يأخذ ذلك الخادم المطلوب ويوضع اسمه بالمركب العددي ويجمع أعداد تلك الحروف التي وضعت بالمركب العددى وتوضع في مربع من طابع مناسب لذلك الخادم وتؤخذ تلك الحروف وتسقط مكررها وتكسر ويؤخذ موازينه وتوضع إحداها حرفية وتنظم قسما بعد التكسير والأعوان كالأعوان البشرية ولننبه على تحرير لابد منه ذلك أن نظم الأعوان مطلقا لا يزيد على ستة أحرف فغن زادت على ستة أحرف الى التسعة حفظ الباقي ونظم على حدته ويضاف الآخذ بناصية ذلك الخادم الى القسم الذي يقسم به عليه الطالب ويدخل الطالب الى الخلوة كما تقدم من اجتناب الحيوانات وما تولد منها وإطلاق البخور الكندر لا غير وتلاوة القسم في كل يوم ثلاثا وستين مرة مثلثا : اعني في كل ثلث من النهار إحدى وعشرين مرة وكذلك في الليل والمدة في استخدام الخدام أربعة عشر يوما فانه يدخل على الطالب في الليلة الرابعة عشر ويظهر له فلا يقوم الطالب من مكانه بل يثبت وينظر ماذا يقول له فانه يقول له يا ابن آدم مالك والجن وما تريد منهم فيقول ايها الخادم أريدك عونا لي في كل اريد منك وإحضار أهل دولتك وأولادك ومن أريده منك (وماعدا هذه التحفة ) وما ذكر الا بالتبعية لها فتلقوا الحكمة بآذان واعية وافهام صافية وصدور واسعة وقلوب مثيرة واجعلوا محلها بين جنبييكم وضئوا بها على عوامكم خصوصا وعلى خواصكم عموما فمن ابدى منها شيئا لغير أهلها فليس من الحكمة في شيء فأكثروا من التفكير فيها وفيما ينتج منها بل اجعلوا نتائجها مصورة في أذهانكم لتستحقوا بذلك وجود تأثير أسرارها فأبدى هذا الحكيم غرائب في هذا الفن وأصولا لم يذكرها غيره من الحكماء الا مرموزا مغلوقا وهذا الحكيم يسمى ناصح الإخوان وإنما ذكرت كلامه هنا لأجل ماوضعت هذه التحفة له من احكام نظم الأعوان والاقسام وقد ذكر أن ذلك لا يكون الا من اسم المطلوب إذا ركب بالمركب الحرفى واسقط مكرره وكسر ولم يثبت محرجه ونظمه طولا كأخذ موازين العمل (ونبه أنه قد يتكرر في النظم حرف واحد) ولا يجوز نظم حرف واحد مكرر لا في الأعوان ولا في القسم فتوزع تلك الحروف كل في وتره العرضي ويوضع في ذلك الحرف مكانه ولا بأس أن يوزع في أي وتر شاء وإذا أضيف إلى الأعوان لفظة اييل وكان في آخر النظم ألف حولت الى أول الاسم فان كان في أوله ألف جعلت في أثنائه إن أمكن وإلا أبدلت بله فعلى ذلك أفلاطون ونقله عن اسياط هرمس الهرامسة وكذلك تفعل بما نظم من الاصل وهو القسم
وقال بعض الحكماء:لا يزاد القسم في نظمه على ستة أحرف والأعوان على سبعة أحرف وليس بشرط أن تنظم كل سطر طولى اسم عون بل إن كان نصف السطر أو ثلثه أو غير ذلك من أجزائه جاز وكمل الباني ممايليه في النظم كما يفعل بحروف الأصل التي ينظم منها القسم فإنه لايلزم ان يكون آخر السطر موافقا في النظم لآخر الاسم فيكمل من الذي بعده واما ماذكره بعض الحكماء من أن تأخذ أعداد تلك الحروف وتستنطق فتكون اسما فقال فيه صاحب المنثور ان من شع وهو سيط من اسياط هرمس عليه السلام ذكر ذلك عند نظم الاعوان والقسم بعد أن ذكر الذي تقدم فقال ونجمع ما اجتمع من توليد المطلوب من مركبه الحرفى وينظم طولا مخالفا لجهة نظم الأصل وتوزع ماعاد من تلك الحروف كل في وتره وتبدل بما وزع مكانه وذلك جالر في الاصول المتولدة وان جمعت أعداد كل اسم قبل الأضافة واستنطق كالمستكعبات كان ذلك جامعا لسر الاعداد وخواص الحروف ولم أر أحد تكلم على ذلك بدليل عن هرمس وغيره ورأيت في كتب اهل الهند ما يدل على ذلك