الوسطاء الروحانيون لحل الالغاز .
القضايا الاكثر غرابة في عالم الوساطة الروحية ؟
عالم الأرواح و الأشباح يحيط بنا من كل جانب و مع هذا لم يستطع احد أن يسبر أغواره الغامضة سوى القليل من الأشخاص و يُطلق عليهم لقب الوسطاء الروحيين ، و الوسيط الروحي هو الشخص الذي يدعي قدرته على التواصل مع أرواح و أشباح الموتى و ينقل رسائلهم إلى أقاربهم من الأحياء ، و قد تحمل هذه الرسائل إشارات تبعث الاطمئنان في قلوب أقارب الميت ، و ربما حملت نذر شؤم بحصول كوارث ، أو قد تخبرهم عن من قام بالغدر بهم و قتلهم عندما كانوا على قيد الحياة .
و قد تمت الكتابة بموقع كابوس عن الأشباح التي ساعدت في كشف لغز مقتلها مثل شبح السيدة زونا هيستر شو و شبح السيدة تريسيتا باسا ، و قد تناولت الكثير من الأفلام و المسلسلات موضوع الأشباح و الوسطاء الروحيين و لعل من أشهر هذه المسلسلات هو المسلسل الأمريكي الشبح الهامس (ghost whisperer) الذي تم إنتاجه في سبتمبر عام 2005م من بطولة الممثلة الأمريكية جينيفر لف هيويت التي تقوم بدور شخصية فتاة تُدعى ميليندا جوردن التي تستطيع رؤية أشباح الأموات و الحديث معهم و من خلالها تمر بمغامرات لتوصل تلك الرسائل لأقاربهم و ربما ساعدت الشرطة في كشف من قام بقتلهم ..
و هنا يبقى السؤال : هل من الممكن أن يساعد هؤلاء الوسطاء الروحيون في مساعدة الشرطة للكشف عن المجرمين و إيجاد المفقودين الذين يأس أهلهم من الوصول إليهم ؟ في هذا المقال سوف أتطرق لجرائم قتل و حوادث فقدان لأشخاص ساهم الوسطاء الروحيون في مساعدة الشرطة في حلها . و من أشهر تلك القضايا هي جريمة قتل اشلي هولي ، و هي فتاة في العشرين من عمرها كانت تعمل في ملهى ليلي كراقصة تعري في مدينة كولومبوس عاصمة ولاية أوهايو الأمريكية ، في مساء 16 يونيو عام 2004م لم تعد اشلي لمنزلها مما سبب القلق لأسرتها التي انتظرت 48 ساعة حتى يتم البلاغ بشكل رسمي في مركز الشرطة ، و أثناء ذلك حاول والديها الاتصال بالأهل و الأصدقاء لعلها ذهبت إليهم أو لعلهم يحصلوا على أي معلومة عنها و لكن دون جدوى .
صورة الضحية اشلي هولي ؟
و أثناء التحقيقات اشتبهت الشرطة بصديق اشلي الحميم روبرت ماك مايكل ، حيث أن اشلي كانت قد قدمت بلاغ ضده للشرطة تتهمه فيه انه هددها بالقتل و اعتدى عليها بالضرب ، و لكنها سحبت بلاغها بعد ذلك و عادت العلاقة بينهما ، و بعد تفتيش منزل روبرت أخلت الشرطة سبيله لعدم توفر الأدلة ضده ، و قد قامت أسرة اشلي بوضع مكافئة و قدرها 100 ألف دولار لمن يقدم معلومات عن ابنتهم المفقودة و مع هذا لم تظهر أي مستجدات بالقضية و تمر الشهور و السنين و يكسو الغبار ملف القضية ، حتى تتلقى الشرطة اتصال من سيدة تدعى كريستي روبينت أخبرت الشرطة أن اشلي قد قُتلت و أنها تعرف المكان التي دفنت به الجثة ، و عندما سألها رجل الشرطة عن علاقتها بالقضية و كيف عرفت تلك المعلومات ؟ أجابت كريستي أنها رأت كل هذا في أحلامها ، في البداية لم يصدقها ضابط الشرطة و اكتفى بإعطائها رقم هاتف أسرة الفتاة المفقودة لكي تتواصل معهم ، و بالفعل تواصلت كريستي روبينت مع أسرة الفتاة المفقودة و أخذت عنوانهم ، ثم انطلقت بسيارتها من مدينة ديترويت في ولاية مشيجان الأمريكية حتى وصلت إلى مدينة كولومبوس ، و هناك التقت بأسرة اشلي هولي و أخبرتهم بقصتها العجيبة ..
قالت كريستي : أنها كانت نائمة على سريرها و بينما كانت تحلم قاطع حلمها شبح لفتاة في العشرين من عمرها ، كانت تلك الفتاة شفافة جداً و لونها رمادي و قد طلبت منها أن تخبر أبيها و أمها أنها قُتلت ، و قد حددت لها مكان جثتها بالضبط و بالرغم من ذلك لم تذكر لها أسمها ، و بعد أن قامت كريستي بالبحث عن طريق الانترنت وجدت صورة أشلي هولي و تعرفت عليها ، و بهذا تم فتح قضية أشلي من جديد و تحركت دورية من الشرطة مع عدد من الكلاب المدربة للبحث عن جثة اشلي و قد رافقت الدورية السيدة كريستي حيث كانت تقود فريق البحث خلال الغابة و كأنها تعرف الطريق بتفاصيله رغم أنها لم تزر هذه المدينة من قبل .
