الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

قصة ابي غياث المكي وزوجته لبابة

مملكة القصص الواقعية

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قا ل ابن جرير الطبري : كنت في مكة في موسم الحج فرأيت رجلا من خرسان ينادي ويقول : يا معشر الحجاج ، يا أهل مكة من الحاضر والبادي، فقدت كيسا فيه ألف دينار ، فمن رده إلي جزاه الله خيرا وأعتقه من النار ، وله الأجر والثواب يوم الحساب .
    فقام إليه شيخ كبير من أهل مكة فقال له : يا خرساني بلدنا حالتها شديدة ، وأيام الحج معدودة ،ومواسمه محدودة ، وأبواب الكسب مسدودة، فلعل هذا المال يقع في يد مؤمن فقير ، لو رد المال إليك ، تمنحه شيئا شيئا يسيرا،


    قال الخرساني : فما مقدار حلوانه ؟ كم يريد ؟
    قال الشيخ الكبير : يريد العشر مائة دينار عشر الألف .
    فلم يرض الخرساني وقال : لا أفعل
    قال ابن جرير الطبري: فوقع في نفسي أن الشيخ الكبير رجل فقير، وقد وجد كيس الدنانيرويطمع في جزء يسير ، فتبعته حتى عاد إلى منزله ، فكان كما ظننت ، سمعته ينادي على امرأته ويقول : يالبابة .
    فقالت له : لبيك أباغياث .



    قال : وجدت صاحب الدنانير ينادي عليه ، ولا يريد أن يجعل لواجده شيئا ،
    فقالت له زوجته : يارجل نحن نقاسي الفقر معك منذ خمسين سنة ، ولك أربع بنات وأختان وأنا وأمي ، وأنت تاسعنا ، لا شاة لنا ولا مرعى ، خذالمال كله ، أشبعنا منه فإننا جوعى , واكسنا به فأنت بحالنا أوعى ، ولعل الله عز وجل يغنيك بعد ذلك ،فتعطيه المال بعد إطعامك لعيالك
    فقال لها يالبابة :



    قال ابن جريرالطبري : فانصرفت وأنا في عجب من أمره هو وزوجته،فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادي ...
    يقول : يا أهل مكة، يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضروالبادي ، من وجد كيسا فيه ألف دينار، فليرده إلي وله الأجروالثواب عند الله .
    فقام إليه الشيخ الكبير ،وقال : يا خرساني قد قلت لك بالأمس ونصحتك ، وبلدنا والله قليلة الزرع والضرع ، فجد على من وجدالمال بشيء حتى لا يخالف الشرع ، وقد قلت لك أن تدفع لمن وجده مائة دينار فأبيت ،




    ثم افترق الناس وذهبوا ، فلما أصبحنافي ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادي ذلك النداء بعينه ويقول : يا معاشر الحجاج ، ياوفدالله من الحاضر والبادي ، من وجدكيسا فيه ألف دينار فرده على له الأجر والثواب عندالله .
    فقام إليه : يا خرساني ، قلت لك أول أمس امنح من وجده مائة دينار فأبيت ، ثم عشرة فأبيت ، فهلا منحت من وجده دينارًا واحدًا ،يشتري بنصفه إربة يطلبها ، وبالنصف الأخر شاة يحلبها ، فيسقي الناس ويكتسب ، ويطعم أولاده ويحتسب .

    فجذبه الشيخ الكبير ، وقالله : تعال يا هذا وخذ دنانيرك ودعني أنام الليل ، فلم يهنأ لي بال منذ أن وجدته ذا المال .
    يقول ابن جرير : فذهب مع صاحب الدنانير ، وتبعتهما ، حتى دخل الشيخ منزله ، فنبش الأرض وأخرج الدنانير وقال : خذ مالك ، وأسأل الله أن يعفو عني، ويرزقني من فضله .



