الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

الرقية الشرعية والأحكام المتعلقة بها :

الرقية الشرعية

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة


    تفسير الأحاديث التي يفهم من ظاهرها منع الرقية


    جاء في صحيح ابن حبان ج13 ص 448
    ذكر العلة التي من اجلها زجر عن هذا الفعل
    6088 أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا موسى بن محمد بن حيان قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن الحسن عن عمران بن حصين أنه ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عضده حلقة من بنو فقال ما هذه قال من الواهنة قال ايسرك أن توكل إليها انبذها عنك
    ذكر الخبر الدال على صحة تلك العلة التي هي مضمرة في نفس الخطاب
    6089 أخبرنا الحسين بن محمد بن أبى معشر قال حدثنا محمد بن وهب بن أبى كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبى عبد الرحيم عن زيد بن أبى أنيسة عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن أبى الصهباء عن عمران بن حصين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرض علي الليلة الأنبياء فكان الرجل يجيء معه الرجل ويجيء معه الرجلان ويجيء معه النفر كذلك حتى رأيت سوادا كثيرا فظننت انهم أمتي فقلت من هؤلاء فقيل هؤلاء قوم موسى ثم رأيت سوادا كثيرا قد سد أفق السماء فقلت من هؤلاء فقيل هؤلاء من أمتك ففرحت بذلك وسررت به ثم قيل إنه يدخل بعد هؤلاء من أمتك الجنة سبعون الفا لا نجاسة عليهم ولا عذاب ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال القوم من هؤلاء فتراجعوا ثم اجمع رأيهم انهم من ولد في الإسلام وثبت فيه ولم يدرك شيئا من الشرك فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عنهم فقال الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون قال الشيخ أبو حاتم رضي الله عنه العلة في الزجر عن الاكتواء والاسترقاء هي أن أهل الجاهلية كانوا يستعملونها ويرون البرء منهما صنع الباري جل وعلا فيه فإذا كانت هذه العلة قوما كان الزجر عنهما قائما وإذا استعملهما المرء وجعلهما سببين للبرء الذي يكون من قضاء الله دون أن يرى ذلك منهما كان ذلك جائزا
    جاء في سنن البيهقي ج9 ص 350
    باب أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن العلاء ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن بن أخي زينب امرأة عبد الله يعني بن مسعود عن زينب امرأة عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم إن الرقى والتمائم والتولة شرك قالت قلت لم تقول هذا والله لقد كانت عيني تقذف فكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت فقال عبد الله إنما كان ذلك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها أكف عنها إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما أنبأ أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر قال حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ جرير عن الركين بن الربيع بن عميلة عن القاسم بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره عشر خلال تختم الذهب وجر الإزار والصفرة يعني الخلوق وتغيير الشيب والرقى إلا بالمعوذات وعقد التمائم والضرب بالكعاب والتبرج بالزينة لغير محلها وعزل الماء عن محله وإفساد محرمه قال أبو عبيد أما التولة فهي بكسر التاء وهو الذي يحبب المرأة إلى زوجها هو من السحر وذلك لا يجوز وأما الرقى والتمائم فإنما أراد عبد الله ما كان بغير لسان العربية مما لا يدرى ما هو قال الشيخ والتميمة يقال إنها خرزة كانوا انها تدفع عنهم الآفات ويقال قلادة تعلق فيها العوذ وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني حيوة بن شريح أن خالد بن عبيد المعافري حدثه عن أبي المصعب مشرح بن هاعان أنه سمعه يقول سمعت عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له قال الشيخ وهذا أيضا يرجع معناه إلى ما قال أبو عبيد وقد يحتمل أن يكون ذلك وما