نتشرف ان نقرا معكم هذا اليوم قصة معبرة ولها تاثير قوي ومفيدة بعنوان المحسود الصابر استمتعوا واهلا بكم
لم يكد الجد يستريح في بيت ولده احمد حتى تحلق حوله أحفاده جواد وعلي وعزام . والكل يحثه أن يقص عليهم قصة جديدة . وقال الجد باسما أما تنتظرون علي ساعة من الزمن فأستريح من عناء السفر أولا ، وسكت الأولاد الثلاثة وابتسم جدهم وهو يقول:« لكن لا بأس ، عندي لكم قصة سريعة فهل تعدوني أن تسمعوا وتحسنوا السماع ؟» وتسابق الأحفاد الثلاثة إلى الوعد بالاصغاء جيدا فراح الحاج عبد المحسن يتكلم إنها قصة قرأتها قبل أربعين سنة عددا لكني بفضل الله لم أنسها كنت وقتها اكبر من اكبركم جواد هذا بثلاث سنوات فقط، لكني والحمد لله كنت احب الكتب كثيراً واحب ان اتعلم لاستفيد واتهذب واعمل كما يعمل الطيبون من الناس الذين بقيت أسماؤهم في الكتب بسبب أعمالهم الصالحة .. والقصة هي عن شاب نشأ فقيراً في بلاد الاندلس الجميلة التي باركها الله بدخول المسلمين لها بعد أقل من مئة سنة من وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم .
ذلك الشاب كان نبيهاً ويحب الكتب كثيراً حتي إن فصاحته وجمال كتابته أوصلته الي مركز الحاجب في قصر الأمويين حكام الاندلس في عاصمتهم قرطبة مدينة العلم والجامعات وأهل الفقه ورجال التجارة والبناء والصناعات .. ثم تقدم الحال بالشاب حتى أصبح هو الحاكم الأمر ، ونعم الحاكم الأمر أصبح يدعى المنصور بن أبي عامر فقد كان يتمسك بكتاب الله تعالى وسنة الرسول و ولذلك أحب مع العلم الجهاد حتی أنه حقق انتصارات على سائر أعداء المسلمين .. فإذا عاد من الغزو كان ينفض الغبار الذي يقع على ملابسه أثناء المعارك ويجمعه في منديل خاص حتى إذا مات دفنوا ذلك المنديل والغبار معه في قبره وغفر الله له .
وكان من عاداته تشجيع العلماء والكتاب والشعراء وكان أحبهم إليه أحسنهم أخلاقا فقد كان يعتقد انه لا خير في مال ولا في علم ولا في شيء يحصل عليه إنسان من الناس اذا ما فسدت أخلاقه بالكذب وعمل المنكر من الأعمال وكان من جملة من يحبهم رجل ذكي عالم وشاعر أيضا يدعى أبا يوسف الرمادي . وكما نعرفون فإن الحسد موجود في بعض الناس مع الأسف ، وكان هناك رجل يجلس في مجلس المنصور معروف بالغني كما انه كان عالما في اللغة العربية ، ولكنه مع الأسف كان حسودا لا يسره أن يحصل الخير إلا له وحده ، ويكره أن يرى غيره سعيدا لأي سبب ، ويا لها من صفة سيئة .
المهم .. ذات ليلة أنشد الرمادي قصيدة رائعة أمام به الحاجب المنصور بن أبي عامر فأعطاه المنصور جائزة وأثنى عليه .. وخرج الناس من عند المنصور على أن يعودوا لمجلسه عندما يرسل لهم كان على المنصور أن يذهب على رأس جيش كبير ليقاتل رجال الجبال الأسبان في شمالي البلاد ، وكان الفصل باردا والوقت شتاء ولكن المنصور لم يكن يخشى غير الله تعالى وبفضل الموت على التقصير في واجبه بل هو حقيقة كان في داخل نفسه يتمنى على الله أن يميته شهيدا في الدفاع عن الإسلام .. وطالت الحرب ولكن المنصور بن أبي عامر ظل بفضل الله منصورا فهو من شدة ثقته بالله لم يهزم ولا في معركة واحدة، عاد ليستريح قليلا وأرسل إلى سائر الرجال العلماء والفقهاء والشعراء الذين اعتادوا زيارته فحضروا جميعا .. وقابلهم المنصور ببشاشة عظيمة، ولكنه أهتم بالرمادي أعني أبا يوسف وقربه من مجلسه وقال له كيف أنت حقا يا أبا يوسف ؟ فقال الرمادي بسرعة ” والله يا أمير أنا هنا عندك فوق قدري ودون قدرك ” .
