم) الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي ". هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه)


    أولاً: الالتفاف حول قربى النبي(صلى الله عليه وآله) بمودتهم عامل على توحيد الصف

    لم نجد أمراً دينياً أجمع عليه المسلمون بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) - على الرغم من تنوع آرائهم واتجاهاتهم المذهبية واختلاف مدارسهم الفكرية- كحب أهل البيت(عليهم السلام)، حيث استقطب اهتمام الأولين والآخرين منهم، واغتنت به كتاباتهم، وطُرّزت به مؤلفاتهم، وتواترت عليه الروايات في مسانيدهم وصحاحهم ومجاميعهم، بل أنّهم تسالموا على وجوب حبهم، وذكر فضائلهم.

    ولم يبق شيء يؤسف له سوى عدم تجسيد هذا الحب بقالب العمل، وبذلك نستكشف عدم تحقق هذه المحبة والمودة الواقعية في قلوبهم، في الوقت الذي يعترفون بوجوبها عليهم، فلو أنّ جميع المسلمين حبوا أهل البيت(عليهم السلام) الحب الواقعي لما بقي مجال للاختلاف بين الأمة الإسلامية، ولما بقيت مشكلة تواجه المسلمون أثناء حياتهم، كما جاء في زيارة الجامعة الكبيرة: (وبموالاتكم تمت الكلمة، وعظمت النعمة، وائتلفت الفرقة)(4). وكما أفصحت عن ذلك السيدة الصديقة فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) في خطبتها المعروفة، التي جاء في ضمنها: (وطاعتنا نظاماً للملة، وإمامتنا أماناً من الفرقة)



    ثانياً: مودة قربى النبي(صلى الله عليه وآله) علامة الإيمان

    الإيمان أثر من آثار محبة أهل البيت(عليهم السلام)، كما يستفاد ذلك من العديد من الروايات الواردة عن النبي(صلى الله عليه وآله)، حتى عدت من لم يحب أهل البيت ليس هو مؤمن، وإليك بعضها:

    1- قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (لا يؤمن رجل حتى يحب أهل بيتي لحبي، فقال عمر بن الخطاب ما علامة حبّ أهل بيتك، قال هذا وضرب بيده على علي بن أبي طالب).

    2- وعنه(صلى الله عليه وآله): (والذي نفسي بيده لا يدخل قلب عبد إيمان حتى يحب أهل بيتي)

    3- وعنه(صلى الله عليه وآله): (والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحبني ولا يحبني حتى يحب ذوي قرابتي)

    4- وعنه(صلى الله عليه وآله): (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)

    5- وعن ابن عباس قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني وحبيبي حبيب الله وبغيضي بغيض الله ويل لمن أبغضك بعدي)(




    ثالثاً: مودة قربى النبي (صلى الله عليه وآله) توجب الاطمئنان القلبي

    إن حب آل محمد(صلى الله عليه وآله) يبعث في القلب السكينة والطمأنينة والإحساس بالسلام. وحبّ آل البيت(عليهم السلام) يضفي على حياة الإنسان شعوراً بالصفا والطمأنينة ويجعل من طعم الحياة حلواً مفعماً بالمشاعر الإنسانية السامية.

    قال أمير المؤمنين علي(عليه السلام): (إنّ رسول الله لما نزلت هذه الآية {.. إلا بذكر الله تطمئن القلوب} قال ذلك: من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهداً وغائباً، إلا بذكر الله يتحاجون)

    أجل أن من يحب الله ورسوله وآل الرسول والمؤمنين حباً خالصاً وجاء عمله لله خالصاً وكانت طاعته للرسول وآله طاعة لله عزّوجلّ الذي أمر بحبهم فإنّ هذا الحبّ سيكون له عوناً في تزكية نفسه وتطهير قلبه وتنقية عمله من كل ما يشوب العمل الصالح والنوايا الطيبة من وساوس وسيجعل من قلب الإنسان المحبّ مضيئاً مشرقاً ومتألقاً كالمرايا