أشبهه من النهي والكراهية فيمن تعلقها وهو يرى تمام العافية وزوال العلة منها على ما كان أهل الجاهلية يصنعون فاما من تعلقها متبركا بذكر الله تعالى فيها وهو يعلم أن لا كاشف إلا الله ولا دافع عنه سواه فلا بأس بها إن شاء الله أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك عن طلحة بن أبي سعيد عن بكير بن عبد الله بن وعثمان عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت ثم ليس التميمة ما يعلق قبل البلاء إنما التميمة ما يعلق بعد البلاء ليدفع به المقادير ورواه عبدان عن بن المبارك وقال في متنه إنها قالت ثم التمائم ما علق قبل نزول البلاء وما علق بعد نزول البلاء فليس بتميمة أنبأنيه أبو عبد الله إجازة أخبرني الحسن بن حليم أنبأ أبو الموجه أنبا عبدان أنبأ عبد الله فذكره وهذا أصح أخبرنا أبو زكريا وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت ثم ليست بتميمة ما علق بعد ان يقع البلاء وهذا يدل على صحة رواية عبدان أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي من أصله وأبو بكر القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان ثنا عثمان بن عمر أنبأ أبو عامر الخراز عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنه أنه ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقه حلقة من بنو فقال ما هذه قال من الواهنة قال أيسرك أن توكل إليها انبذها عنك
    فتح الباري بشرح صحيح البخاري ج10 ص 196
    والتمائم جمع تميمة وهي خرز أو قلادة تعلق في الرأس كانوا في الجاهلية يعتقدون أن ذلك يدفع الآفات والتولة بكسر الشاة وفتح الواو واللام مخففا شيء كانت المرأة تجلب به محبة زوجها وهو ضرب من السحر وإنما كان ذلك من الشرك لأنهم أرادوا دفع المضار وجلب المنافع من الله ولا يدخل في ذلك ما كان بأسماء الله وكلامه فقد ثبت في الأحاديث استعمال ذلك قبل وقوعه كما سيأتي قريبا في باب المرأة ترقى الرجل من حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه ينفث المعوذات ويمسح بهما وجهه الحديث ومضى في أحاديث الأنبياء حديث بن عباس أنه صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة الحديث بالحديث بكذا الترمذي من حديث خولة بنت حكيم مرفوعا من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق شيء حتى يتحول وعند أبي داود والنسائي بسند صحيح عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن رجل من أسلم جاء رجل فقال لدغت الليلة فلم أتم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك والأحاديث في هذا المعنى قوما لكن يحتمل أن يقال إن الرقي أخص من التعوذ وإلا فالخلاف في الرقي مشهور ولا خلاف في مشروعية الفزع إلى الله تعالى والالتجاء إليه في كل ما وقع وما يتوقع وقال بن التين الرقي بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو رآه الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطلب الجسماني وتلك الرقي المنهي عنها التي يستعملها المعزم وغيره ممن يدعي تسخير الجن له فيأتي بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل يجمع إلى ذكر الله واسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ بمردتهم ويقال إن الحية لعداوتها للإنسان بالطبع تصادق الشياطين لكونهم أعداء بني آدم فإذا عزم على الحية بأسماء الشياطين أجابت وخرجت من مكانها وكذا اللديغ إذا رقي بتلك الأسماء سألت سمومها من بدن الإنسان فلذلك كره من الرقي ما لم يكن بذكر الله وأسمائه خاصة وباللسان العربي الذي يعرف معناه ليكون بريئا من الشرك وعلى كراهة الرقي بغير كتاب الله علماء الأمة وقال القرطبي الرقي ثلاثة أقسام أحدها ما كان يرقى به في الجاهلية مما لا يعقل معناه فيجب اجتنابه
