يقال إنه في إحدى الجزر البعيدة في البحار النائية , كانت توجد مملكة تحكمها النساء من الفتيات الحسان , ولم يكن يعرفن الرجال .
وكان يوجد شاب مغامر مسافر لايهاب البحر , وكان عازما ان يستكشف العالم . وفي احدى المرات بينما هو يجري جولة من جولاته الاستكشافية , هبت رياح عاصفة قادته الى تلك الجزيرة الفاتنة , ووقع اسيرا بيد تلك النساء الفاتنات . فتصارعن عليه وفازت اقواهن به واستحوذت عليه ..فاشتكت سائر النساء للملكة , فحكمت بان حرية الاختيار يجب ان يترك للفتى , والتي يرضى بها ويختارها هي من تكون زوجة له .
فرضي الشاب اول الامر بتلك المرأة القوية , لكنه اكتشف ان غيرها اجمل منها بكثير , وحين يقيس جمالها بهن تبدو كأنها قبيحة دميمة في نظره , وكانت ذا مستوى عادي من الذكاء والحنان .
فرجع للملكة شاكيا اليها من قبح ودمامة زوجته , فخيرته الملكه بين النساء ليختار , فاختار اجملهن , حيث اسرت قلبه واستحوذت عليه من النظرة الاولى , كما قال رياض أحمد : عيونها عيون غزلان صد ليا ورماني ..
و كما قال الاخر :
وَجاؤوا إلَيه بالتعاويذِ والرُّقى، ... وصَبّوا عليه الماءَ من ألم النُّكسِ.
وقالوا بهِ مِن أعينِ الجِنّ نظرَةٌ، ... ولَوْ عقلوا قالوا: به أعين الإنسِ.
لكن فاتنتنا الجميلة كانت في غاية الجهل والبلادة والغباء , وان كانت بمستوى عادي من صحة الجسم وقوته , اومن حبها وحنانها لزوجها , ولم يكد ينقضي شهر العسل , حتى رجع الشاب للملكة شاكيا لها جهل زوجته وغباءها وانها لاتكاد تجيد شيئا .
فخيرته الملكة ان يختار غيرها , ونوى الشاب في نفسه انه سيختار اشدهن ذكاءا وارجحهن عقلا , وهكذا كان . لكن عروستنا الذكية كانت في غاية القسوة والجفاء , وان كانت في مستوى عادي من الجمال وقوة الجسم وصحته .
ولم يطق ان يقضي معها شهر العسل بالتي هي احسن , حتى رجع للملكة وهو في حالة يرثى لها من الحزن والكآبة الشديدة , واشتكى للملكة قسوة زوجته وجفاءها وغلظة قلبها , فخيرته الملكة بان يختار غيرها , ونوى الشاب في نفسه انه سيختار , ارقهن قلبا واكثرهن عطفا وحنانا وحبا (وجعلنا بينكم مودة ورحمة) وهكذا كان , فقد وجدها واختارها وان كانت ذات مستوى عادي من الجمال والذكاء .
لكنه وجدها في غاية الضعف والاجهاد , فلاتكاد تقوى على عمل , و مع هذا فانه رضي بان يخدمها هو ويتحمل اعباء المعيشة ومشقتها عن طيب خاطر, وهي تجلس في البيت خاتونة , وهو يكون مثل العبد لها يخدمها طول عمره , كما قال ناظم الغزالي : وارضى عبد مملوك خليني يمج ..
الرحمن على العرش استوى
سعادة الانسان وراحته في هذه الحياة لاتكون لابالقوة والسلطة ولابالاموال والاملاك ولابالعقل والعلم وحده لكن اصل سعادة الانسان ينبع من محبته لغيره ومحبة الاخرين له .
وان اردنا ان نعرف احدا من الناس كائنا من كان هل هو ولي الله ام ولي ابليس , فننظر الى مدى محبته لخلق الله وعطفه عليهم ورأفته بهم , فامام الاولياء ورئيسهم يصفه الحق تعالى انه بالمؤمنين رؤوف رحيم , وقبل هذا وصف الحق سبحانه بانه كتب على نفسه الرحمة وليس القوة والبطش او الغضب والقهر ..
ولي الله الاعظم تجسيد ل : بسم الله الرحمن الرحيم
كل قول قبل ان يتلفظه يراجعها في نفسه هل هي رحمة ام قسوة
كذلك قبل ان يتحرك اي حركة او يتصرف اي تصرف .
وحين سأل المسيح عليه السلام عن اعظم مافي الناموس (التوراة) قال :
احبب قريبك كحبك لنفسك .
اننا كل يوم نقرأ في صلاتنا سورة الحمد كذا مرة ,والتي لايكتمل صلاة عبد الا بقرائتها , ولكني متيقن ان اكثرية الناس لايفهون السر والحكمة من وراء قراءتهم ل (أم الكتاب)
سورة الحمد تشبه دائرة , تدور كواكبها حول نقطة مركزيه قطبية
قطب الدرائرة هو (الرحمن الرحيم)
ذلك لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد