الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

اصناف متعددة للهستيريا

علم الباراسيكولوجيا و عالم الجن والإنس

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    أنواع متعددة للهستيريا

    يمكن أن تصيب الهستيريا شخصاً واحداً ويمكن أن تصيب مجموعة كبيرة فيقال عنها هستيريا جماعية
    والهستريا الجماعية أحياناً هي رد فعل عن القلق أو الخوف
    والهستيريا هي مرض ينعكس على الجسد والنفسية و تعرف أيضاً بأنها ظهور كمية من العواطف و الانفعالات لا نستطيع السيطرة عليها
    والتعريف بشكل واضح أنها اضطراب له أعراض نفسية وجسدية أي يكون المريض في حالة شبه الوعي والهلوسات الانفجارات الانفعالية من البكاء أو الصراخ وأحياناً تكون أمام الآخرين
    وسنتكلم عن الهستيريا الجماعية ونذكر أغرب حالات الهستيريا الجماعية قديماً أو حديثاً

    هستيريا الرقص الوبائي
    هل يمكن للرقص أن يتحول إلى وباء ؟!

    مؤرخو أوروبا العصور الوسطى ذكروا عدة حالات عما عرف بأسم "الرقص الوبائي" , أشهرها وأكثرها توثيقا هي تلك التي وقعت عام 1518 . القصة كلها بدأت بامرأة تدعى السيدة تروفيا , أخذت ترقص فجأة في أحد شوارع مدينة ستراسبوغ الواقعة في إقليم الالزاس بشمال فرنسا وسرعان ما أنضم إليها أناس آخرون .

    الغريب في هذا الرقص أنه كان من دون دعوة ولا داعي , ومن دون غناء ولا موسيقى .. ومع هذا , ومع كل ساعة تمر , كان المزيد والمزيد من الناس ينضمون إلى السيدة تروفيا في رقصها المحموم حتى حدثت ضجة كبرى في المدينة .

    الأعجب من ذلك أن هؤلاء الراقصون من الرجال والنساء استمروا بالرقص من دون أي توقف لساعات وساعات , ليل ونهار , ولأيام متوالية .. إلى درجة أن البعض منهم خر مغشيا عليه من شدة الإنهاك والتعب , ومات قسم منهم لتعرضهم لأزمات قلبية قاتلة.

    السيدة تروفيا توقفت بعد ستة أيام كاملة ومتواصلة من الرقص , لكن ذلك لم يعني نهاية الوباء , إذ كان هناك الآن مئات الأشخاص يرقصون بشكل جنوني في شوارع المدينة.

    رجال الدين وأهل الحل والعقد في المدينة تكلموا باستفاضة مع الراقصين , حاولوا أقناعهم بالتوقف , تارة بالحسنى , وحينا بالقوة , لكن دون جدوى , إذ استمر الرقص بلا هوادة.

    شهود العيان الذين عاصروا وواكبوا ذلك الحدث العجيب ذكروا أمورا في غاية الغرابة , منها أن أولئك الراقصين كانوا في حالة تشبه اللاوعي وأن انفعالاتهم وحركاتهم كانت لا إرادية . ولسبب ما كانوا لا يطيقون النظر إلى اللون الأحمر ويبدءون بالتصرف بعنف وعدوانية إذا شاهدوه .

    وطبعا لأننا نتكلم هنا عن أحداث وقعت في القرن السادس عشر الميلادي حيث كان إيمان الناس بالماورئيات قويا ومتأصلا لذلك تم ربط هذا الرقص الهستيري العجيب بالسحر واللعنات السوداء .. لكن مجلس المدينة لم يكن يخلو على ما يبدو من عقلاء كانوا يبحثون عن تفسير أكثر منطقية , لذا قرروا طلب المشورة من بعض الأطباء , فكان رأي الأطباء بأن ما يحدث له علاقة بارتفاع نسبة الدم الفاسد في أجساد الراقصين , وكان الفصد هو الطريقة المستعملة آنذاك للتخلص من الدم الفاسد , لكنه كان متعذرا بالنسبة لهؤلاء الراقصين الذين يتقافزون يمينا وشمالا , فأقترح الأطباء عوضا عن ذلك أن يترك الراقصون لحال سبيلهم حتى يحرقوا ذلك الدم الفاسد بالحركة المستمرة . وهذا ما كان , حيث تم أخلاء الشوارع من أجل الراقصين , وتم بناء منصة خشبية كبيرة ليرقصوا عليها , وتم جمع الموسيقيين من أرجاء المدينة ليعزفوا لهم بلا توقف , كلما تعب فريق حل آخر مكانه .. وهكذا تحول الأمر إلى حفلة راقصة كبيرة!.

    بمرور الأيام بدأ الراقصون يتساقطون واحدا تلو الآخر , أما بسبب الإنهاك الشديد , أو موتا جراء الجفاف والأزمات القلبية . وبنهاية الشهر كان الأمر قد انتهى .