صورة الوسيطة الروحية كريستي روبينت ؟
و بعد ساعات من البحث وصل الفريق إلى أرض تحيط بها الحواجز الشائكة و التي اتضح أنها تخص أسرة الفتى روبرت ماك مايكل المتهم السابق بقتل اشلي ، و رغم إصرار كريستي على البحث في تلك الأرض و تأكيدها أن جثة أشلي مدفونة هناك إلا أن الشرطة رفضت مواصلة البحث بحجة أن الأرض ملك لتلك الأسرة و يُعتبر التفتيش بدون رخصة تعدي على الملكية الخاصة و أن استصدار أمر تفتيش من اجل شبح رأته في منامها يُعتبر أمر سخيف جداً .
عادت كريستي لمنزلها خائبة الأمل و قد ودعت تلك العائلة الحزينة على فقدان ابنتها ، و بعد مرور أشهر قليلة على هذه الزيارة ظهرت تطورات جديدة بهذه القضية ، حيث اعتقلت الشرطة روبرت ماك مايكل بتهمة قتل والدته باربرة ماك ميكال 49 سنة و صديقها جراي بارتي 43 سنة ، و بعد التحقيقات تبين أن روبرت خنق والدته حتى ماتت ثم استطاع استدراج صديقها إلى المنزل و هشم رأسه بالرفش ( المجرفة ) ، و حاول تنظيف أثار الجريمة لكنه ترك أثار من الدماء ، ثم سرق من المنزل بعض الأغراض و هرب بسيارة جراي و رهن تلك الأغراض مقابل 130 دولار ، و نتيجة لشهادة الشهود و الأدلة من مسرحة الجريمة فقد كانت فرصة روبرت بالإفلات من الجريمة ضئيلة جداً . و لهذا قرر أن يتعاون مع المحققين و يخبرهم بأمور تخص قضية اختفاء أشلي هولي و طلب في المقابل أن يتم تخفيف العقوبة عنه ، و عندما وافق المحققون على طلبه ، اعترف لهم انه هو من قام بقتل الشابة اشلي هولي و قد دفنها في فناء منزله ، و عندما توجهت الشرطة لذلك المكان وجدوا جثتها فعلاً و قد تم دفنها و وضع مزيج من الاسمنت عليها و الذي شكل عازل للروائح و هذا ما جعل الكلاب عاجزة عن تتبع رائحة الجثة المتحللة .
القاتل روبرت ماك ميكال ؟
و الغريب بالأمر أن مكان دفن جثة أشلي هو نفس المكان الذي تنبأت الوسيطة الروحانية كريستي روبينت بوجود الجثة فيه و لكن لشرطة كانت قد رفضت مواصلة البحث بذلك الوقت ، و في شهر يوليو من عام 2008 م ابتدأت محاكمة القاتل روبرت و بعد عدة جلسات حكمت عليه المحكمة بالسجن المؤبد من دون فرصة للعفو عقاباً له على جرائم القتل الثلاث ، و بعد هذا الحكم صرحت كريستا أخت أشلي أنها سعيدة بهذا الحكم الذي ربما يجعل روح أختها تجد الراحة و الخلاص ، و قد أعربت عن حزنها على أمها التي توفيت قبل عام دون أن تعرف مصير ابنتها ، لهذا قررت أن يتم حرق جثة أختها و وضعها بجانب قبر أمها ، فهي لا تريد أن يتم دفن أختها مرتين.
قضية آشلي هولي رغم غرابتها إلا أنها ليست الوحيدة , فهناك قضايا أخرى ساعد وسطاء روحيون في فك ألغازها , وتعد قضية اختطاف و قتل الممرضة الشابة ميلاني اوريب واحدة من أغرب تلك القضايا . ابتدأت القصة عندما غادرت الممرضة ميلاني اوريب مستشفى باكويما في مدينة لوس انجلوس بعدما انتهت من عملها يوم 15 من ديسمبر عام 1980م .
صورة للضحية ميلاني اوريب ؟
ميلاني لم تحضر للمستشفى في اليوم التالي ، ولا الذي بعده ، فحاولت إدارة المستشفى الاتصال بمنزلها لأنها لم تعد للعمل ، لكن أحداً لم يجب على الهاتف ، و لأن ميلاني كانت مطلقة و لها طفل عمره 8 سنوات أعتقد الجميع أنها ربما تركته عند احدهم ريثما تعود من العمل ، و مع تكرار تجاهل الاتصال زادت الشكوك عند زملائها في العمل عن سبب غيابها كونها معروفة بالتزامها بمواعيد العمل ، و عندها تم إبلاغ الشرطة عن فقدانها ، و فوراً تحركت دوريات الشرطة للبحث عنها ، و قد وجدت الشرطة شاحنتها متوقفة على طريق بضواحي المدينة و هي شبة محترقة و بها زي التمريض التي كانت ترتديه ميلاني ، و بسبب الحريق فقد ضاعت أي فرصة بالعثور على بصمات أو أدلة تقود الشرطة لمكانها .