وسكت المنصور طويلاً فلما رفع رأسه استأذنه الرمادي فأذن له بالخروج، فخرج وهو يقول لنفسه : والله لا ادري لم سكت المنصور، اعتقد ان كلمتي كانت حقاً وقيلت صدقاً فأنا قصدت أن جلوسي عنده يزيد من قدري ومكانتي لكن ما أنا له من عطائه دون قدره، فهو لا يعطيني من المال الا قليلاً وهو يعرف ذلك .. في كل سنة يعطيني جائزة واحدة ومع ذلك فأنا محسود بسببها مع انه حاكم عظيم ويقدر أن يعطيني اکثر وعلى كل حال فقد ذهب الرمادي إلى بيته د. لكنه عندما خرج من حضرة المنصور بن أبي عامر فإن العالم اللغوي الغني الذي كان مع ذلك حسودا انتهز الفرصة ، وقال للمنصور : يا سيدي أنت أطمعت ذلك الشاعر زبقصد أبا يوسف الرمادی ) في نفسك وبعض الناس مع الاسف كالكلاب لا يتبعونك إلا إذا جاعوا ، ولو أنك قبل ذهابك للغزوة الأخيرة لم تكافئه بالمال ما قال كلمته واعتذر وخرج من مجلسك .
وسمع الحاجب المنصور بن أبي عامر»كلام ذلك الحاسد ، وسكت الجميع ينتظرون ما سوف يقوله المنصور لكن المنصور لم يفعل سوى أنه أشار بيده إلى رجل من خدام القصر ، فأقبل الرجل يسعي نحوه وانحنى لكي يسمع ما همس به المنصور في أذنه وخرج مسرعا .. الجالسون لم يفهموا شيئا .. البعض اعتقدوا أن المنصور أرسل جنودا للقبض على الرمادي وايداعه في السجن لكلامه الجريء الذي قاله أمام المنصور قبل أن يستأذن ويخرج .. ولكن البعض ظلوا صامتين يقولون في أنفسهم : الله أعلم ، كيف نستطيع أن تكلم ونحن لم نسمع كلمة واحدة من المنصور ؟
واغتاظ الرجل الحسود جدا لأن الحاكم لم يتكلم ، ولكنه كان يقول في نفسه مع ذلك والله لقد قضيت بكلامي على أبي يوسف الرمادي ، ولن يبقى في هذا القصر عالم بالنشر والشعر سواي .. » وفجأة دخل أبو يوسف الرمادي مرة أخرى على المنصور بن أبي عامر ومعه الرجل الذي أرسله المنصور إليه فعرف الجالسون أن المتصور هو الذي جاء به ربما لكي يقاصصه، قصاصا شديدا على كلمته لا سيما بعد الكلام الذي قاله الحاسد .. لكن المنصور حين رأي الرمادي ابتسم وقال له : لقد قلت حقا يا أبا يوسف فأنا رجل أنفق معظم المال في الجهاد ولكني أعلم أنه ليس لك بيت ولا مال وياليت أباك علمك صنعة تسترك فإن الصناعات والمهن من أشرف الأمور وما دام الحال كذلك فلك في بيت المال حق سنشتري لك بيتا ونجعلك مع تاجر بعلمك التجارة ونعطيك بعض المال لتشتغل فيه ونعيل عيالك ولكن لا تنس أن تقول شعرا جميلا تحث فيه الناس على الجهاد وعمل الخير .
وسمع الرجل الحسود ما سمع فكاد ينفجر من الغيظ لكن أحدا لم يراجعه بكلمة، ذلك لان أفضل ما نعمله مع الحساد هو السكوت عنهم .. . وانتهت القصة وشكر جواد وعلي وعزام الجد الذي وعدهم بقصة أخرى ..