    لئلا يكون فيه شرك أو يؤدي إلى الشرك الثاني ما كان بكلام الله أو بأسمائه فيجوز فإن كان مأثورا فيستحب الثالث ما كان الله من ملك أو صالح أو معظم من المخلوقات كالعرش قال فهذا فليس من الواجب اجتنابه ولا من المشروع الذي يتضمن الالتجاء إلى الله والتبرك بأسمائه فيكون تركه أولى إلا أن يتضمن تعظيم المرقي به فينبغي أن يجتنب كالحلف بغير الله تعالى قلت ويأتي بسط ذلك في كتاب الأيمان إن شاء الله تعالى وقال للربيع سألت الشافعي عن الرقية فقال لا بأس أن يرقى بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله قلت أيرقى أهل الكتاب المسلمين قال نعم إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وبذكر الله اه وفي الموطأ أن أبا بكر قال التي كانت ترقى عائشة ارقيها بكتاب الله وروى بن وهب عن مالك كراهة الرقية بالحديدة والملح وعقد الخيط والذي يكتب خاتم سليمان وقال لم يكن ذلك من أمر الناس القديم وقال المازري اختلف في استرقاء أهل الكتاب فأجازها قوم وكرهها مالك لئلا يكون مما بدلوه وأجاب من أجاز بأن مثل هذا يبعد أن يقولوه وهو كالطب سواء الحاذق لا يحسن أن يقول والحاذق بأنف أن يبدل حرصا على استمرار وصفه بالحذق لترويج صناعته والحق أنه يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال وسئل بن عبد السلام عن الحروف المقطعة فمنع منها ما لا يعرف لئلا يكون فيها كفر وسيأتي الكلام على من منع الرقي أصلا في باب من لم يرق بعد خمسة أبواب إن شاء الله تعالى
    5403 قوله هشام هو بن يوسف الصنعاني قوله كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات دلالته على المعطوف في الترجمة ظاهرة وفي دلالته على المعطوف عليه نظر لأنه لا يلزم من مشروعية الرقي بالمعوذات أن يشرع بغيرها من القرآن لاحتمال أن يكون في المعوذات سر ليس في غيرها وقد ذكرنا من حديث أبي سعيد أنه صلى الله عليه وسلم ترك ما عدا المعوذات لكن ثبتت الرقية بفاتحة الكتاب فدل على أن لا اختصاص للمعوذات ولعل هذا هو السر في تعقيب المصنف هذه الترجمة بباب الرقي بفاتحة الكتاب وفي الفاتحة من معنى الاستعاذة بالله الاستعانة به فمهما كان فيه استعاذة أو استعانة بالله وحده أو ما يعطي معنى ذلك فالاسترقاء به مشروع ويجاب عن حديث أبي سعيد بأن المراد أنه ترك ما كان يتعوذ به من القرآن ويحتمل أن يكون بقوله في الترجمة الرقي بالقرآن بعضه فإنه اسم جنس يصدق على بعضه والمراد ما كان فيه النجاء إلى الله سبحانه ومن ذلك المعوذات وقد ثبتت الاستعاذة بكلمات الله في عدة أحاديث كما مضى قال بن بطال في المعوذات جوامع من الدعاء نعم أكثر المكروهات من السحر والحسد وشر الشيطان ووسوسته وغير ذلك فلهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتفي بها قلت وسيأتي في باب السحر شيء من هذا وقوله في المرض الذي مات فيه ليس قيدا في ذلك وإنما أشارت عائشة إلى أن ذلك وقع في آخر حياته وأن ذلك لم ينسخ قوله أنفث عنه في رواية الكشميهني عليه وسيأتي باب مفرد في النفث في الرقية قوله وأمسح بيده نفسه بالنصب على المفعولية أي أمسح جسده بيده وبالكسر على البدل وفي رواية الكشميهني بيد نفسه وهو يؤيد الاحتمال الثاني قال عياض فائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء الذي ماسه الذكر كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر وقد يكون على سبيل التفاؤل بزوال ذلك الألم عن المريض كانفصال ذكر عن الراقي انتهى وليس بين قوله في هذه الرواية كان ينفث على نفسه وبين الرواية الأخرى كان يأمرني أن أفعل ذلك معارضة لأنه محمول على أنه في ابتداء المرض كان يفعله بنفسه وفي اشتداده كان يأمرها به وتفعله هي من قبل نفسها قوله فسألت الزهري القائل معمر وهو موصول بالإسناد المذكور وفي الحديث التبرك بالرجل الصالح وسائر أعضائه وخصوصا اليد اليمني
    جاء في فيض القدير ج6 ص 107
    من تعلق شيئا أي تمسك بشيء من المداواة واعتقد أنه فاعل للشفاء أو دافع للداء وكل إليه أي وكل الله شفاءه إلى ذلك الشيء فلا يحصل شفاءه أو المراد من علق تميمة من تمائم الجاهلية يظن أنها تدفع أو تنفع فإن ذلك حرام والحرام لا دواء فيه وكذا لو جهل معناها وإن تجرد عن الاعتقاد المذكور فإن من علق شيئا من أسماء الله الصريحة فهو جائز بل مطلوب محبوب فإن من وكل إلى أسماء الله أخذ الله بيده