و قد تحدث شهود عيان أنهم رأوا ثلاثة أشخاص ملثمين يعتدوا على فتاة قبل أن يختطفوها إلى جهة مجهولة ، و بينما كانت خيوط القضية تزداد تعقيداً و تشابكاً فأن حلها كان يقبع في احد المكاتب الراقية لأحد الشركات المختصة بمجال علم الفضاء ، و بينما كانت السيدة أيتا سميث تستمتع بشرب قهوتها في مكتبها و هي تستمع لألحان المذياع ، قاطع انسجامها هذا الخبر المزعج ، فقد أعلنت الشرطة عن فقدان فتاه تعمل ممرضة في مستشفى المدينة في الثلاثين من عمرها ، لها ملامح قوقازية و لون شعرها اسود ، و على من يملك أي معلومة حول اختفاءها عليه أخبار الشرطة و له جائزة قيمة ، و بعد سماعها لهذا الخبر بدأت أحلام اليقظة تطاردها و رغم انهماكها بالعمل إلا أن تلك الرؤى لم تدعها و شأنها و صارت ترى بوضوح مكان جثة ميلاني اوريب ، و لهذا قررت الذهاب فوراً و إبلاغ الشرطة ، و هناك استقبلها ضابط الشرطة استقبال باهت جداً و بدلاً من سماع كلامها كان مشغولاً بتصفح الأوراق التي أمامه ، و زاد تجاهله لها عندما استمع منها حديثها عن تلك الرؤى التي انتابتها بعد سماعها لتلك الأخبار ، و لهذا قررت ايتا العودة لمنزلها .
الوسيطة الروحية ايتا سميث ؟
لكن تلك الأحلام ظلت تلاحقها و تزداد تفاصيلها شيئاً فشيئاً و أصبحت ترى المنطقة المحيطة بالجثة ، فقد رأت الجثة مرمية بين الأعشاب في ذلك الوادي الضيق ، حتى أنها رأت ذلك الطريق الترابي المؤدي إلى ذلك المكان ، و لهذا قررت ايتا أن تذهب برحلة للبحث عن الفتاة المفقودة و قد أخذت معها ابنتها و بعض من أفراد أسرتها و انطلقت بسيارتها دون أن تعرف إلى أين تذهب ، كل ما كانت تملكه من معلومات هي تلك الرؤى التي كانت تزداد وضوحاً و الصداع الذي يزداد حدة كلما اقتربت ايتا من وجهتها .
و عندما وصلت لوادي سان فيرناندو أبطئت من سرعة السيارة و بدأت بالبحث من حولها لأنها عرفت أنها وصلت للمكان المطلوب ، و عندما اقتربت من حافة وادي لوبيز الضيق وجدت أثار عجلات سيارة ، شعرت ايتا أن هذه الآثار لها علاقة بما جاءت تبحث عنه ، لهذا ترجلت من سيارتها و نزلت بضع خطوات بهذا الوادي و أول ما شاهدته بالأسفل و لفت انتباهها هو حذاء ابيض بين الأعشاب و عندما اقتربت منه وجدت جثة الفتاة ميلاني عارية من الملابس و لا ترتدي إلا ذلك الحذاء الأبيض .
قامت ايتا بالاتصال بالشرطة لتخبرهم أنها عثرت على جثة الفتاة المفقودة ، بعدما أخذت الشرطة الجثة للمشرحة تم استدعاء ايتا سميث لمركز الشرطة للتحقيق معها ، و أثناء التحقيق أخبرت ايتا المحققين أنها وجدت الجثة بعدما رأتها بأحلام اليقظة و هو الأمر الذي أثار سخط المحققين و جعلهم يتهموها بقتل ميلاني اوريب أو ربما تعرف الفاعل .
و أثناء التحقيق تم اختبار ايتا عبر جهاز كشف الكذب و بسبب توتر ايتا الشديد بسبب ما مرت به من مغامرة فقد كانت نتائج الجهاز سيئة للغاية و لهذا اتهمت الشرطة ايتا بشكل رسمي و أرسلت إلى السجن في انتظار محاكمتها ، و أثناء ذلك تلقت الشرطة بلاغ يخبرهم أنه هناك رجل مخمور يتحدث عن جريمة قتل ميلاني اوريب و يتفاخر أنه هو من قتلها ، و فوراً توجهت الشرطة إلى ذلك الملهى و اعتقلته ، و أثناء التحقيق اعترف لويس مورجان أنه و شابين آخرين أحدهم أسمه سبينسر نيلسون ، قاموا بالترصد للممرضة ميلاني اوريب أثناء وقوفها في انتظار إشارة المرور و هجموا عليها و استطاعوا إفقادها وعيها بكتم أنفاسها ثم الانتقال بها بواسطة شاحنتها إلى ذلك الوادي الذي يبعد حوالي 15 ميل شمال المدينة حيث جردوها من ملابسها و اغتصبوها الواحد تلو الأخر و لم يرحموها رغم صرخاتها و توسلاتها بأن يتركوها على قيد الحياة ، فبعد أن اشبعوا شهواتهم الشيطانية قام احدهم بتهشيم رأسها بصخرة كبيرة ثم هربوا من مسرح الجريمة و قبل دخولهم للمدينة احرقوا الشاحنة بالطريق حتى لا ينكشف أمرهم .