لم يكد الجد يستريح في بيت ولده احمد حتى تحلق حوله أحفاده جواد وعلي وعزام . والكل يحثه أن يقص عليهم قصة جديدة . وقال الجد باسما أما تنتظرون علي ساعة من الزمن فأستريح من عناء السفر أولا ، وسكت الأولاد الثلاثة وابتسم جدهم وهو يقول:« لكن لا بأس ، عندي لكم قصة سريعة فهل تعدوني أن تسمعوا وتحسنوا السماع ؟» وتسابق الأحفاد الثلاثة إلى الوعد بالاصغاء جيدا فراح الحاج عبد المحسن يتكلم إنها قصة قرأتها قبل أربعين سنة عددا لكني بفضل الله لم أنسها كنت وقتها اكبر من اكبركم جواد هذا بثلاث سنوات فقط، لكني والحمد لله كنت احب الكتب كثيراً واحب ان اتعلم لاستفيد واتهذب واعمل كما يعمل الطيبون من الناس الذين بقيت أسماؤهم في الكتب بسبب أعمالهم الصالحة .. والقصة هي عن شاب نشأ فقيراً في بلاد الاندلس الجميلة التي باركها الله بدخول المسلمين لها بعد أقل من مئة سنة من وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم .
ذلك الشاب كان نبيهاً ويحب الكتب كثيراً حتي إن فصاحته وجمال كتابته أوصلته الي مركز الحاجب في قصر الأمويين حكام الاندلس في عاصمتهم قرطبة مدينة العلم والجامعات وأهل الفقه ورجال التجارة والبناء والصناعات .. ثم تقدم الحال بالشاب حتى أصبح هو الحاكم الأمر ، ونعم الحاكم الأمر أصبح يدعى المنصور بن أبي عامر فقد كان يتمسك بكتاب الله تعالى وسنة الرسول و ولذلك أحب مع العلم الجهاد حتی أنه حقق انتصارات على سائر أعداء المسلمين .. فإذا عاد من الغزو كان ينفض الغبار الذي يقع على ملابسه أثناء المعارك ويجمعه في منديل خاص حتى إذا مات دفنوا ذلك المنديل والغبار معه في قبره وغفر الله له .
وكان من عاداته تشجيع العلماء والكتاب والشعراء وكان أحبهم إليه أحسنهم أخلاقا فقد كان يعتقد انه لا خير في مال ولا في علم ولا في شيء يحصل عليه إنسان من الناس اذا ما فسدت أخلاقه بالكذب وعمل المنكر من الأعمال وكان من جملة من يحبهم رجل ذكي عالم وشاعر أيضا يدعى أبا يوسف الرمادي . وكما نعرفون فإن الحسد موجود في بعض الناس مع الأسف ، وكان هناك رجل يجلس في مجلس المنصور معروف بالغني كما انه كان عالما في اللغة العربية ، ولكنه مع الأسف كان حسودا لا يسره أن يحصل الخير إلا له وحده ، ويكره أن يرى غيره سعيدا لأي سبب ، ويا لها من صفة سيئة .
المهم .. ذات ليلة أنشد الرمادي قصيدة رائعة أمام به الحاجب المنصور بن أبي عامر فأعطاه المنصور جائزة وأثنى عليه .. وخرج الناس من عند المنصور على أن يعودوا لمجلسه عندما يرسل لهم كان على المنصور أن يذهب على رأس جيش كبير ليقاتل رجال الجبال الأسبان في شمالي البلاد ، وكان الفصل باردا والوقت شتاء ولكن المنصور لم يكن يخشى غير الله تعالى وبفضل الموت على التقصير في واجبه بل هو حقيقة كان في داخل نفسه يتمنى على الله أن يميته شهيدا في الدفاع عن الإسلام .. وطالت الحرب ولكن المنصور بن أبي عامر ظل بفضل الله منصورا فهو من شدة ثقته بالله لم يهزم ولا في معركة واحدة، عاد ليستريح قليلا وأرسل إلى سائر الرجال العلماء والفقهاء والشعراء الذين اعتادوا زيارته فحضروا جميعا .. وقابلهم المنصور ببشاشة عظيمة، ولكنه أهتم بالرمادي أعني أبا يوسف وقربه من مجلسه وقال له كيف أنت حقا يا أبا يوسف ؟ فقال الرمادي بسرعة ” والله يا أمير أنا هنا عندك فوق قدري ودون قدرك ” .
