ما منكم من أحد إلاّ وله شيطان
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال : وأنا إلا أن الله أعاننى عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير .
إن الإنسان دائماً أبداً إما أن يكون منصوراً وإما أن يكون مخذولا وإما أن يكون مع الله تعالى وإما أن يكون مع النفس والشيطان والهوى .
إعلم يا أخى : إن النفس الأمارة بالسوء هى أعدى لك من أبليس وإنما يتقوى عليك الشيطان بهوى النفس وشهواتها فلا تغرنك نفسك بالأمانى والغرور لأن من طبع النفس الأمن والغفلة والراحة والكسل .
فدعواها باطل وكل شىء منها غرور إن رضيت عنها وإتبعت أمرها هلكت وإن غفلت عن محاسبتها غرقت وإن عجزت عن مخالفتها وإتبعت هواها قادتك إلى النار .فيجب على المؤمن أن يحب العلماء والصالحين ويلازم مجالسهم ويتخذ الشيطان عدوا كما قال تعالى : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً }فاطر (6) أى فعادوه بطاعة الله تعالى ولا تطيعوه فى معاصى الله تعالى وكونوا معه على حذر وإستعينوا عليه بربكم .
إن الناس فريقان فريق يفزعون إلى ربهم بالذكر والإستغفار والتوبة فكلما مسهم طائف من الشيطان يفسدون على الشيطان حيلته وكيده والشيطان معهم دائما فى تعب وعناء وهؤلاء هم المتقون وهم حزب الله قال تعالى : (أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )المجادلة (22) .
وفريق آخر يتلاعب بهم الشيطان وهم عنده بمنزله الكرة فى أيدى الصبيان يقلبهم كيف يشاء بين حانات الخمر والقمار ومواخير الفسق وبيوت اللهو قال تعالى : { اسْتَحْوَذّ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمُ ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}المجادلة (19)
ينسيهم الشيطان ذكر الله ويحول بينهم وبين الصلاة ويزين لهم سوء أعمالهم ويشغل قلوبهم عن التفكر فى آلاء الله ونعمائه والقيام بشكرها ويشغل ألسنتهم عن ذكر الله بالكذب والغِيبة والبهتان وكلا يتلاعب بهم فى يقظتهم يتلاعب بهم فى منامهم فيرون الأحلام المزعجه التى تقصد مضاجعهم وتسلبهم راحتهم .
روى أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : يا رسول الله إنى رأيت فى منامى كأن رأسى قد قطعت فقال النبى صلى الله عليه وسلم " لا تخبر بتلاعب الشيطان بك " .
أولئك حزب الشيطان وأولئك هم قرناء الشيطان . قال تعالى : {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَريِنٌ}الزخرف (36)
روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كان راهب فى بنى إسرائيل فعمد الشيطان إلى جارية فأمرضها وألقى فى قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب فأتوا بها إليه فأبى أن يقبلها فلم يزالوا به حتى قبلها فلما كانت عنده ليعالجها أتاه الشيطان فزين له مقاربتها ولم يزل به حتى واقعها فحملت منه فوسوس إليه وقال الآن تفتضح يأتيك أهلها فاقتلها فإن سألوك فقل ماتت فقتلها ودفنها فأتى الشيطان أهلها فوسوس إليهم وألقى فى قلوبهم أنه أحبلها ثم قتلها ودفنها فأتاه أهلها فسئلوه عنها فقال : ماتت فأخذوه ليقتلوه بها فأتاه الشيطان فقال له : أنا الذى أمرضتها وأنا الذى ألقيت فى قلوب أهلها فأطعنى تنجُ وأخلصك منهم قال بماذا ؟ قال : أسجد لى سجدتين ففعل فقال له الشيطان : إنى برىء منك " رواه بن أبى الدنيا فى مكايد الشيطان وبن مردويه فى مسنده والحاكم فى المستدرك من حديث علىّ بن أبى طالب ..
قال تعالى : {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا َكفَرَ قَالَ إِنّْى بَرِىءٌ مِّنكَ إِنِّى أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالمَيِنَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِى النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيَها وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ }الحشر (16-17) هذا حال الشيطان فى الدنيا ويوم القيامة يتبرأ من عمله ويتنكر للإنسان الذى ضل وغوى . قال تعالى : {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِىَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِى فَلَا تَلُومُوِنىِ وَلُومُواْ أَنفُسَكم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}إبراهيم (22)
إذا كان شيطان الجن شديد الخطر على الإنسان وهو له عدو مبين فإن شيطان الأنس أشد خطراً وشيطان الأنس هو الذى يصدعن طريق الخير ويمنع رحمة الله أن تصل إلى عباده فالصاحب السوء شيطان لأنه يوقع صاحبه فى الشر والفساد ويتناجى معه بالأثم والعدوان .