استطاعت الشرطة اعتقال المجرمين الآخرين و حكمت المحكمة على كلاً من لويس و سبينسر بالسجن المؤبد أما المتهم الثالث فقد تم تخفيف الحكم عليه بسبب أنه لم يبلغ السن القانونية ، أما ايتا سميت فقد أُطلق سراحها من السجن في 21 ديسمبر و بعدها قامت ايتا سميث برفع دعوى قضائية على مركز الشرطة لتعويضها على الأضرار التي لحقت بها بسبب الاعتقال الخاطئ و قد ربحت القضية.
صورة سلفيستر تونيت ؟
ليس بالضرورة أن تكون القضية جنائية كقضايا القتل و الاختطاف ، فربما كانت فقدان لأشخاص و لم تتمكن السلطات و الشرطة من العثور عليهم ، ففي الولايات المتحدة الأمريكية قد تلفت نظرك الكثير من الملصقات التي تحمل صور لفتيان و فتيات مفقودين و تحت الصور توجد أرقام الهواتف للاتصال بأهاليهم في حال كانت هناك معلومات بشأنهم ، و من بين المفقودين ذلك العجوز المتقاعد ذو 78 سنة و يُدعى سلفيستر تونيت ، الذي خرج ذات يوم للتنزة في يوم شتوي من عام 1988م في ضواحي مدينة مونروفيل بولاية بنسلفانيا الأمريكية ، و غابت شمس ذلك اليوم و لم يعد سلفستر لمنزله مما أثار قلق أولاده الذين بحثوا عنه بضواحي و مستشفيات المدينة دون جدوى ، و بعد أنهم استعانوا بالشرطة للبحث عنه ، و تم تمشيط المنطقة و أجزاء من الغابة بواسطة الكلاب البوليسية المدربة و مع هذا فشلت عمليات البحث ، مما جعل أسرة سلفستر تعتقد انه ربما تعرض لاعتداء أو اختطاف بغرض طلب فدية .
صورة الوسيطة الروحية نانسي ماير ؟
وبعد مرور شهر على فقدان سلفيستر تونيت و يأسهم من العثور عليه ، قرر أولاده الاستعانة بوسيط روحي ، و بعد سماعهم عن نانسي ماير تلك المرأة غريبة الأطوار التي تدعي أن لها قدرة خارقة على معرفة المجهول ، ذهبت أسرة سلفيستر لمقابلتها و قد احضروا معهم بعض الأغراض التي تخصه ، و بعد جلسة تأمل طويلة أخبرتهم نانسي أن العجوز سلفستر قد توفي في الغابة بعد أن ضل طريقة فيها و انه شعر بالارتباك و الضياع و جعله يتعمق بين أشجارها دون أن يجد طريقه للعودة و نتيجة للإرهاق و الفزع توقف قلبه ، و قد أخبرتهم أن الشرطة تبحث في المكان الخطاء و حددت لهم مكان جثة سلفستر على الخريطة .
و قررت ناسي أن تذهب مع فريق الشرطة للبحث عنه بعد أن ارتدت قبعتها الصوفية ، و لكن الطقس كان سيء للغاية و الطريق كان شديد الوعورة و أغصان الأشجار كانت كثيفة مما أبطئ من بحثهم ، و مع مرور الوقت بدأت الشمس بالمغيب و لأنهم بالغابة فقد حل الظلام بسرعة و لهذا قرروا الانسحاب و استكمال البحث في اليوم التالي ، و قد تمكنت الشرطة بالفعل من العثور على سلفستر و قد أتكئ على جذع أحد الأشجار ممسكاً بصدره ، مما يدل على أنه توفي بسبب الإرهاق و القلق ، الغريب بالأمر أن مكان العثور على الجثة لا يبعد سوى 150 ياردة فقط عن المكان التي أشارت إليه نانسي ماير ، و قد صرح الضابط ويل جرين واي أنه لولا مساعدة الوسيطة الروحية نانسي ماير لما تمكنت الشرطة من العثور على جثة سلفيستر تونيت.
ملاحظة
بالرغم من نجاح الوسطاء الروحيون في حل بعض القضايا الجنائية ، لكن تبقى نسبة نجاحهم لا تتجاوز العشرة بالمائة و قد أخفقوا في الكثير من القضايا و تنطبق عليهم مقولة ( كذب المنجمون و لو صدقوا) ، و يجد الكثير من ضباط الشرطة الحرج في الاستعانة بهم بالعلن ، لهذا يكون هذا التعاون سري و لا يتم التحدث به أمام وسائل الإعلام ، و يقتصر عمل هولاء الوسطاء الروحيون على مساعدة الناس و لا يتقاضون أي مقابل لقاء عملهم هذا.
