الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

التملق أو المداهنة

مملكة المواضيع العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    الــتــَـمَـلــُـق لغة :هو الود واللطف وأصله التليين.
    والمـَـلــَــق: شدة الود واللطف.
    ويقال رجل مَـلـِـق أي يعطي بلسانه ماليس في قلبه.

    والتملق , أو المداهنة: هو عبارة عن مديح ومجاملة مبالغ فيها , وثناء كاذب , ويستخدم كوسيلة للفت الإنتباه , واكتساب الرضا ,
    كما يعتبر
    التملقوسيلة للتسلق الإجتماعي , ويستخدم هذه الوسيلة المرؤسون تجاه رؤسائهم.
    والإنسان المتملق أشبه بالممثل , أو البهلوان الذي يحذق لعب الأدوار , فهو
    يلاقي كل إنسان بوجه ويحدثه بنغم ويضرب على الوتر الذي يرضيه صوته ويشجيه
    إيقاعه.
    وقد ذكر الله سبحانه وتعالى المتملقين في القرآن الكريم وفضح ألاعيبهم بقوله تعالى :
    وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى
    شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون * الله يستهزيئُ بهم ويمدهم في
    طغيانهم يعمهون * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما
    كانوا مهتدين .
    وفي الحديث الشريف وصف واضح
    للمتملق قال صلى الله عليه وسلم :
    ( ليس من خلق المؤمن
    الملق).
    والملق كما ذكر هو الزيادة في التودد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي وهذا هو الملق.

    إنالتملقآفة إجتماعية يعتمدها المتملق سبيلاً إلى غاية عند المتملق له ,
    يتلمس سبل إرضائه للوصول إلى ما قد يكون حقاً له , وإلى ما قد يكون ليس من
    حقه , وهو في الحالتين يدرك جيداً أن المطالب بالحق يكفي أن يستند على قيم
    عادلة , لأن
    التملق هو الرياء بعينه ولذا يعتبر مغايراً للقيم الخلقية
    حيث إن
    التملقيعتمد على أن يظهر المرء غير حقيقته , وإظهار عكس ما يبطن.

    فالصراحة , والجرأة , وقول الحق هي العملية الجاذبة والمضادة
    للتملق, لأن
    طبيعة
    التملق سلوكية إنهزامية تخفي الحقيقة ويمكن القول أنها تغلف الحقيقة
    المرة بغلاف زائف جوهرياً وقد يتراءى للمشاهد بأنه غلاف لامع براق , ولكن
    الحقيقة غير ذلك.
    ويمكن التقريب إلى أصحاب السلطة وذوي الجاه بقول الحق والصراحة لكن التملق مهما كانت أغلفته فإنه يفضح نفسه ولو بعد حين.
    مظاهر التملق:
    إن
    التملق داء ليس له دواء سوى فضح المتملقينوكشف ألاعيبهم , وإحباط مكرهم , وكشف سترهم , وإفشاء خططهم.
    1ـ فهذا شخص يلقاك في بشاشة مصطنعة لأنه يريد منك مصلحة ما أو شيئاً ما , وقد ترتسم على شفتيه بسمة
    ( صفراء) فيؤكد لك وده وإخلاصه , ويبالغ في وصف شوقه إليك وحنينه لرؤياك (منافق )

    فيعطيك من طرف لسانه حلاوة و وقد يضمك إلى صدره , ويعانقك ...
    وبين حناياه قلب ينطوي على الحقد , والبغضاء , حتى إذا ما تواريت بعد هذه
    التحية العطرة واللقاء الحار والقبلات ... راح يرميك بمختلف التهم سراً
    وعلانية.
    إن الإعتماد على التملق واتخاذه سبيلاً إلى تحقيق غاية ما ليس مما يتفق مع
    المروءة والأخلاق لأنه إخلال في العلاقات الإجتماعية وقد يسبب ذلك الإيذاء
    والتخلف للحياة الإجتماعية في المجتمع.