    رابعاً: مودة قربى النبي(صلى الله عليه وآله) توجب الاغتباط عند الموت

    إنّ من أصعب اللحظات على الناس هي لحظات التوديع، وخصوصاً إذا هذا التوديع إذا كان إلى مكان مجهول لم يعهد أنّه قد سافر إليه من قبل، ولم يعرف عن أحكامه وقوانينه وكيفية الحياة فيه بنحو مفصل، أي بالمعايشة، بل بمجرد السمع بأنّه مكان مريح لمن أعد عدّة السفر وتهيئة له، وأنّه عذاب ومرار لمن لم يعد العدة ويتهيأ له، لأنّه سفر طويل وبعيد، فكيف إذا كان السفر إلى عالم تنكشف فيه الأسرار، ويحاسب فيه الإنسان على صغائر أفعاله وكبائرها، والمحاسب عالم لا تخفى عليه ذرة لا في السموات ولا في الأرض، وعليم بما تخفي الصدور، فمثل هذا السفر يكون كالدعوة إلى محكمة قضائية، فالإنسان حتى لو كان عالماً بأنّه لم يرتكب أي جريمة بحق أحد، ولكن مع ذلك تشوبه موجهة من الخوف والوجل من الوقوف والمسآلة أمام الحاكم والقاضي في أمور التحقيق، هذا في عالم الدنيا، مع علمه بأنه لو كان مجرماً حقاً ولم يكن هناك شاهداً يشهد عند هذا القاضي والحاكم، وإنّه سوف يتخلص منه وينجو من حكمه، ولكن مع ذلك يخاف الوقوف في حضرته وبين يديه، فكيف بالوقوف عند الله وبين يدي الله وهو يعلم أن الربّ مطالع على صغائر أفعاله وأقواله، بل ونواياه التي أضمرها في نفسه، فمثل ذلك لمخيف حقاً.

    وعندئذ يبشر النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) أمته ويطمئنها بأنّ حب أهل بيته يدفع عنهم هذا الخوف العظيم، وبالخصوص في لحظات الموت وسكراته، وهي اللحظات الأخيرة من حياة الإنسان التي يتم بها توديع عالم الدنيا والسفر إلى عالم الآخرة، حيث الحياة غير الحياة والقوانين غير القوانين، والناس غير الناس، وكل شيء فيها يختلف عما كان في عالم الدنيا، فالصور ملكوتية، والأعمال تجسمية بمثال كما في عالم البرزخ، أو بجسم كما في عالم القيامة الكبرى.

    روى الصدوق بسند إلى علي بن الحسين عن أبيه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (حب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة عن الوفاة وفي القبر وعند النشور وعند الكتاب وعند الحساب وعند الميزان وعند الصراط.



    خامساً: مودة قربى النبي(صلى الله عليه وآله) من علائم طهارة المولد

    لقد جعل النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) محبة علي ميزاناً ومعياراً وملاكاً لمعرفة طهارة المولود، حتى نقل أن العرب كانت تضع أبناءها في قارعة الطريق، ليتأكدوا من طهارة أولادهم، فإن ابتسم بوجه الإمام علي استبشروا بذلك واستدلوا على طهارتهم، وإن عبسوا بوجه الإمام وبكوا وحزنوا وشكوا في طهارة أبنائهم، كما قد جاءت في بعض الروايات أنّه لا يحب أهل بيت النبي إلا من طابت ولادته ولا يبغض إلاّ من خبثت ولادته، وإليك بعض هذه الروايات:

    أخرج الترمذي في سننه عن أبي سعيد الخدري قال: (إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب)

    وروى الحاكم النيسابوري في مستدركه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلوات والبغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) وروى الصدوق في أماليه بسند عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال لعلي(عليه السلام)يا علي من أحبّني وأحبّك وأحبّ الأئمة من ولدك فليحمد الله على طيب مولده فإنّه لا يحبّنا إلا من طابت ولادته ولا يبغضنا إلاّ من خبثت ولادته)

    ثم قال في مقام آخرمن أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم، قيل: وما أول النعم؟ قال: طيب الولادة، ولا يحبنا إلاّ من طابت ولادته)



    تحياتي لكم

    خادمكم الصغير ابو شاهين
    يتبع......2
    مواضيع ذات صلة

    #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    تعليق

    • جمانة
      جمانة تم التعليق
      تعديل التعليق
      شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

    #3
    اهلا وسهلا اخت جمانة نورتي
    تعليق
    يتصفح هذا الموضوع الآن
    تقليص

    المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

    يعمل...
    X