بقلم : حسين سالم عبشل
ك ا ب و س
القضايا الاكثر غرابة في عالم الوساطة الروحية ؟
عالم الأرواح و الأشباح يحيط بنا من كل جانب و مع هذا لم يستطع احد أن يسبر أغواره الغامضة سوى القليل من الأشخاص و يُطلق عليهم لقب الوسطاء الروحيين ، و الوسيط الروحي هو الشخص الذي يدعي قدرته على التواصل مع أرواح و أشباح الموتى و ينقل رسائلهم إلى أقاربهم من الأحياء ، و قد تحمل هذه الرسائل إشارات تبعث الاطمئنان في قلوب أقارب الميت ، و ربما حملت نذر شؤم بحصول كوارث ، أو قد تخبرهم عن من قام بالغدر بهم و قتلهم عندما كانوا على قيد الحياة .
و قد تمت الكتابة بموقع كابوس عن الأشباح التي ساعدت في كشف لغز مقتلها مثل شبح السيدة زونا هيستر شو و شبح السيدة تريسيتا باسا ، و قد تناولت الكثير من الأفلام و المسلسلات موضوع الأشباح و الوسطاء الروحيين و لعل من أشهر هذه المسلسلات هو المسلسل الأمريكي الشبح الهامس (ghost whisperer) الذي تم إنتاجه في سبتمبر عام 2005م من بطولة الممثلة الأمريكية جينيفر لف هيويت التي تقوم بدور شخصية فتاة تُدعى ميليندا جوردن التي تستطيع رؤية أشباح الأموات و الحديث معهم و من خلالها تمر بمغامرات لتوصل تلك الرسائل لأقاربهم و ربما ساعدت الشرطة في كشف من قام بقتلهم ..
و هنا يبقى السؤال : هل من الممكن أن يساعد هؤلاء الوسطاء الروحيون في مساعدة الشرطة للكشف عن المجرمين و إيجاد المفقودين الذين يأس أهلهم من الوصول إليهم ؟ في هذا المقال سوف أتطرق لجرائم قتل و حوادث فقدان لأشخاص ساهم الوسطاء الروحيون في مساعدة الشرطة في حلها . و من أشهر تلك القضايا هي جريمة قتل اشلي هولي ، و هي فتاة في العشرين من عمرها كانت تعمل في ملهى ليلي كراقصة تعري في مدينة كولومبوس عاصمة ولاية أوهايو الأمريكية ، في مساء 16 يونيو عام 2004م لم تعد اشلي لمنزلها مما سبب القلق لأسرتها التي انتظرت 48 ساعة حتى يتم البلاغ بشكل رسمي في مركز الشرطة ، و أثناء ذلك حاول والديها الاتصال بالأهل و الأصدقاء لعلها ذهبت إليهم أو لعلهم يحصلوا على أي معلومة عنها و لكن دون جدوى .
صورة الضحية اشلي هولي ؟
و أثناء التحقيقات اشتبهت الشرطة بصديق اشلي الحميم روبرت ماك مايكل ، حيث أن اشلي كانت قد قدمت بلاغ ضده للشرطة تتهمه فيه انه هددها بالقتل و اعتدى عليها بالضرب ، و لكنها سحبت بلاغها بعد ذلك و عادت العلاقة بينهما ، و بعد تفتيش منزل روبرت أخلت الشرطة سبيله لعدم توفر الأدلة ضده ، و قد قامت أسرة اشلي بوضع مكافئة و قدرها 100 ألف دولار لمن يقدم معلومات عن ابنتهم المفقودة و مع هذا لم تظهر أي مستجدات بالقضية و تمر الشهور و السنين و يكسو الغبار ملف القضية ، حتى تتلقى الشرطة اتصال من سيدة تدعى كريستي روبينت أخبرت الشرطة أن اشلي قد قُتلت و أنها تعرف المكان التي دفنت به الجثة ، و عندما سألها رجل الشرطة عن علاقتها بالقضية و كيف عرفت تلك المعلومات ؟ أجابت كريستي أنها رأت كل هذا في أحلامها ، في البداية لم يصدقها ضابط الشرطة و اكتفى بإعطائها رقم هاتف أسرة الفتاة المفقودة لكي تتواصل معهم ، و بالفعل تواصلت كريستي روبينت مع أسرة الفتاة المفقودة و أخذت عنوانهم ، ثم انطلقت بسيارتها من مدينة ديترويت في ولاية مشيجان الأمريكية حتى وصلت إلى مدينة كولومبوس ، و هناك التقت بأسرة اشلي هولي و أخبرتهم بقصتها العجيبة ..
قالت كريستي : أنها كانت نائمة على سريرها و بينما كانت تحلم قاطع حلمها شبح لفتاة في العشرين من عمرها ، كانت تلك الفتاة شفافة جداً و لونها رمادي و قد طلبت منها أن تخبر أبيها و أمها أنها قُتلت ، و قد حددت لها مكان جثتها بالضبط و بالرغم من ذلك لم تذكر لها أسمها ، و بعد أن قامت كريستي بالبحث عن طريق الانترنت وجدت صورة أشلي هولي و تعرفت عليها ، و بهذا تم فتح قضية أشلي من جديد و تحركت دورية من الشرطة مع عدد من الكلاب المدربة للبحث عن جثة اشلي و قد رافقت الدورية السيدة كريستي حيث كانت تقود فريق البحث خلال الغابة و كأنها تعرف الطريق بتفاصيله رغم أنها لم تزر هذه المدينة من قبل .