    فإن الغلو في
    التملق يمكن ملاحظته بسهولة لأنه كما يقول علماء الإجتماع
    والتربية وعلم النفس ... له رائحة نفاذة تزكم الأنوف ... فهو كالشواء
    العفن المحروق يخرج رائحة نتنة.
    2ـ ويظهر التملقواضحاً تجاه المسؤولين , كما يتملق الناس عادة أصحاب
    الجاه , والمال , ويتوددون إليهم بشتى الوسائل , ويتسابقون إلى كسب رضاهم
    , ويفاخرون بالتعرف عليهم ويقدسون آراءهم
    فإذا فقد مثل هؤلاء ( أصحاب الجاه ) جاههم وثراءهم أنفض المنافق من حولهم
    وانصرف عنهم... وإذا الذي كان بالأمس القريب معقد الآمال ومعقل الرجاء
    صار مكروهاً منبوذاً لأنه فقد ثروته أو مركزه أو سلطته , أو حكمه , فقد
    بذلك كل المنافقين من حوله.
    فهؤلاء الذين لا يعرفون الناس إلا في رخائهم وثرائهم وسلطتهم وينفضون عنهم
    في ضيقهم وعسرهم هم
    المتملقون

    (والمتملق لا يحفظ وداً ولا يقدس عهداً ).
    3ـ وهناك نوع آخر من التملق أو مظهر آخر من مظاهر التملق وهو ما نراه في
    المصالح العامة وأماكن العمل والمؤسسات الرسمية والأهلية , إذ إن
    المتملق
    يتزلف بعض المرؤوسين إلى رؤسائهم للإيقاع بغيرهم , فلا يتورعون عن إختلاق
    الأكاذيب التي ينسبونها إلى بعض زملائهم الأبرياء ...
    مثل هؤلاء الذين يخادعون الناس ويقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم منافقون
    متملقون , تسربت سموم
    التملقإلى دمائهم , وجرت في عروقهم وزينت لهم طريق
    الخداع والرياء , فافسدت ضمائرهم.
    وهكذا استخدم
    التملق لنوال الحظوة لدى المسؤولين والوصول إلى المآرب الشخصية.
    التملق والمجاملة :
    تكون المجاملة احياناً عنصراً من عناصر
    التملق وركناً من أركانه , كما قد يكون تجميل الألفاظ والمعاني عنصراً من عناصره أيضاً.
    ولا شك أن للمجاملة والمسايرة مساويء إجتماعية عديدة , لأن العمل
    الإجتماعي أو السلوك الإجتماعي الذي تسيطر عليه المجاملة لا يمكن أن يؤدي
    إلى نتيجة فعالة , فمثلاً لا يمكن معالجة مشكلة من المشكلات معالجة فعالة
    إذا كان التعامل الإجتماعي قائماً على المجاملة لأنه كثيراً ما يضع
    عراقيل هائلة في طريق العمل والتنفيذ بحيث يتعذر التعبير عن الخلافات أو
    حلها عند لقاء الناس وجهاً لوجه.
    إن الكثير من السلوكيات الإجتماعية في المجتمعات تقوم على المجاملات
    ولكن المجاملة الكاذبة , المجاملة غير الحقيقية مرفوضة , إذ إن المجاملة
    من هذا النوع إنما تؤدي إلى عكس ما يجب أن تعطيه من نتائج , فإذا كانت
    المجاملة تسعى إلى اكتساب محبة الآخرين دون حق فإن هذا هو
    التملقبعينه.
    فإذا ما طغت المجاملة في المجتمع جعلت الناس يتذبذبون في أحكامهم , بل
    ويتذبذبون في مواقفهم بين الواجب والمصلحة والحق والهوى , والتعقل
    والطيش والإيمان والإلحاد , والرحمن والشيطان.
    والمجاملة يمكن ملاحظتها بسهولة ودون عناء , فهي كما ذكرنا عنصر أساسي من عناصر التملقبل هي التملقالمغلف بغلاف اجتماعي سيء.
    حفظنا الله وإياكم بمسلك وسلوك ومنهاج ومنهج سيد البشر صلى الله عليه وسلم . ...


    الكشوفات الروحانية المأجورة سريعة ودقيقة
    مواضيع ذات صلة
يتصفح هذا الموضوع الآن
تقليص

المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

يعمل...
X