مختلفتين و متناقضتين عند باب اكبر مركز روحي في البلاد..
امره أن يرسم صوره ملاك و مقابلها صوره الشيطان لرصد الاختلاف بين الفضيله و الرذيله...فقام الرسام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور
..وعثر على طفل بريء وجميل تطل السكينة من وجهه الأبيض المستدير وتغرق عيناه في بحر من السعادة و بعد شهر أصبح الرسم جاهزا و مبهرا للناس...و كانت اروع لوحة بحق في زمانه
و بدأ الرسام في البحث عن شخص يستوحي منه وجه صوره الشيطان
.. بحث كثيراً..و طال بحثه لأكثر من عشرين عاما..و خشي الحاكم ان يموت الرسام قبل ان يستكمل التحفه التاريخية لذلك أعلن عن جائزة كبرى ستمنح لأكثر الوجوه إثارة للرعب
و قد زار الفنان السجون و العيادات النفسية و الحانات .و أماكن المجرمين
لكنهم جميعا ً كانوا بشرا ًو ليسوا شياطين..
و ذات مره عثر الفنان فجأة على(الشيطان!)...و كان عبارة عن رجل سيء يبتلع زجاجه خمر في زاوية ضيقه داخل حانه ...كان قبيح المنظر ..كريه الرائحة ..و كان عديم الروح و لا يأبه بشيء ويتكلم بصوت عال ٍو فمه خال من الأسنان
جلس الرسام أمام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً إليها ملامح ( الشيطان !)...و ذات يوم التفت الفنان الى الشيطان الجالس أمامه و إذا بدمعه تنزل على خده فاستغرب الموضوع
و سأله إذا كان يريد أن يدخن أو يحتسي الخمر!
فأجابه بصوت اقرب الى البكاء المختنق :
(أنت يا سيدي زرتني منذ أكثر من عشرين عاما حين كنت طفلا صغيرا
و استلهمت من وجهي صوره الملائكة وأنت اليوم تستلهم مني صوره الشيطان ..لقد غيرتني الأيام و الليالي حتى أصبحت نقيض ذاتي )
إن الله خلقنا جميعا حنفاء طاهرين على الفطرة ولكن نحن من يغير ويشوه الصورة الأصلية لنبدو كالشياطين!