صورة الوسيطة الروحية كريستي روبينت ؟
و بعد ساعات من البحث وصل الفريق إلى أرض تحيط بها الحواجز الشائكة و التي اتضح أنها تخص أسرة الفتى روبرت ماك مايكل المتهم السابق بقتل اشلي ، و رغم إصرار كريستي على البحث في تلك الأرض و تأكيدها أن جثة أشلي مدفونة هناك إلا أن الشرطة رفضت مواصلة البحث بحجة أن الأرض ملك لتلك الأسرة و يُعتبر التفتيش بدون رخصة تعدي على الملكية الخاصة و أن استصدار أمر تفتيش من اجل شبح رأته في منامها يُعتبر أمر سخيف جداً .
عادت كريستي لمنزلها خائبة الأمل و قد ودعت تلك العائلة الحزينة على فقدان ابنتها ، و بعد مرور أشهر قليلة على هذه الزيارة ظهرت تطورات جديدة بهذه القضية ، حيث اعتقلت الشرطة روبرت ماك مايكل بتهمة قتل والدته باربرة ماك ميكال 49 سنة و صديقها جراي بارتي 43 سنة ، و بعد التحقيقات تبين أن روبرت خنق والدته حتى ماتت ثم استطاع استدراج صديقها إلى المنزل و هشم رأسه بالرفش ( المجرفة ) ، و حاول تنظيف أثار الجريمة لكنه ترك أثار من الدماء ، ثم سرق من المنزل بعض الأغراض و هرب بسيارة جراي و رهن تلك الأغراض مقابل 130 دولار ، و نتيجة لشهادة الشهود و الأدلة من مسرحة الجريمة فقد كانت فرصة روبرت بالإفلات من الجريمة ضئيلة جداً . و لهذا قرر أن يتعاون مع المحققين و يخبرهم بأمور تخص قضية اختفاء أشلي هولي و طلب في المقابل أن يتم تخفيف العقوبة عنه ، و عندما وافق المحققون على طلبه ، اعترف لهم انه هو من قام بقتل الشابة اشلي هولي و قد دفنها في فناء منزله ، و عندما توجهت الشرطة لذلك المكان وجدوا جثتها فعلاً و قد تم دفنها و وضع مزيج من الاسمنت عليها و الذي شكل عازل للروائح و هذا ما جعل الكلاب عاجزة عن تتبع رائحة الجثة المتحللة .
القاتل روبرت ماك ميكال ؟
و الغريب بالأمر أن مكان دفن جثة أشلي هو نفس المكان الذي تنبأت الوسيطة الروحانية كريستي روبينت بوجود الجثة فيه و لكن لشرطة كانت قد رفضت مواصلة البحث بذلك الوقت ، و في شهر يوليو من عام 2008 م ابتدأت محاكمة القاتل روبرت و بعد عدة جلسات حكمت عليه المحكمة بالسجن المؤبد من دون فرصة للعفو عقاباً له على جرائم القتل الثلاث ، و بعد هذا الحكم صرحت كريستا أخت أشلي أنها سعيدة بهذا الحكم الذي ربما يجعل روح أختها تجد الراحة و الخلاص ، و قد أعربت عن حزنها على أمها التي توفيت قبل عام دون أن تعرف مصير ابنتها ، لهذا قررت أن يتم حرق جثة أختها و وضعها بجانب قبر أمها ، فهي لا تريد أن يتم دفن أختها مرتين.
قضية آشلي هولي رغم غرابتها إلا أنها ليست الوحيدة , فهناك قضايا أخرى ساعد وسطاء روحيون في فك ألغازها , وتعد قضية اختطاف و قتل الممرضة الشابة ميلاني اوريب واحدة من أغرب تلك القضايا . ابتدأت القصة عندما غادرت الممرضة ميلاني اوريب مستشفى باكويما في مدينة لوس انجلوس بعدما انتهت من عملها يوم 15 من ديسمبر عام 1980م .
صورة للضحية ميلاني اوريب ؟
ميلاني لم تحضر للمستشفى في اليوم التالي ، ولا الذي بعده ، فحاولت إدارة المستشفى الاتصال بمنزلها لأنها لم تعد للعمل ، لكن أحداً لم يجب على الهاتف ، و لأن ميلاني كانت مطلقة و لها طفل عمره 8 سنوات أعتقد الجميع أنها ربما تركته عند احدهم ريثما تعود من العمل ، و مع تكرار تجاهل الاتصال زادت الشكوك عند زملائها في العمل عن سبب غيابها كونها معروفة بالتزامها بمواعيد العمل ، و عندها تم إبلاغ الشرطة عن فقدانها ، و فوراً تحركت دوريات الشرطة للبحث عنها ، و قد وجدت الشرطة شاحنتها متوقفة على طريق بضواحي المدينة و هي شبة محترقة و بها زي التمريض التي كانت ترتديه ميلاني ، و بسبب الحريق فقد ضاعت أي فرصة بالعثور على بصمات أو أدلة تقود الشرطة لمكانها .
