ماء الملام :
جاء رجل إلى الشاعر أبي تمام وهو يحمل وعاء بيده
وقال له : أعطني قليلاً من ( ماء الملام ) الذي جاء في قولك :
لا تسقني ماء الملام فإنني : صب قد استعذبت ماء بكائي
فرد عليه أبو تمام قائلاً : هل قرأت قوله تعالى : (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) ؟
قال : نعم
فقال أبو تمام : إذن والله لا أعطيك ماء الملام حتى تأتيني بريشة من جناح الذل !!!!.
.................... .......
أثقب اللؤلؤ :
دخل بشار بن برد على المهدي, وكان في مجلسه خاله يزيد بن منصور الحميري ,
فأنشده قصيدة يمدحه فيها,
فلما فرغ من إلقائها سأله خال الخليفة:
- ما صناعتك أيها الشيخ ؟
فأجابه بشار وقد أحب ممازحته:
-أثقب اللؤلؤ.
فقال له المهدي:
- ويحك أتهزأ بخالي!؟
فقال بشار:
- يا أمير المؤمنين ماذا تريد أن يكون ردي على امرئ يراني شيخاً أعمى أنشد المديح من الشعر ويسألني عن صناعتي ؟!
فأعجب المهدي بجوابه وأجازه .
.................... .................... ........
حلم :
جاء أعرابي إلى المأمون وأنشده قائلا :
إنـي رأيتـك فـي منامـي سـيـدي : يا ابن الكرام على الجواد السابـق
فكسوتنـي حلـلا لطائـف حسنهـا : يزهو على حسن الكميت اللاحق
فقال المأمون : أعطوه حللاً وفرسا ,
فقال :
وأجزتنـي بخريـطـة ممـلـوءة : ذهبا وأخرى باللجين الفائق
وحبوتـنـي بـركـوبـة نـجـديـة : سوداء تنهض بالغـلام الآبـق
فأمر له بناقة نجدية سوداء وغلام وأربعمائة دينار ,
ثم قال له :
إياك أيها الأعرابي أن ترى مثل هذا المنام مرة أخرى
فإنك لن تجد امرأ يعبره ويفسره لك
.................... .................... ............
حكمة حمال :
استأجر رجل من العلماء حمالاً ليحمل له قفصاً فيه قوارير على أن يعلمه ثلاث خصال ينتفع بها،
فلما بلغ ثلث الطريق قال:
من قال لك أن الجوع خير من الشبع فلا تصدقه،
ـ قال: نعم.
فلما بلغ نصف الطريق قال:
ـ هات الثانية
ـ فقال: من قال لك أن المشي خير من الركوب فلا تصدقه،
قال: نعم
فلما انتهى إلي باب الدار قال:
ـ هات الثالثة
ـ فقال: من قال لك أنه وجد حمالاً أرخص منك فلا تصدقه.
فلما رأى الحمال أنه لم ينتفع بحكم الرجل توجه إليه قائلا:
هل تريد أن أعلمك خصلة تزيد بها علمك
ـ قال الرجل: نعم
فرمى الحمال بالقفص على الأرض وقال:
ـ من قال لك أنه بقي في القفص قارورة واحدة لم تكسر فلا تصدقه.
.................... .................... .................... ......
مزينة التيس :
يُروى أن قبيلة مزينة أسرت ثابتاً أبا حسان الأنصاري
وقالوا: لا نأخذ فِداءَهُ إلا تيساً.
فَغَضِبَ قَومُهُ وقالوا : والله لا نَفعلُ .
فأرسلَ إليهِم أنْ أعطوهُم ما طلبوا.
فلما جاؤوا بالتيسِ قال ثابت : أعطوهم أخاهم وخذوا أخاكم.
فَسُمّوا مزينة التيس، وصار لهم لقباً.
.................... .................... ..
أصبت في صمتك :
كان رجلٌ يجلِسُ إلى جِوارِ القاضي أبي يوسُف فَيُطيلُ الصَّمتَ،
فقال له أبو يوسُف : ألا تتكلم؟
قال : بلى، متى يُفطِرُ الصائمُ؟
قال أبو يوسف : إذا غابت الشمس.
قال : فإنْ لَم تَغِبْ إلى نصفِ الليلِ؟
فضَحِكَ أبو يوسف، وقال : أَصَبتَ في صَمتِك، وأَخطأتُ في استدعائي لِنُطقِكَ.
.................... .................... ..............
الباز والعصفور :
ظفر المأمون برجل كان يطلبه فلما أدخل عليه قال له :
يا عدو الله أنت الذي تفسد في الأرض بغير الحق يا غلام خذه فاقتله
فقال : يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تستبقيني حتى أؤيدك فافعل
قال : لا سبيل إلى ذلك
فقال : يا أمير المؤمنين فدعني أنشدك أبياتاً .
قال : هات ما عندك
فأنشده :
زَعَموا بأن البازَ علقَ مرةً : عصفورَ برٍ ساقَه المقدورُ
فتكلمَ العصفورُ تحتَ جناحِه : والبازُ منقضٌ عليه يطيرُ
إني لمثلك لا أتمم لقمة : ولئن أكلتُ فإِنني لحقيرُ
فتبسم البازُ المُدِلُّ بنفسِه : كَرَماً وأطلق ذلك العصفورُ
فقال له المأمون :
أحسنت ، ما جرى ذلك على لسانك إلا لبقية بقيت من عمرك .
ثم أطلقه وخلع عليه ووصله .