    ما حكم الشرع في مسح الراقي يده على المريض أو وضع يده عليه أو على مكان الألم ..؟؟

    جاء في كتاب فتح المعين لأبي البراء بتصرف :
    : حكم مسح الجسد باليد بعد الرقية :-

    بحيث يقوم الراقي أو المريض بعد الرقية الشرعية بمسح جسده أو جسد غيره ، ودليل ذلك :-

    - عن ابن مسعود وعائشة ومحمد بن حاطب وجميلة بنت المجلل - رضوان الله تعالى عنهم أجمعين - : قالوا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض فدعا له ، وفي رواية يعوذ بعضهم بمسحه بيمينه ويقول أذهب الباس 0 رب الناس 0 واشف أنت الشافي 0 لا شفاء إلا شفاؤك 0 شفاء لا يغادر سقما )
    0(أخرجه الإمام البخاري في صحيحـه – كتاب الطب ( 38 ) – برقم ( 5743 ) ، والإمام مسلم في صحيحه - كتـاب السلام ( 46 ، 47 ، 48 ) - برقم ( 2191 ) ، 0

    قال الحافظ بن حجر في الفتح قال ابن بطال في وضع اليد على المريض : تأنيس له وتعرف لشدة مرضه ليدعوا له بالعافية على حسب ما يبدوا له منه وربما رقاه بيده ومسح على ألمـه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحا ) 0 ( فتح الباري - 10 / 126 ) 0

    قال النووي : ( قولها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكـى منا إنسان مسحه بيمينه ، ثم قال " أذهب الباس " إلى آخره فيه استحباب مسح المريض باليمين ، والدعاء له ، ومعنى " لا يغادر سقما " أي لا يتـرك ، والسقم بضم السين وإسكان القاف ، وبفتحهما ، لغتان ) 0 ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 351 ) 0


    حكم وضع اليد على مكان الألم عند الرقية :-


    بحيث يضع الراقي أو المريض يده مكان الألم عند الرقية ، ودليل ذلك :-

    عن عثمان بن أبي العاص الثقفي - رضي الله عنه - أنه شكا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل : بسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد ، وأحاذر ) 0 ( أخرجه الإمام أحمد فـي مسنـده – 4 / 21 ، 217 ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 67 ) : باب استحباب وضع يده على موضع الألم ، مع الدعاء – برقم ( 2202 ) ،

    قلت : ولا بد للمعالج أن يحرص في تعامله مع النساء ، فلا يجوز له أن يلمس أو أن يضع يده على أي جزء من أجسامهن لثبوت الأدلة النقلية في ذلك ، وبإمكان القارئ الكريم مراجعة بحث هذه المسألة مفصلة في هذه السلسلة ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) تحت عنوان ( التقيد بالأمور الشرعية الخاصة بالنساء ) 0
    سادسا : حكم الرقية في الماء وشربه :-

    وكيفية ذلك أنه يؤتى بماء في إناء ونحوه ثم يقرأ عليه بالرقية المشروعة وينفث أو يتفل فيه ، أو أن يقرأ بالرقية الشرعية ثم ينفث أو يتفل في الماء ، وقد أفاد العلماء الأجلاء بمشروعية ذلك ، حيث قالوا :-

    قال محمد بن مفلح وقال صالح بن الإمام أحمد : ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي : اشرب منه ، واغسل وجهك ويديك 0
    ونقل عبدالله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقــرأ عليه ويشربه ، ويصب على نفسه منه 0
    قال عبدالله : ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها 0 ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم ، فيستشفي به ويمسح به يديه ووجهه 0
    وقال يوسف بن موسى : أن أبا عبدالله كان يؤتى بالكوز ونحن بالمسجد فيقرأ عليه ويعوذ ) 0 ( الآداب الشرعية - 2 / 441 ) 0

    سئل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - عن النفث في الماء فأجاب :
    ( لا بأس بذلك فهو جائز ، بل قد صرح العلماء باستحبابه 0
    وبيان حكم هذه المسألة مدلول عليه بالنصوص النبوية ، وكلام محققي الأئمة )
    0 ( مجموع فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - 1 / 92
    وقد أفاد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - بفتوى تجيز القراءة على الماء والشرب منه ، والفتوى مدونه في هذه السلسلة ( الأصول النديـة في علاقة الطب بمعالجي الصرع والسحر والعين بالرقية ) تحت عنوان ( الاستحمام بالماء المقروء ) 0


    يقول الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - : ( الأولى أن يقرأ المسلم على أخيه بأن ينفث على جسمه بعدما يقرأ الآيات أو على موضع الألم منه وهذه هي الرقية الشرعية وإن قرأ له في ماء وشربه فكذلك أيضا ) 0( المنتقى - 1 / 72 - برقم 131 ) 0

    وقال - رقية المريض بالقرآن الكريم إذا كانت على الطريقة الواردة بأن يقرأ وينفث على المريض أو على موضع الألم أو في ماء يشربه المريض فهذا العمل جائز ومشروع ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقي وأمر بالرقية وأجازها ) 0( المنتقى - 2 / 141 ) 0

    قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( المقصود أن إيصال الرقية والقراءة بالنفخ " النفس " أو النفخ في الماء ثم يسقاه المريض أو يصب عليه فهذا لا بأس به لفعل السلف له ولا ينكر لأنه له أصل في السنة 0
    ولكن كلما كانت الرقية مباشرة بدون وسائط كثيرة كلما كانت أفضل لهذا قال الجد الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – ورفع درجته في الجنة : كلما قرب الوقت كان أنفع وكلما كانت الوسائط أقل كان أنفع ) 0 ( مجلة الدعوة – صفحة 22 – العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0

    جواز عموم الرقية ما لم تكن شركاً ..


    جواز عموم الرقية ما لم تكن شركا
    يعترض بعض الإخوة على بعض الرقاة والمشايخ في رقاهم قراءة أو كتابة فيقولون أنها لم ترد في السنة ..والحقيقة أن مضمون الرقية لم يحدد في السنة بل جاء الكم فيها عاماً وليس محددا بصيغة معينة ولذلك ترى أن بعض الصالحين يكتبون رقاً استمدوها من الكشف والإلهام أو من خلال التجربة ..وهذه كذلك مباحة لأن الأصل جواز الرقية ما لم تكن شركا ..فالشرط الوحيد الذي يمنع الرقية هو أن لا تكون شركا ودليل ذلك ما يلي :

    جاء نيل الأوطار > أبواب الطب > باب ما جاء في الرقى والتمائم
    وعن أنس قال : { رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة والنملة } . رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه ، والنملة : قروح تخرج في الجنب ) .
    3789 - ( وعن الشفاء بنت عبد الله قالت : { دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي : ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة ؟ } رواه أحمد وأبو داود ، وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة ) .
    3790 - ( وعن عوف بن مالك قال : { كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك } رواه مسلم وأبو داود ) . لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شيء من الشرك المحرم ) فيه دليل على جواز الرقى والتطبب بما لا ضرر فيه ولا منع من جهة الشرع وإن كان بغير أسماء الله وكلامه
    3791 - ( وعن جابر قال : { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ، فجاء آل عمرو بن حزم فقالوا : يا رسول الله إنها كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب وإنك نهيت عن الرقى ، قال : فعرضوها عليه ، فقال : ما أرى بأسا ، فمن استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل } رواه مسلم ) . قوله : ( من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل ) قد تمسك قوم بهذا العموم فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ولو لم يعقل معناها ،
    3792 - ( وعن عائشة قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات ، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها أعظم بركة من يدي } . متفق عليه ) .
    شرح معاني الآثار > كتاب الكراهة > باب الكي هل هو مكروه أم لا
    حدثنا أبو بكرة قال : ثنا أبو عامر قال : ثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن حفصة ، { أن امرأة من قريش ، يقال : لها الشفاء كانت ترقي من النملة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم علميها حفصة } . ففي هذا الحديث إباحة الرقية من النملة . فاحتمل أن يكون ذلك كان بعد النهي ، فيكون ناسخا للنهي ، أو يكون النهي بعده ، فيكون ناسخا له .
    وقد روي { عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إباحة الرقية من الجنون } ، ما حدثنا ابن أبي داود قال : ثنا المقدمي قال : ثنا فضيل بن سليمان عن محمد بن زيد عن عمير مولى آبي اللحم قال : { عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم رقية ، كنت أرقي بها من الجنون ، فأمرني ببعضها ، ونهاني عن بعضها ، وكنت أرقي بالذي أمرني به ، رسول الله صلى الله عليه وسلم } . فهذا يحتمل أيضا ما ذكرنا فيما روي في الرقية من النملة .
    وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين ، ما حدثنا حسين بن نصر قال : ثنا أبو نعيم قال : ثنا سفيان عن معبد بن خالد قال : سمعت عبد الله بن شداد عن { عائشة رضي الله عنها قالت : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن أسترقي من العين }
    . حدثنا أبو بكرة قال : ثنا مؤمل قال : ثنا سفيان عن معبد عن عبد الله بن شداد عن عائشة رضي الله عنها ، مثله . أو قال قال عبد الله بن شداد : { أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها أن تسترقي من العين }
    . حدثنا علي بن عبد الرحمن قال : ثنا يحيى بن معين قال : ثنا عبد الرزاق بن إبراهيم عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت عميس مالي أرى أجسام بني أخي نحيفة صارعة ؟ أتصيبهم الحاجة . قالت : لا ، ولكن العين تسرع إليهم ، فأرقيهم ، قال بماذا فعرضت عليه كلاما لا بأس به فقال : أرقيهم
    } . حدثنا فهد قال : ثنا أبو غسان وأحمد بن يونس قالا : ثنا زهير قال : ثنا أبو إسحاق عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن باباه عن { أسماء بنت عميس قالت : قلت يا رسول الله ، إن العين تسرع إلى بني جعفر ، فأسترقي لهم ؟ قال نعم ، فلو أن شيئا يسبق القدر ، لقلت إن العين تسبقه } . فهذا يحتمل ما ذكرنا في رقية النملة والجنون .
    وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا ، الرخصة في الرقية ، من كل ذي حمة . حدثنا محمد بن عمرو قال : ثنا أسباط بن محمد عن الشيباني عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : { رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية ، من كل ذي حمة
    . حدثنا سليمان بن شعيب قال : ثنا خالد بن عبد الرحمن قال : ثنا سفيان عن الشيباني ، فذكر بإسناده مثله . فهذا فيه دليل على أنه كان بعد النهي ، لأن الرخصة لا تكون إلا من شيء محظور . وقد روي { عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إباحة الرقى كلها ما لم يكن شرك }
    ، ما حدثنا محمد بن خزيمة قال : ثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه ، عن { عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نرقي في الجاهلية . قلنا : يا رسول الله ، كنا نرقي في الجاهلية ، فما ترى في ذلك ؟ . قال اعرضوا علي رقاكم ، فلا بأس بالرقى ما لم يكن شرك } . فهذا يحتمل أيضا ما احتمله ما روينا قبله ، فاحتجنا أن نعلم ، هل هذه الإباحة للرقى ، متأخرة عما روي في النهي عنها أو ما روي في النهي عنها متأخر عنها ، فيكون ناسخا لها . ؟ فنظرنا في ذلك فإذا ربيع المؤذن حدثنا قال : ثنا أسد قال : ثنا ابن لهيعة قال : ثنا أبو الزبير عن جابر { أن عمرو بن حزم دعي لامرأة بالمدينة ، لدغتها حية ، ليرقيها ، فأبى فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعاه . فقال عمرو : يا رسول الله ، إنك تزجر عن الرقى ، فقال : اقرأها علي فقرأها عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بأس بها إنها هي مواثيق ، فارق بها } . حدثنا ربيع المؤذن قال : ثنا أسد قال : ثنا وكيع عن الأعمش من أبي سفيان ، عن { جابر قال : لما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ، أتاه خالي فقال : يا رسول الله ، إنك نهيت عن الرقى ، وأن أرقي من العقرب . قال : من استطاع منكم أن ينفع أخاه ، فليفعل } . حدثنا أبو بكرة قال : ثنا يحيى بن حماد قال : ثنا أبو عوانة عن سليمان عن أبي سفيان عن جابر قال : { كان أهل بيت من الأنصار يرقون من الحية ، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى . فأتاه رجل ، فقال : يا رسول الله ، إني كنت أرقي من العقرب ، وإنك نهيت عن الرقى . فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن ينفع أخاه ، فليفعل . قال : وأتاه رجل كان يرقي من الحية ، فقال اعرضها علي فعرضها عليه ، فقال : لا بأس بها ، إنما هي مواثيق } . فثبت بما ذكرنا أن ما روي في إباحة الرقى ، ناسخ لما روي في النهي عنها . ثم أردنا أن ننظر في تلك الرقى ، كيف هي ؟ فإذا عوف بن مالك حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا ، أنه لا بأس بها ما لم يكن شرك . وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا ما حدثنا ابن أبي داود قال : ثنا الحماني قال : ثنا عبد الواحد بن زياد قال : ثنا عثمان بن حكيم قال : حدثتني { الرباب قالت سمعت سهل بن حنيف يقول : مررنا بسيل ، فدخلنا نغتسل ، فخرجت منه وأنا محموم ، فنمي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مروا أبا مثبت ، فليتعوذ . فقلت : يا سيدي ، إن الرقى صالحة ؟ فقال : لا رقية إلا من ثلاثة ، من النظرة ، والحمة ، واللدغة } . فاحتمل أن يكون ما أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرقى ، هو التعوذ . فأما قول سهل { لا رقية إلا من ثلاثة } ، فيحتمل أن يكون علم ذلك من إباحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد نهيه المتقدم ، ولم يعلم ما سوى ذلك مما روينا عن غيره ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص فيه حدثنا محمد بن علي بن داود قال : ثنا عفان قال : ثنا عبد الوارث قال : ثنا عبد العزيز بن صهيب قال : ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري { أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتكيت يا محمد قال نعم . قال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل ذي نفس ونفس ، وعين ، الله يشفيك ، بسم الله أرقيك
    } . حدثنا ربيع المؤذن قال : ثنا أسد قال ثنا معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد ، عن { عبد الرحمن بن السائب بن أخي ميمونة قال - إن ميمونة قالت له : ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بلى قالت : بسم الله أرقيك ، والله يشفيك ، من كل داء فيك ، أذهب الباس ، رب الناس ، واشف أنت - الشافي ، لا شافي إلا أنت } . فهذا وما أشبهه من الرقى ، لا بأس به . وقد دل على ذلك أيضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عوف { لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك } فدل ذلك أن كل رقية لا شرك فيها ، فليست بمكروهة ، والله أعلم .