و قد تحدث شهود عيان أنهم رأوا ثلاثة أشخاص ملثمين يعتدوا على فتاة قبل أن يختطفوها إلى جهة مجهولة ، و بينما كانت خيوط القضية تزداد تعقيداً و تشابكاً فأن حلها كان يقبع في احد المكاتب الراقية لأحد الشركات المختصة بمجال علم الفضاء ، و بينما كانت السيدة أيتا سميث تستمتع بشرب قهوتها في مكتبها و هي تستمع لألحان المذياع ، قاطع انسجامها هذا الخبر المزعج ، فقد أعلنت الشرطة عن فقدان فتاه تعمل ممرضة في مستشفى المدينة في الثلاثين من عمرها ، لها ملامح قوقازية و لون شعرها اسود ، و على من يملك أي معلومة حول اختفاءها عليه أخبار الشرطة و له جائزة قيمة ، و بعد سماعها لهذا الخبر بدأت أحلام اليقظة تطاردها و رغم انهماكها بالعمل إلا أن تلك الرؤى لم تدعها و شأنها و صارت ترى بوضوح مكان جثة ميلاني اوريب ، و لهذا قررت الذهاب فوراً و إبلاغ الشرطة ، و هناك استقبلها ضابط الشرطة استقبال باهت جداً و بدلاً من سماع كلامها كان مشغولاً بتصفح الأوراق التي أمامه ، و زاد تجاهله لها عندما استمع منها حديثها عن تلك الرؤى التي انتابتها بعد سماعها لتلك الأخبار ، و لهذا قررت ايتا العودة لمنزلها .
الوسيطة الروحية ايتا سميث ؟
لكن تلك الأحلام ظلت تلاحقها و تزداد تفاصيلها شيئاً فشيئاً و أصبحت ترى المنطقة المحيطة بالجثة ، فقد رأت الجثة مرمية بين الأعشاب في ذلك الوادي الضيق ، حتى أنها رأت ذلك الطريق الترابي المؤدي إلى ذلك المكان ، و لهذا قررت ايتا أن تذهب برحلة للبحث عن الفتاة المفقودة و قد أخذت معها ابنتها و بعض من أفراد أسرتها و انطلقت بسيارتها دون أن تعرف إلى أين تذهب ، كل ما كانت تملكه من معلومات هي تلك الرؤى التي كانت تزداد وضوحاً و الصداع الذي يزداد حدة كلما اقتربت ايتا من وجهتها .
و عندما وصلت لوادي سان فيرناندو أبطئت من سرعة السيارة و بدأت بالبحث من حولها لأنها عرفت أنها وصلت للمكان المطلوب ، و عندما اقتربت من حافة وادي لوبيز الضيق وجدت أثار عجلات سيارة ، شعرت ايتا أن هذه الآثار لها علاقة بما جاءت تبحث عنه ، لهذا ترجلت من سيارتها و نزلت بضع خطوات بهذا الوادي و أول ما شاهدته بالأسفل و لفت انتباهها هو حذاء ابيض بين الأعشاب و عندما اقتربت منه وجدت جثة الفتاة ميلاني عارية من الملابس و لا ترتدي إلا ذلك الحذاء الأبيض .
قامت ايتا بالاتصال بالشرطة لتخبرهم أنها عثرت على جثة الفتاة المفقودة ، بعدما أخذت الشرطة الجثة للمشرحة تم استدعاء ايتا سميث لمركز الشرطة للتحقيق معها ، و أثناء التحقيق أخبرت ايتا المحققين أنها وجدت الجثة بعدما رأتها بأحلام اليقظة و هو الأمر الذي أثار سخط المحققين و جعلهم يتهموها بقتل ميلاني اوريب أو ربما تعرف الفاعل .
و أثناء التحقيق تم اختبار ايتا عبر جهاز كشف الكذب و بسبب توتر ايتا الشديد بسبب ما مرت به من مغامرة فقد كانت نتائج الجهاز سيئة للغاية و لهذا اتهمت الشرطة ايتا بشكل رسمي و أرسلت إلى السجن في انتظار محاكمتها ، و أثناء ذلك تلقت الشرطة بلاغ يخبرهم أنه هناك رجل مخمور يتحدث عن جريمة قتل ميلاني اوريب و يتفاخر أنه هو من قتلها ، و فوراً توجهت الشرطة إلى ذلك الملهى و اعتقلته ، و أثناء التحقيق اعترف لويس مورجان أنه و شابين آخرين أحدهم أسمه سبينسر نيلسون ، قاموا بالترصد للممرضة ميلاني اوريب أثناء وقوفها في انتظار إشارة المرور و هجموا عليها و استطاعوا إفقادها وعيها بكتم أنفاسها ثم الانتقال بها بواسطة شاحنتها إلى ذلك الوادي الذي يبعد حوالي 15 ميل شمال المدينة حيث جردوها من ملابسها و اغتصبوها الواحد تلو الأخر و لم يرحموها رغم صرخاتها و توسلاتها بأن يتركوها على قيد الحياة ، فبعد أن اشبعوا شهواتهم الشيطانية قام احدهم بتهشيم رأسها بصخرة كبيرة ثم هربوا من مسرح الجريمة و قبل دخولهم للمدينة احرقوا الشاحنة بالطريق حتى لا ينكشف أمرهم .