    فأخذها الخرساني وأراد الخروج ،فلما بلغ باب الدار ،قال : يا شيخ مات أبي رحمه الله وترك لى ثلاثة آلاف دينار ، وقال لي : أخرج ثلثها ففرقه على أحق الناس عندك ، فربطتها في هذاالكيس حتى أنفقه على من يستحق ، والله ما رأيت منذ خرجت من خرسان إلى هنا رجلا أولى بها منك ، فخذه بارك الله لك فيه ، وجزاك خيرا على أمانتك ،وصبرك على فقرك ، ثم ذهب وترك المال .
    فقام الشيخ الكبير يبكي ويدعو الله ويقول : رحم الله صاحب المال في قبره ، وبارك الله في ولده .
    قال ابن جرير : فوليت خلف الخراساني فلحقني أبو غياث وردني ،فقال لي إجلس فقد رأيتك تتبعني في أول يوم وعرفت خبرنابالأمس واليوم ، سمعت أحمد بن يونس اليربوعي يقول : سمعت مالكا يقول : سمعت نافعا يقول : عن عبدالله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعمر وعلي رضي الله عنهما ، إذا أتاكما الله بهدية بلامسألة ولا استشراف نفس ، فاقبلاها ولا ترداها ،فترداها على الله عز وجل ، وهذه هدية من الله والهدية لمن حضر .



    ثم قال : يا لبابة ،يا فلانة ، يا فلانة ، وصاح ببناته والأختين وزوجته وأمها ، وقعد وأقعدني ، فصرنا عشرة ، فحل الكيس وقال : أبسطوا حجوركم فبسطت حجري ، وما كان لهن قميص له حجر يبسطونه ، فمدوا أيديهم ، وأقبل يعد دينارا دينارا ، حتى إذا بلغ العاشر إلي ، قال : ولك دينار ، حتى فرغ من الكيس ، وكان فيه ألف دينار ، فأعطاني مائة دينار .
    يقول ابن جريرالطبري : فدخل قلبي من سرور غناهم أشد من فرحي بالمائة دينار ، فلما أردت الخروج قال لي : يا فتى إنك لمبارك ، وما رأيت هذاالمال قط ولاأملته ، وإني لأنصحك أنه حلال فاحتفظ به ، واعلم أني كنت أقوم فأصلي الفجر في هذا القميص البالي ، ثم أخلعه حتى تصلي بناتي واحدة واحدة ، ثم أخرج للعمل إلى ما بين الظهر والعصر ، ثم أعود في آخر النهار بما فتح الله عز وجل على من تمر وكسيرات خبز ،ثم أخلع ثيابي لبناتي فيصلين فيه الظهر والعصر ، وهكذا فى المغرب والعشاء الآخرة ، وما كنا نتصور أن نرى هذه الدنانير ، فنفعهن الله بما أخذن ،ونفعني وإياك بما أخذنا ، ورحم صاحب المال في قبره ، وأضعف الثواب لولد ، وشكر الله له .


    قال ابن جرير : فودعته ،وأخذت مائة دينار ، كتبت العلم بهاسنتين ، أتقوت بها وأشتري منها الورق وأسافر وأعطي الأجرة ،وبعد ستة عشر عاما ذهبت إلى مكة ،وسألت عن الشيخ ، فقيل إنه مات بعد ذلك بشهور ، وماتت زوجته وأمها والأختان ، ولم يبق إلا البنات ،فسألت عنهن فوجدتهن قد تزوجن بملوك وأمراء ، وذلك لما انتشر خبر صلاح والدهن فى الآفاق ،فكنت أنزل على أزواجهن ، فيأنسون بي ويكرموني حتى توفاهن الله ، فبارك الله لهم فيما صاروا إليه .
    يقول تعالى(: ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخرومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)الطلاق: 2/3 .
    مواضيع ذات صلة

    #2
    تسلم الايادي المعطاءة
    بارك الله فيك يا جمانة
    رائعة و أكثر
    تعليق

    • جمانة
      جمانة تم التعليق
      تعديل التعليق
      الله يسلمك يا اختى الكريمة روز

يتصفح هذا الموضوع الآن
تقليص

المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

يعمل...
X