    رغم مرور مئات السنين على ذلك الحدث الموثق في سجلات الكنيسة ومجلس المدينة والمعزز بروايات المؤرخين المأخوذة عن شهود العيان .. إلا أن الجدل لا يزال مستمرا حول سبب وقوعه . أطباء اليوم لا يوافقون على نظرية الدم الفاسد القديمة , ويقدمون نظرية أخرى قائمة على أساس أن ما حدث سببه نوع من الفطريات التي تنمو على القمح المتعفن , ربما كان هناك الكثير من القمح المتعفن في المدينة آنذاك بسبب بعض الظروف البيئية أو رداءة الخزن فتكاثرت نسبة الفطريات إلى مستويات عالية مما تسبب بحدوث نوع من التسمم الجماعي الذي أثر على تصرفات وانفعالات المصابين خصوصا حين نعلم أن هذه الفطريات منتجة لمادة كيميائية تدخل في صناعة أقوى عقاقير الهلوسة التي نعرفها اليوم.

    هناك نظرية أخرى تذهب إلى أن ذلك الرقص الجماعي كان بمثابة رد فعل على بعض الظروف المأساوية التي أحاطت بذلك العصر , كالمجاعات والحروب والأوبئة , أي أن القلق والضغط النفسي الشديد تفجر أخيرا على شكل نوبات من الرقص الهستيري.

    أيا ما كان السبب , فأن وباء الرقص ذاك كان واحدا من أكثر حوادث التاريخ غرابة .
    هستيريا الضحك
    تساقط الطلاب واحدا تلو الآخر وهم يغصون بالضحك

    في عام 1962 , ومن إحدى المدارس الثانوية للبنات في إقليم تنجانيقا الواقع في تنزانيا حاليا , أنطلق واحد من أغرب الأوبئة التي عرفها العالم ..

    بدأت القصة عندما سردت إحدى الطالبات نكتة لزميلاتها فضحكن عليها , أمر عادي يحدث في جميع المدارس , لكن الغير عادي أبدا هو أن يستمر الضحك على هذه النكتة لساعات وأيام وأسابيع ..

    يالها من نكتة قوية ! .
    هذا الضحك المستمر أوقع أهالي الطالبات في حيرة عظيمة , فلماذا لا تتوقف بناتهم عن الضحك ؟! .. الأدهى من ذلك أن هذا الضحك الجنوني بدأ ينتشر كالعدوى من طالبة إلى آخر , وفي خلال أقل من أسبوع كان هناك 95 طالبة يضحكن بلا توقف من مجموع طالبات المدرسة البالغ عددهن 158 , مما أضطر إدارة المدرسة إلى إغلاقها مؤقتا .

    لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد , إذ انتقلت العدوى إلى مدارس أخرى , ومدن أخرى , وحتى دول أخرى , وبلغ عدد المصابين من البنات والبنين أكثر من ألف شخص , مما أضطر الحكومة إلى إغلاق 14 مدرسة .

    الوباء الغريب تميز بالضحك المتواصل لمدد طويلة تتراوح ما بين بضعة ساعات إلى 16 يوم , أحيانا ذلك الضحك كان يعتريه بعض البكاء والانفعالات الحادة كالركض الهستيري , وأغلب المصابين كانوا من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 – 18 عاما . وأستمر الوباء لمدة ثمانية أشهر تقريبا قبل أن يختفي.

    بحسب بعض الباحثين الذين درسوا هذا الوباء فأن السبب وراءه هو شعور الطلبة في تنجانيقا بالقلق الشديد , فعام 1962 شهد استقلال الإقليم عن بريطانيا , وكان لدى الآباء والمعلمين توقعات كبيرة من أبنائهم وطلابهم لكي يكونوا دراسيا على مستوى الحدث , مما وضع هؤلاء الطلبة تحت ضغط نفسي شديد أنفجر فجأة في سورة من الضحك الهستيري .
    هستيريا سفاح هاليفاكس
    انتشر الرعب في المدينة فخلت الطرقات من المارة

    لعل أكثر أنواع الهستيريا انتقالا وتفشيا بين الناس كالوباء هي هستيريا الخوف . أذكر في طفولتي كان هناك سفاح مخيف طليق في بغداد يدعى أبو طبر أدخل الرعب إلى كل منزل بالمدينة , ومع أني كنت صغيرا جدا آنذاك لكني مازلت أذكر ذلك الترقب والرعب المرتسم على الوجوه مع حلول الظلام وكيف كانت الشوارع تخلو من المارة وتغرق في ظلام وصمت مزعج وثقيل.

    مدينة هاليفاكس في انجلترا عرفت رعبا مماثلا عام 1938 عندما قالت سيدتان بأن رجلا يحمل مطرقة من المطاط هاجمهما في أحد الشوارع . وسرعان ما توالت مزاعم التعرض لهجوم من قبل المعتدي الغامض . بعض الضحايا قالوا بأن المهاجم يحمل سكينا أو موس حلاقة .

    أخبار المهاجم المجهول انتشرت كالنار في الهشيم في طول المدينة وعرضها فتسببت برعب شديد , حتى أن الناس انتظموا في مجموعات لحماية أنفسهم , وتعرض بضعة أشخاص غرباء لضرب مبرح بسبب شك الناس فيهم . وأغلقت المتاجر والمحال أبوابها وخلت الطرقات من المارة.