استطاعت الشرطة اعتقال المجرمين الآخرين و حكمت المحكمة على كلاً من لويس و سبينسر بالسجن المؤبد أما المتهم الثالث فقد تم تخفيف الحكم عليه بسبب أنه لم يبلغ السن القانونية ، أما ايتا سميت فقد أُطلق سراحها من السجن في 21 ديسمبر و بعدها قامت ايتا سميث برفع دعوى قضائية على مركز الشرطة لتعويضها على الأضرار التي لحقت بها بسبب الاعتقال الخاطئ و قد ربحت القضية.
صورة سلفيستر تونيت ؟
ليس بالضرورة أن تكون القضية جنائية كقضايا القتل و الاختطاف ، فربما كانت فقدان لأشخاص و لم تتمكن السلطات و الشرطة من العثور عليهم ، ففي الولايات المتحدة الأمريكية قد تلفت نظرك الكثير من الملصقات التي تحمل صور لفتيان و فتيات مفقودين و تحت الصور توجد أرقام الهواتف للاتصال بأهاليهم في حال كانت هناك معلومات بشأنهم ، و من بين المفقودين ذلك العجوز المتقاعد ذو 78 سنة و يُدعى سلفيستر تونيت ، الذي خرج ذات يوم للتنزة في يوم شتوي من عام 1988م في ضواحي مدينة مونروفيل بولاية بنسلفانيا الأمريكية ، و غابت شمس ذلك اليوم و لم يعد سلفستر لمنزله مما أثار قلق أولاده الذين بحثوا عنه بضواحي و مستشفيات المدينة دون جدوى ، و بعد أنهم استعانوا بالشرطة للبحث عنه ، و تم تمشيط المنطقة و أجزاء من الغابة بواسطة الكلاب البوليسية المدربة و مع هذا فشلت عمليات البحث ، مما جعل أسرة سلفستر تعتقد انه ربما تعرض لاعتداء أو اختطاف بغرض طلب فدية .
صورة الوسيطة الروحية نانسي ماير ؟
وبعد مرور شهر على فقدان سلفيستر تونيت و يأسهم من العثور عليه ، قرر أولاده الاستعانة بوسيط روحي ، و بعد سماعهم عن نانسي ماير تلك المرأة غريبة الأطوار التي تدعي أن لها قدرة خارقة على معرفة المجهول ، ذهبت أسرة سلفيستر لمقابلتها و قد احضروا معهم بعض الأغراض التي تخصه ، و بعد جلسة تأمل طويلة أخبرتهم نانسي أن العجوز سلفستر قد توفي في الغابة بعد أن ضل طريقة فيها و انه شعر بالارتباك و الضياع و جعله يتعمق بين أشجارها دون أن يجد طريقه للعودة و نتيجة للإرهاق و الفزع توقف قلبه ، و قد أخبرتهم أن الشرطة تبحث في المكان الخطاء و حددت لهم مكان جثة سلفستر على الخريطة .
و قررت ناسي أن تذهب مع فريق الشرطة للبحث عنه بعد أن ارتدت قبعتها الصوفية ، و لكن الطقس كان سيء للغاية و الطريق كان شديد الوعورة و أغصان الأشجار كانت كثيفة مما أبطئ من بحثهم ، و مع مرور الوقت بدأت الشمس بالمغيب و لأنهم بالغابة فقد حل الظلام بسرعة و لهذا قرروا الانسحاب و استكمال البحث في اليوم التالي ، و قد تمكنت الشرطة بالفعل من العثور على سلفستر و قد أتكئ على جذع أحد الأشجار ممسكاً بصدره ، مما يدل على أنه توفي بسبب الإرهاق و القلق ، الغريب بالأمر أن مكان العثور على الجثة لا يبعد سوى 150 ياردة فقط عن المكان التي أشارت إليه نانسي ماير ، و قد صرح الضابط ويل جرين واي أنه لولا مساعدة الوسيطة الروحية نانسي ماير لما تمكنت الشرطة من العثور على جثة سلفيستر تونيت.
ملاحظة
بالرغم من نجاح الوسطاء الروحيون في حل بعض القضايا الجنائية ، لكن تبقى نسبة نجاحهم لا تتجاوز العشرة بالمائة و قد أخفقوا في الكثير من القضايا و تنطبق عليهم مقولة ( كذب المنجمون و لو صدقوا) ، و يجد الكثير من ضباط الشرطة الحرج في الاستعانة بهم بالعلن ، لهذا يكون هذا التعاون سري و لا يتم التحدث به أمام وسائل الإعلام ، و يقتصر عمل هولاء الوسطاء الروحيون على مساعدة الناس و لا يتقاضون أي مقابل لقاء عملهم هذا.
بقلم : حسين سالم عبشل
ك ا ب و س