الطبيعة الأنسانية
يقول هوبز وهـو أحد العلــماء المختصين بالحـالات النفسية إن الطـبيعة البشرية
انانية بحد ذاتها ونفعـية بفـطرتها ويجب أن تـُقمع بالجـماعة حـتى يستـطع الناس
العيش بسـلام . ويقـول أيضاً افلاطـون وهو المـؤسس الأول لقــضايا علم النفس
الإجتماعي أنه بالإمكان تكييف الطبـيعة الإنسانية في أي إتجاه من الإتجاهات عن
طــريق الإستخدام المـناسب للمؤسسات التربوية والإجتماعية .
ومعنى ذلك أن الأفــعال النـاتجة عن النـاس ما هي الا حصـيلة تراكـم افكار سابـــقة ،
وبحكم أن الانســان وبفـطـرته السـجية يمـيل الى السهل البسـيط بقيت تلــكم الأفـكار
عالقة في أذهان البعض لم تتغير ، ولكن فـيما لو قلــنا أن هنالك قاعدة راسخة مــثل
تلك التي أشار إليها افلاطون والمبنية على أسس تربوية سليمة وضوابط اجتـماعية
بحته هل من الممكن القول أن الطبيعة الانسانية انانية ونفعية بمعناها الفعلي ؟ أم أن
كل ذلك تحكمه مواقف معينة يتم على آثرها ضبط السلوك البشري اذا ما أخذنا بعــين
الاعتبار أن الطبيعة الانسانية مادة لينه تتغير بتغير مدارك المرء وتطلعاته .
وعلى الرغم من كل ذلك فأن الطبيعة الانسانية تختلف بإخــتلاف الأفراد انفســهم وفي
المدى الذي يتم من خلاله تقيـيم قدراتهم واستـيعابهم للأمور لاسيـما الأمور التي تتسم
بطابع علمي ، ولــكن ربما الاخــتلاف الأكبر والجوهـري هو في اختـــيار كل فردٍ مــنا
قراراته ومعتقداته الشخصية فنظراً لأن الطبيعة الإنسانية مكتسبة فمن الصعب أن نجد
لها تفسيراً موحد بحــكم تداخلها مع مجــموعة معطليات من واقع الحــياة ، فالإنسان
مخير قبـل كل شيء وقد قال الله تعـالى في كتابه الكريم ( إنا هديـناه السبيل اما شاكرا
وإما كفورا ) فالطبيعة الانسانية ليست بمعزل عن القـرارت التي قد تطرأ على الكائن
البشري وتتغير بين حين وأخر متى ما أراد لها أن تتغير . .
ولكن السؤال هنا كيف يمكن أن نغير اطباعنا اذا ما قلنا ان المناخ المحيط لا يساعد للتغيير ؟
والأهم من ذلك من أين نبدأ في التغيير ؟
رحمنا الله واياكم وجنبنا مزالق الاثم والزلل
اللهم آمين