    هل يمكن تلبس الجني للإنسان وكيفية علاجه ؟

    جاء في كتاب إيضاح الدلالة في عموم الرسالة > رسالة إيضاح الدلالة في عموم الرسالة > فصل رقية المصروع بالأدعية والأذكار
    فهذا من أفضل الأعمال وهو من أعمال الأنبياء والصالحين ؛ فإنه ما زال الأنبياء والصالحون يدفعون الشياطين عن بني آدم بما أمر الله به ورسوله كما كان المسيح يفعل ذلك وكما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فقد روى أحمد في مسنده وأبو داود في سننه من حديث مطر بن عبد الرحمن الأعنق قال : حدثتني { أم أبان بنت الوازع بن زارع في عامر العبدي ؛ عن أبيها أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معه بابن له مجنون - أو ابن أخت له - قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : إن معي ابنا لي - أو ابن أخت لي - مجنون أتيتك به تدعو الله له . قال : ائتني به قال : فانطلقت به إليه وهو في الركاب فأطلقت عنه وألقيت عنه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ادنه مني اجعل ظهره مما يليني قال : بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ويقول : اخرج عدو الله اخرج عدو الله فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل عليه } . وقال أحمد في المسند : ثنا عبد الله بن نمير ؛ عن عثمان بن حكيم أنا عبد الرحمن بن عبد العزيز ؛ { عن يعلى بن مرة قال : لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت : يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة قال : ناولينيه فرفعته إليه فجعله بينه وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثا وقال : بسم الله أنا عبد الله اخسأ عدو الله ثم ناولها إياه فقال : ألقينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل قال : فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث فقال : ما فعل صبيك ؟ فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة فاجترر هذه الغنم قال : انزل خذ منها واحدة ورد البقية } . وذكر الحديث بتمامه . ثنا وكيع قال : ثنا الأعمش ؛ عن المنهال بن عمرو ؛ عن يعلى بن مرة ؛ عن أبيه قال وكيع : مرة يعني الثقفي ؛ ولم يقل : مرة عن أبيه : { أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لمم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخرج عدو الله أنا رسول الله قال : فبرأ قال : فأهدت إليه كبشين وشيئا من أقط وشيئا من سمن قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ الأقط والسمن وخذ أحد الكبشين ورد عليها الآخر } . ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر ؛ عن عطاء بن السائب ؛ عن عبد الله بن حفص { عن يعلى بن مرة الثقفي قال : ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث وفيه قال : ثم سرنا فمررنا بماء فأتته امرأة بابن لها به جنة فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنخره فقال : اخرج إني محمد رسول الله قال : ثم سرنا فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء فأتته المرأة بجزر ولبن فأمرها أن ترد الجزر وأمر أصحابه فشربوا من اللبن فسألها عن الصبي فقالت : والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك } . ولو قدر أنه لم ينقل ذلك لكون مثله لم يقع عند الأنبياء ؛ لكون الشياطين لم تكن تقدر [ أن ] تفعل ذلك عند الأنبياء وفعلت ذلك عندنا فقد أمرنا الله ورسوله من نصر المظلوم والتنفيس عن المكروب ونفع المسلم بما يتناول ذلك . وقد ثبت في الصحيحين حديث الذين رقوا بالفاتحة وقال النبي صلى الله عليه وسلم { وما أدراك أنها رقية } { وأذن لهم في أخذ الجعل على شفاء اللديغ بالرقية }
    سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين –:

    هل القراءة على الإنسان لإخراج الجان تعتبر من الرقية ، وهل من طلبها يكون خارجا من السبعين ألفاً ، الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ؟