والزوجة الخبيثة شيطان لأنها تحمل زوجها على المكاره وتزين له سوء عمله وتحول بينه وبين طاعة ربه .ورئيس العمل الشرير شيطان لأنه يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف .
حكى عن بعض المذكرين أنه قال فى مجلسه : أن الرجل إذا أراد أن يتصدق فإنه يتصدى له سبعون شيطاناً يتعلقون بيديه ورجليه وقلبه ويمنعونه من الصدقة فلما سمع بعض القوم ذلك أخذته الحمية وثارت فى نفسه الغيرة وقال إنى أقاتل هؤلاء السبعين وخرج من المسجد وأتى المنزل وملأ ذيله من القمح وأراد أن يخرج ويتصدق به فوثبت زوجته وجعلت تنازعه وتحاربه حتى أخرجت القمح من ذيله فرجع الرجل خائباً إلى المسجد فقال المذكر : ماذا فعلت ؟ فقال : هزمت السبعين فجاءت أمهم فغلبتنى .
وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الشيطان واضع خرطومه على قلب بن أدم فإن ذكر الله خنس وإن نسى إلتقم قلبه " أخرجه بن أبى الدنيا فى مكائد الشيطان وأبو يعلى و بن عدى فى الكامل .
قال الإمام الجعفرى : هذا الحديث يخبرنا فيه النبى صلى الله عليه وسلم عن كيفية وسوسة الشيطان لقلب الإنسان وذلك أنه يأتى من جهة اليسار ويمد خطمه { أى خرطومه}إلى القلب فإن وجده مشغولا فى ذكر الله تعالى خنس { أى رجع و هرب}وإن وجده غافلا إلتقمه { أى إستلمه } وصار يوسوس لصاحبه بما يغضب الله تعالى وفى بعض الروايات ...وصار يُمَنّى له الأمانى حتى يشغله عن ذكر الله تعالى .
وسأل بعض الصالحين ربه تعالى أن يريه فى منامه كيف يوسوس الشيطان فى قلب المؤمن فرأى زجاجة مملوءة بالماء والضفدع يأتى إليها فإذا دنا منها إهتزت فيرجع الضفدع هارباً . وقيل له هذه الزجاجة مثل القلب وإهتزازها مثل ذكر الله تعالى وهذا الضفدع هو مثل الشيطان .
إن الشيطان عدو فاتخذوه عدوا فهم الذى أخرج أباكم من الجنة وهو الذى أضل أناساً كثيرين فى كل عصر وحين وما المنازعات والخصومات بين الرجل وأهله وبين الرجل وأخيه وبين الرجل وصاحبه إلا أثرمن آثار ذلك الشيطان الذى يجرى من بن أدم مجرى الدم فى العروق .
وأبواب الشيطان ومداخله كثيرة :-
منها الغضب والشهوة فإن الغضب غول العقل وإذا ضعف العقل هجم جند الشيطان وعندما يغضب الإنسان يلعب به الشيطان كما يلعب الصبى بالكرة .ومنها الشبع من الطعام وإن كان حلالاً صافياً .
فقد روى أن أبليس ظهر لسيدنا يحيى فرأى عليه معاليق من كل شىء فقال له : ما هذه المعاليق ؟ قال : هذه الشهوات التى أصيب بها بن أدم فقال : فهل لى فيها من شىء ؟قال : ربما شبعت فنقلناك عن الصلاة وعن الذكر فقال سيدنا يحيى : لله علىّ ألا أملأ بطنى من الطعام أبداً فقال له أبليس : ولله علىّ ألا أنصح مسلماً أبدا.
فيا أيها المسلمون أذكروا ربكم كلما مسكم طائف من الشيطان فإن ذكر الله تعالى حصن وأمان من كيد الشيطان والذكر يطرد عنكم الشيطان كما يطرد النور الظلام .نسأل الله سبحانه وتعالى ألا يسلط علينا شيطاناً مريداً وأن يحفظنا بحفظه .
روى عن عمرو بن العاص أنه قال : أن الشيطان حال بينى وبين صلاتى وقراءتى فقال صلى الله عليه وسلم : ذاك شيطان يقال له خَنْزَبْ فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه وإتفل على يسارك ثلاثاً قال : ففعلت ذلك فأذهب الله عنى .
