ما هي الكارما؟
ما تأثير الكارما؟
كيف تؤثر الكارما على الحياة الزوجية؟
كيف نطور الكارما إلى كارما ايجابية تؤثر على سعادتنا؟
الكارما كلمة سنسكراتية تعني عمل أو نشاط.... وهذه الكلمة تطلق على الفعل أو التصرفات التي يقوم بها الإنسان والعواقب الناتجة عنها....
الكارما يصنف من علوم النفس الغير حسية (الباراسيكولوجي)....
ويكون تأثيراها كبيراً على الفرد وأحياناً يمتد للأسرة والأحفاد...
فلكل فعل ردّة فعل مماثلة... أي أن كل عمل خير أو شر يرجع إلى صاحبه في مرحلة من مراحل حياته ...
بالطبع ان القرآن الكريم لا يخلوا من أي علم... وهذا العلم الذي يتناقله الغرب في الآونة الأخيرة نزل في القرآن الكريم منذ 1400 سنة من خلال آيات كثيرة أقربها:
قول الله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} صدق الله العظيم
تأملي عزيزتي... مثقال الذرة... أي اصغر من حجم التراب... وهو اصغر جزء في هذا الكون الفسيح غير قابل للانقسام...
كل المخلوقات حتى الجماد يتكون من ذرة...
فالانسان مثلاً خلق من التراب الذي يحتوي على ذرة (طاقة)... ولو قارنا مكونات الحديد أو الذهب... في النهاية عبارة عن اندماج ذرات... والذرة لما نحللها هي عبارة عن شحنات سالبة (الكترونات) تحوم حول نواة موجبة (البروتونات) و(نيترونات) متعادلة في النهاية عبارة طاقة...
وكل فعل او كلام عبارة عن طاقة... طاقة تسبح في الكون لترجع للإنسان... سبحان الله...
عزيزتي ان أي تصرف حسن او سيئ... خير أم شر... ألم سببته لأحد أو فرحة ادخلتيها في قلب أحدهم... يخرج منك ليرتطم بشجرة مثلاً ويرجع لك... قد يستغرق ذلك شهراً مثلاً....
فعل أو تصرف آخر يدور في الكون يرتطم إلى أن يصل للقمر... وقد يستغرق ذلك وقت أطول قد يصل إلى عشرات السنين...
مثل هذه الأمور قد ترجع للإنسان أحياناً من خلال أولاده أو أحفاده... لأن صلة الدم هو العنصر الذي تصل من خلاله الكارما للوريث...
كل فعل لا يضيع في هذا الكون الفسيح الذي يملكه أعدل العادلين الله سبحانه وتعالى...
مهما كان هذا الفعل صغيراً أو تافهاً... عزيزتي... إن لأفعالنا لها صدىً غير مرئي من منطلق الباراسيكولوجي... يرجع لنا إما بالإيجاب أو السلب...
لذا لنحذر... لنتأمل لنحاسب أنفسنا... وندقق على تصرفاتنا الإيجابية ونعمل على زيادتها كي نكثر من الكارما الإيجابية التي سترجع لنا بعد حين...
لندقق أكثر على أخطائنا وسلبياتنا فليس منا من هو معصوم عن الخطأ...
كل شيء في الحياة هو إنعكاس لتفكيرنا وتصرفاتنا... قد نشعر بالخوف، الوسواس، العصبية، الخوف من الموت أو السلبية... لنتعمق في أرواحنا... وننظم أفكارنا... ونحولها لأفكار إيجابية... لأن كل هذه السلبيات هي نتيجة أفكارنا نحن وكارما الذات التي تنعكس علينا من طريقة تفكيرنا...
قال الله تعالى: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {3/165}
عزيزتي .. إحرصي على أن تكون لديك كارما نقية...
ما هي الكارما النقية؟
الكارما النقية هي عندما تحافظين على نفسك... لا تسمحين بأن تتورطي في علاقات خارج إطار الزواج... (تستطيعين قراءة المزيد في دورة تسلية أم إستقرار)...
عزيزتي كلما سعيت إلى أن تكون لديك كارما نقية أي خالية من العلاقات المحرمة قبل الزواج كلما كانت حياتك الزوجية حياة سعيدة مستقرة مع إنسان يستحقك...
لذا عزيزتي العلاقات السابقة تؤثر على زواجك المستقبلي بالسلب والعكس صحيح...
قد تتعرض الأنثى إلى بعض محاولات التقرب من رجال متزوجين...
عزيزتي إن رفضك العبث مع هؤلاء سيعود عليك بالخير مستقبلاً بالإضافة إلى أنك ستمتلكين كارما إيجابية...
كلما سعيت للإصلاح كلما أصبحت لديك كارما نقية... إمتدحي زوجته... لا تفتحي المجال لهؤلاء الرجال العابثين الذين تكون الكارما لديهم كارما غير نقية نظراً لخياناتهم... فالخيانة تجعل الشخص ذو كارما غير نقية مما ستؤثر عليه سلباً في المستقبل...
نتائج الخيانة نتائج وخيمة... ما يحدث في حالة المباشرة الزوجية... بأن الشاكرات تتداخل... لو كانت هذه الشاكرات متداخلة بطريقة غير شرعية فإنها تتأثر بالسلب لتفقد الإنسان توازنه الروحي بالإضافة إلى الأمراض الجسدية....
كثيراً ما نلاحظ حولنا من قصص حدثت لأناس حاولوا هدم علاقات زوجية وانتهوا هم بعلاقات فاشلة أو أمراض مزمنة... كل هذا عزيزاتي لأن الكارما الغير نقية تلاحقهم...
فالحياة كلعبة التنس عندما نرمي الكرة ترجع لنا بنفس القوة....
هذه دعوة لمحاسبة أنفسنا وتحويل الكارما السلبية لكارما إيجابية...... بفعل الخير... مساعدة جميع من حولنا... التخفيف عن آلام إخواننا البشر بكل إمكانياتنا...
لنعبر عن مشاعرنا وامتناننا لمن يستحق... فالحياة قصيرة...
كما ان للتسامح الدور الكبير في الحصول على كارما نقية... حتى لو أخطأ في حقنا... لنتصالح ونعقد السلام مع أنفسنا... ونطرد الغضب والأمور السلبية من قلوبنا... فالتسامح يبدأ من داخلنا لينعكس على تصرفاتنا مع الآخرين... لنرد الإساءة بالإحسان... إنها لذة لا تضاهيها لذة...
لنجلب الخير لحياتنا ومستقبلنا بكارما نقية...