    الـجــواب : الرقية لإخراج الجن داخلة في قول الله تعالى : ( وَنُنَزّلُ مِنَ القُرءَانِ مَا هُوَ شِفَاءُُ وَرَحمَةُُ لِلمُؤمِنينَ ) { الأسراء 82 } ، وقد روى الإمام أحمد – رحمه الله – في مسنده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره مر بامرأة ومعها صبي لها قد أصيب بالجن ، يصرعه الجن فقرأ عليه وقال له : " أخرج عدو الله إني رسول الله " فخرج الجني ، وأفاق الصبي وشفي من ذلك ، وفيه أيضاً وقائع كثيرة جرت للعلماء المخلصين كالإمام أحمد ، وشيخ الإسلام ابن تيمية . وغيرهما من أهل العلم ، وقد ذكر ابن القيم – رحمه الله – عن شيخ الإسلام ابن تيمية . أنه جئ إليه مصروع قد أصابه الجن ، فقرأ عليه فخاطبته الجنية التي في هذا الرجل ، فقالت له إني أحبه فقال لها شيخ الإسلام : لكنه لا يحبك ، فقالت إني اريد أن أحج به ، فقال هو لا يريد أن يحج معك ، فجعل يحاورها وأبت أن تخرج فجعل يضربه يضرب الرجل المصروع ، لكن الضرب يقع في الظاهر على المصروع وهو في الحقيقة على الجني ، حتى يقول إن يده قد تعبت من الضرب ، ثم قالت : أنا أخرج كرامة للشيخ – يعني : شيخ الإسلام ابن تيمية – فقال لا تخرجين كرامة لي ، أخرجي طاعة لله ورسوله . فخرجت فأفاق الرجل فتعجب الرجل قال : مالذي جاء بي الى حضرة الشيخ ، قالوا : أما أحسست بالضرب الذي كلّت منه يد الشيخ . قال : والله ما أحسست به ولماذا يضربني الشيخ ؟ لأن الضرب كان يقع على الجنية . فخرجت ولم تعد .

    فالقراءة على الذي أصابه مس من الجن ، تنفع بإذن الله ، ولكن لا ينبغي للإنسان ، أن يتوهم ويتخيل كلما أصابه شئ قال هذا جن ، ربما لو جاءه زكام ، قال هذا جن ، هذا خطأ عظيم ، والإنسان إذا تخيل الأشياء صارت حقيقة في ظنه بل ربما في الواقع الآن لو تتخيل الشئ البعيد يتحرك وهو ساكن قلت هذا يتحرك .

    الآن بعض الناس قبل أن يفُرش المسجد بهذا الفرش ، قال : كان قبل ذلك مفروشاً بمدات فيها زركشة ، فجاء إليّ أناس فقالوا يا فلان ، كيف تصلي على هذه المدات . قلت : وماذا فيها ؟ قالوا : كلها عصافير النقوش التي بها تخيلوا أنها عصافير ، فصارت في رأيهم عصافير . ماذا نفعل ؟ المهم أن الإنسان إذا تخيل شيئاً ، فإنه ربما يقوى هذا التخيل في نفسه حتى يكون كأنه حقيقة ، وهذه مشكلة لذلك نحن نحذر من أن يتخيل الإنسان كلما أصابه شئ قال هذا من الجن ، ثم نأمر وندعو إخواننا أن يكثروا من الأذكار ، والأوراد ، التي تمنع من ذلك ، مثل : قراءة آية الكرسي ، إذا قرأها الإنسان في ليلة ، لم يزل من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ، يعني لو أنك قلت لإنسان كن حارساً لي هذه الليلة من كل شيطان ظاهر أو باطن . وأعطيك كذا وكذا من المال أليس رخيصاً ؟ بلى ، لكن هذه آية الكرسي اقرأها في ليلة قراءة مؤمن بأنها تحفظه ، مصدق للرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك ، وحينئذ يحميك الله – عز وجل – من كل شيطان . لا يقربك حتى تصبح ، وغيرها من الأوراد ، لكن الناس تغافلوا عن الأوراد الشرعية ، والذين يقومون بالأوراد الشرعية ، ربما يقرؤونها وقلوبهم غير حاضرة ، ومن الناس من يقرأها وهو في شك ، ولذلك كان نفعها قليلاً ، لا لأنها لا تنفع ، ولكن لأن الذي قرأها لم يقرأها على الوجه المطلوب ، فكثرت الأوهام من الناس وصار بعض الناس كلما أصيب قال هذا جن ، ثم إن السائل يقول : هل إذا طلبت من احد أن يقرأ عليّ ، هل أخرج بذلك من السبعين الفاً الذين قال الرسول عليه الصلاة والسلام فيهم إنهم لا يسترقون ؟ نقول : نعم ، إذا كان الإنسان يطلب من أحد أن يرقيه ، فإنه يفوته صفة من صفات هؤلاء ، وليس كل الأوصاف تفوته لأنه ليست هذه كل الأوصاف التي وردت في الحديث ، هذا وصف منها هم الذين لا يسترقون ، والباقي ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون . ربما يفوت الإنسان كل الصفات الأربع ، وربما يفوته صفة من هذه الصفات الأربع ، وإذا أصلح الإنسان علمه ، فما أوسع فضل الله عز وجل .

    __________________
    منقول
    مواضيع ذات صلة
يتصفح هذا الموضوع الآن
تقليص

المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

يعمل...
X