    الحياة في هاليفاكس توقفت كليا أو كادت .. وعانت شرطة المدينة في العثور على أي رأس خيط يمكن أن يوصلها إلى المعتدي , مما أضطرها في النهاية إلى طلب العون من سكوتلانديارد.

    ضباط سكوتلانديارد راحوا يستجوبون الضحايا الذين تعرضوا للاعتداء , ولم يطل الوقت حتى أعترف أحدهم بأنه لم يتعرض لأي اعتداء وبأنه اختلق الأمر من أجل جذب الانتباه , وتوالت الاعترافات من قبل آخرين , ليتبين في النهاية بأنه لم يكن هناك أي معتدي أساسا , وأن جميع القصص مختلقة بشكل أو بآخر , وأن الأمر برمته ليس سوى هستيريا جماعية , وهكذا فأنه بدل القبض على المهاجم المجهول فقد قبضت سكوتلانديارد على خمسة من الضحايا المزعومين وزجت بهم في السجن بتهمة تعكير صفو الأمن العام .
    يضع سكينا على ركبته ليطعن بها النساء

    هذه الحادثة شبيهة بواحدة أخرى عرفتها لندن عام 1788 عندما انتشرت قصص عن رجل ضخم الجثة يهاجم النساء بواسطة سكين صغيرة مثبتة على ركبته يستخدمها بطعنهن في أردافهن . أكثر من خمسين امرأة زعمن تعرضهن للاعتداء من قبل هذا الرجل , وكن في معظمهن من النساء الجميلات الثريات .

    هذه الاعتداءات تسبب بموجة رعب في المدينة , حتى صارت النساء تخشى السير في الشوارع , وأصبح مجرد تقدم أي رجل غريب من امرأة ليكلمها مدعاة لرعب عارم وقد يتسبب في فقدان السيدة لوعيها لشدة خوفها .

    صحف ذلك الزمان ساعدت في انتشار قصة هذا المهاجم المخيف بعد أن أطلقت عليه أسم "وحش لندن" . لكنه في الحقيقة لم يكن سوى وحشا من ورق , إذ أن تحقيقات الشرطة كشفت بأن معظم مزاعم التعرض للاعتداء مختلقة , واعترفت عدة نساء من الضحايا بأنهن قمن بجرح أنفسهن أو تقطيع ملابسهن من أجل جذب الانتباه , فبما أن ذلك الوحش المزعوم لم يكن يطارد ويهاجم سوى السيدات الجميلات , لذا فأن العديد من نساء لندن تمنين لو أنهن كن من بين ضحايا الوحش لكي يتم تصنيفهن ضمن خانة الجميلات !! .

    ومع أنه تم ألقاء القبض عام 1790 على رجل يدعى راينك وليمز ووجهت له رسميا تهمة التسبب ببعض تلك الاعتداءات ونال حكما بالسجن لستة أعوام , إلا أنه أغلب الباحثين اليوم يقولون بأن قصة "وحش" لندن مختلقة برمتها أو في جزء كبير منها .

    وأخيراً ..

    يوجد أشكال متعددة للهستيريا الجماعية , فقد يتسبب هلع التجار والمستثمرين والمودعين في البنوك بتدمير اقتصاد بلد بأسرها وتحطيم عملتها بسبب خوف لا يتعدى في حقيقته مجرد إشاعات .. وهذه من أنواع الهستيريا التي عايشتها بنفسي . والكراهية أيضا شكل من أشكال الهستيريا , فتجد قوما يحقدون على قوم آخرين بشدة من دون وجود سبب وجيه للكراهية سوى اختلاف العقيدة أو القومية أو التوجه الفكري .. هناك أحيانا شرائح وأطياف واسعة من مجتمع معين تدخل في حالة هستيريا جماعية بحيث تنقلب أحوالها رأسا على عقب وتنفصل عن واقعها تماما فتبدأ بالرقص بلا توقف على "الوحده ونص" بسبب عفونة تسربت إلى إدراكها الجمعي . عن نفسي أقابل كل يوم أشخاص هستيريين , وليس شرطا أن يبدو الهستيري كالمجنون , لا هم أشخاص عاديون في هيئتهم , لكن علامتهم أنهم , كمؤشر البوصلة , لا يحيدون عن اتجاه فكري واحد أوحد لا يتقبلون شيئا سواه , ترى وجناتهم تحمر وأوداجهم تنتفخ والشرر يتطاير من ألسنتهم وأعينهم لمجرد اختلاف المقابل عنهم في الرأي والفكر .. لماذا كل هذه الهستيريا من حولنا , لا أعرف .. لم أعد أعرف شيئا , أصلا هذه الأيام صرت أقف أمام المرآة فلا أعرف نفسي ! وما أصعب أن تقف أمام مرآة وتبحث عن نفسك بلا جدوى .. لعلي أنا أيضا مصاب بالهستيريا ..
    مواضيع ذات صلة

    #2
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
    تعليق

      #3
      شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
      تعليق
      يتصفح هذا الموضوع الآن
      تقليص

      المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

      يعمل...
      X