وسكت المنصور طويلاً فلما رفع رأسه استأذنه الرمادي فأذن له بالخروج، فخرج وهو يقول لنفسه : والله لا ادري لم سكت المنصور، اعتقد ان كلمتي كانت حقاً وقيلت صدقاً فأنا قصدت أن جلوسي عنده يزيد من قدري ومكانتي لكن ما أنا له من عطائه دون قدره، فهو لا يعطيني من المال الا قليلاً وهو يعرف ذلك .. في كل سنة يعطيني جائزة واحدة ومع ذلك فأنا محسود بسببها مع انه حاكم عظيم ويقدر أن يعطيني اکثر وعلى كل حال فقد ذهب الرمادي إلى بيته د. لكنه عندما خرج من حضرة المنصور بن أبي عامر فإن العالم اللغوي الغني الذي كان مع ذلك حسودا انتهز الفرصة ، وقال للمنصور : يا سيدي أنت أطمعت ذلك الشاعر زبقصد أبا يوسف الرمادی ) في نفسك وبعض الناس مع الاسف كالكلاب لا يتبعونك إلا إذا جاعوا ، ولو أنك قبل ذهابك للغزوة الأخيرة لم تكافئه بالمال ما قال كلمته واعتذر وخرج من مجلسك .
وسمع الحاجب المنصور بن أبي عامر»كلام ذلك الحاسد ، وسكت الجميع ينتظرون ما سوف يقوله المنصور لكن المنصور لم يفعل سوى أنه أشار بيده إلى رجل من خدام القصر ، فأقبل الرجل يسعي نحوه وانحنى لكي يسمع ما همس به المنصور في أذنه وخرج مسرعا .. الجالسون لم يفهموا شيئا .. البعض اعتقدوا أن المنصور أرسل جنودا للقبض على الرمادي وايداعه في السجن لكلامه الجريء الذي قاله أمام المنصور قبل أن يستأذن ويخرج .. ولكن البعض ظلوا صامتين يقولون في أنفسهم : الله أعلم ، كيف نستطيع أن تكلم ونحن لم نسمع كلمة واحدة من المنصور ؟
واغتاظ الرجل الحسود جدا لأن الحاكم لم يتكلم ، ولكنه كان يقول في نفسه مع ذلك والله لقد قضيت بكلامي على أبي يوسف الرمادي ، ولن يبقى في هذا القصر عالم بالنشر والشعر سواي .. » وفجأة دخل أبو يوسف الرمادي مرة أخرى على المنصور بن أبي عامر ومعه الرجل الذي أرسله المنصور إليه فعرف الجالسون أن المتصور هو الذي جاء به ربما لكي يقاصصه، قصاصا شديدا على كلمته لا سيما بعد الكلام الذي قاله الحاسد .. لكن المنصور حين رأي الرمادي ابتسم وقال له : لقد قلت حقا يا أبا يوسف فأنا رجل أنفق معظم المال في الجهاد ولكني أعلم أنه ليس لك بيت ولا مال وياليت أباك علمك صنعة تسترك فإن الصناعات والمهن من أشرف الأمور وما دام الحال كذلك فلك في بيت المال حق سنشتري لك بيتا ونجعلك مع تاجر بعلمك التجارة ونعطيك بعض المال لتشتغل فيه ونعيل عيالك ولكن لا تنس أن تقول شعرا جميلا تحث فيه الناس على الجهاد وعمل الخير .
وسمع الرجل الحسود ما سمع فكاد ينفجر من الغيظ لكن أحدا لم يراجعه بكلمة، ذلك لان أفضل ما نعمله مع الحساد هو السكوت عنهم .. . وانتهت القصة وشكر جواد وعلي وعزام الجد الذي وعدهم بقصة أخرى ..