وقال صلى الله عليه وسلم : " التائب حبيب الله والتائب من الذنب كمن لا ذنب له "
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال : وأنا إلا أن الله أعاننى عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير .
إن الإنسان دائماً أبداً إما أن يكون منصوراً وإما أن يكون مخذولا وإما أن يكون مع الله تعالى وإما أن يكون مع النفس والشيطان والهوى .
إعلم يا أخى : إن النفس الأمارة بالسوء هى أعدى لك من أبليس وإنما يتقوى عليك الشيطان بهوى النفس وشهواتها فلا تغرنك نفسك بالأمانى والغرور لأن من طبع النفس الأمن والغفلة والراحة والكسل .
فدعواها باطل وكل شىء منها غرور إن رضيت عنها وإتبعت أمرها هلكت وإن غفلت عن محاسبتها غرقت وإن عجزت عن مخالفتها وإتبعت هواها قادتك إلى النار .فيجب على المؤمن أن يحب العلماء والصالحين ويلازم مجالسهم ويتخذ الشيطان عدوا كما قال تعالى : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً }فاطر (6) أى فعادوه بطاعة الله تعالى ولا تطيعوه فى معاصى الله تعالى وكونوا معه على حذر وإستعينوا عليه بربكم .
إن الناس فريقان فريق يفزعون إلى ربهم بالذكر والإستغفار والتوبة فكلما مسهم طائف من الشيطان يفسدون على الشيطان حيلته وكيده والشيطان معهم دائما فى تعب وعناء وهؤلاء هم المتقون وهم حزب الله قال تعالى : (أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )المجادلة (22) .
وفريق آخر يتلاعب بهم الشيطان وهم عنده بمنزله الكرة فى أيدى الصبيان يقلبهم كيف يشاء بين حانات الخمر والقمار ومواخير الفسق وبيوت اللهو قال تعالى : { اسْتَحْوَذّ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمُ ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}المجادلة (19)
ينسيهم الشيطان ذكر الله ويحول بينهم وبين الصلاة ويزين لهم سوء أعمالهم ويشغل قلوبهم عن التفكر فى آلاء الله ونعمائه والقيام بشكرها ويشغل ألسنتهم عن ذكر الله بالكذب والغِيبة والبهتان وكلا يتلاعب بهم فى يقظتهم يتلاعب بهم فى منامهم فيرون الأحلام المزعجه التى تقصد مضاجعهم وتسلبهم راحتهم .
روى أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : يا رسول الله إنى رأيت فى منامى كأن رأسى قد قطعت فقال النبى صلى الله عليه وسلم " لا تخبر بتلاعب الشيطان بك " .
أولئك حزب الشيطان وأولئك هم قرناء الشيطان . قال تعالى : {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَريِنٌ}الزخرف (36)
روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كان راهب فى بنى إسرائيل فعمد الشيطان إلى جارية فأمرضها وألقى فى قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب فأتوا بها إليه فأبى أن يقبلها فلم يزالوا به حتى قبلها فلما كانت عنده ليعالجها أتاه الشيطان فزين له مقاربتها ولم يزل به حتى واقعها فحملت منه فوسوس إليه وقال الآن تفتضح يأتيك أهلها فاقتلها فإن سألوك فقل ماتت فقتلها ودفنها فأتى الشيطان أهلها فوسوس إليهم وألقى فى قلوبهم أنه أحبلها ثم قتلها ودفنها فأتاه أهلها فسئلوه عنها فقال : ماتت فأخذوه ليقتلوه بها فأتاه الشيطان فقال له : أنا الذى أمرضتها وأنا الذى ألقيت فى قلوب أهلها فأطعنى تنجُ وأخلصك منهم قال بماذا ؟ قال : أسجد لى سجدتين ففعل فقال له الشيطان : إنى برىء منك " رواه بن أبى الدنيا فى مكايد الشيطان وبن مردويه فى مسنده والحاكم فى المستدرك من حديث علىّ بن أبى طالب ..
قال تعالى : {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا َكفَرَ قَالَ إِنّْى بَرِىءٌ مِّنكَ إِنِّى أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالمَيِنَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِى النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيَها وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ }الحشر (16-17) هذا حال الشيطان فى الدنيا ويوم القيامة يتبرأ من عمله ويتنكر للإنسان الذى ضل وغوى . قال تعالى : {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِىَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِى فَلَا تَلُومُوِنىِ وَلُومُواْ أَنفُسَكم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}إبراهيم (22)
إذا كان شيطان الجن شديد الخطر على الإنسان وهو له عدو مبين فإن شيطان الأنس أشد خطراً وشيطان الأنس هو الذى يصدعن طريق الخير ويمنع رحمة الله أن تصل إلى عباده فالصاحب السوء شيطان لأنه يوقع صاحبه فى الشر والفساد ويتناجى معه بالأثم والعدوان .
والزوجة الخبيثة شيطان لأنها تحمل زوجها على المكاره وتزين له سوء عمله وتحول بينه وبين طاعة ربه .ورئيس العمل الشرير شيطان لأنه يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف .
حكى عن بعض المذكرين أنه قال فى مجلسه : أن الرجل إذا أراد أن يتصدق فإنه يتصدى له سبعون شيطاناً يتعلقون بيديه ورجليه وقلبه ويمنعونه من الصدقة فلما سمع بعض القوم ذلك أخذته الحمية وثارت فى نفسه الغيرة وقال إنى أقاتل هؤلاء السبعين وخرج من المسجد وأتى المنزل وملأ ذيله من القمح وأراد أن يخرج ويتصدق به فوثبت زوجته وجعلت تنازعه وتحاربه حتى أخرجت القمح من ذيله فرجع الرجل خائباً إلى المسجد فقال المذكر : ماذا فعلت ؟ فقال : هزمت السبعين فجاءت أمهم فغلبتنى .
وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الشيطان واضع خرطومه على قلب بن أدم فإن ذكر الله خنس وإن نسى إلتقم قلبه " أخرجه بن أبى الدنيا فى مكائد الشيطان وأبو يعلى و بن عدى فى الكامل .
قال الإمام الجعفرى : هذا الحديث يخبرنا فيه النبى صلى الله عليه وسلم عن كيفية وسوسة الشيطان لقلب الإنسان وذلك أنه يأتى من جهة اليسار ويمد خطمه { أى خرطومه}إلى القلب فإن وجده مشغولا فى ذكر الله تعالى خنس { أى رجع و هرب}وإن وجده غافلا إلتقمه { أى إستلمه } وصار يوسوس لصاحبه بما يغضب الله تعالى وفى بعض الروايات ...وصار يُمَنّى له الأمانى حتى يشغله عن ذكر الله تعالى .
وسأل بعض الصالحين ربه تعالى أن يريه فى منامه كيف يوسوس الشيطان فى قلب المؤمن فرأى زجاجة مملوءة بالماء والضفدع يأتى إليها فإذا دنا منها إهتزت فيرجع الضفدع هارباً . وقيل له هذه الزجاجة مثل القلب وإهتزازها مثل ذكر الله تعالى وهذا الضفدع هو مثل الشيطان .
إن الشيطان عدو فاتخذوه عدوا فهم الذى أخرج أباكم من الجنة وهو الذى أضل أناساً كثيرين فى كل عصر وحين وما المنازعات والخصومات بين الرجل وأهله وبين الرجل وأخيه وبين الرجل وصاحبه إلا أثرمن آثار ذلك الشيطان الذى يجرى من بن أدم مجرى الدم فى العروق .
وأبواب الشيطان ومداخله كثيرة :-
منها الغضب والشهوة فإن الغضب غول العقل وإذا ضعف العقل هجم جند الشيطان وعندما يغضب الإنسان يلعب به الشيطان كما يلعب الصبى بالكرة .ومنها الشبع من الطعام وإن كان حلالاً صافياً .
فقد روى أن أبليس ظهر لسيدنا يحيى فرأى عليه معاليق من كل شىء فقال له : ما هذه المعاليق ؟ قال : هذه الشهوات التى أصيب بها بن أدم فقال : فهل لى فيها من شىء ؟قال : ربما شبعت فنقلناك عن الصلاة وعن الذكر فقال سيدنا يحيى : لله علىّ ألا أملأ بطنى من الطعام أبداً فقال له أبليس : ولله علىّ ألا أنصح مسلماً أبدا.
فيا أيها المسلمون أذكروا ربكم كلما مسكم طائف من الشيطان فإن ذكر الله تعالى حصن وأمان من كيد الشيطان والذكر يطرد عنكم الشيطان كما يطرد النور الظلام .نسأل الله سبحانه وتعالى ألا يسلط علينا شيطاناً مريداً وأن يحفظنا بحفظه .
روى عن عمرو بن العاص أنه قال : أن الشيطان حال بينى وبين صلاتى وقراءتى فقال صلى الله عليه وسلم : ذاك شيطان يقال له خَنْزَبْ فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه وإتفل على يسارك ثلاثاً قال : ففعلت ذلك فأذهب الله عنى .
وقال صلى الله عليه وسلم : " التائب حبيب الله والتائب من الذنب كمن لا ذنب له "