الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

نهاية القصد في صناعة الفصد :

المخطوطات والكتب الروحانية النادرة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    منذ أن خلق الله الإنسان إلى أن يسدل الستار مؤذناً بنهاية الحياة الأولى وهو في بحث دائم دؤوب، لا يكل ولا يمل، يبحث عن مقومات وجوده، ويحاول حل المشكلات الصحية التي تقف عائقاً بينه وبين أنشطته الحياتية، آملاً أن تمتد حياته محفوفة بظلال العافية، مجرباً كل ما حوله من نباتات وحيوانات وأحجار كريمة، حتى إنه لم يبخل على تجاربه بنفسه.
    ومن الأمور التي أجرى تجاربها على نفسه إخراج كمية من نسغ حياته (دمه) عن طريق الفصد والحجامة، وسجل النتائج التي توصل إليها في كتب ورسائل من غير إهمال للنتائج التي توصل إليها غيره، سجلها على أوراق، تحولت مع الأيام إلى كتب يتبارى الناس على تعدد طوائفهم إلى اقتنائها ونسخها، فوصلت إلينا. مكتوبة بخط اليد، وأطلق عليها بعد ظهور الطباعة مصطلح (مخطوطات).
    ومما وصل إلينا من هذه المخطوطات مخطوطة (نهاية القصد في صناعة الفصد) من تأليف: ابن ساعد السنجاري، محمد بن إبراهيم الأنصاري المعروف بابن الأكفاني المتوفى سنة 749ه. وقبل أن نعرض ما ورد في هذه المخطوطة ونعرف بها لابد لنا من أن نذكر أن التداوي بالفصد، الذي يعني: «إخراج الدم الفاسد من جسم الإنسان عن طريق شق أوردة مخصوصة وعروق محددة، وتركه يسيل من الجسم حتى ينقطع بنفسه»، قديم جداً كان الأطباء يلجأون إليه قبل ميلاد السيد المسيح،
    ولا يزال بعض المرضى يتداوون به. ولابد لنا من أن نبدأ بتعريف موجز بمؤلف هذا المخطوط وعلمه ونذكر بعضاً من مؤلفاته، ثم نشير إلى نسخ هذه المخطوطة، ونسبتها إليه، ثم نعرض منهجه فيها وتقسيمها إلى فصول وما تناوله في كل فصل، ثم نعرض نموذجاً منه، ثم نبين نسبة المخطوط إليه، وأهميته.
    المؤلف: هو محمد بن إبراهيم بن ساعد السنجاري الأصل المصري، المعروف بابن الأكفاني، رضي الدين، أبو عبدالله. ولد بسنجار، ونشأ محباً للعلم طالباً له، فأتقن منه عدة فنون، منها الرياضيات والحكمة والطب ونظم الشعر والأدب والتاريخ.
    وكان إتقانه للرياضيات يتمثل بحل أصول إقليدس بلا كلفة كأنه تمثلها بين عينيه، وكان له باع طويل في الطب، وتقدم فيه كثيراً، فكان يصيب حتى إن الحذاق فيه كانوا يتعجبون منه، فكان يأتي إلى المريض بخواص ومفردات بغير كيفيتها فيتناولها المريض فيبرأ. وكان مع ذلك كله مستحضراً للتواريخ وأخبار الناس ونظم الشعر.
    قال ابن سيد الناس عنه: ما رأيت من يعبر عما في ضميره بأوجز من عباراته، ولم أرَ أمتع منه ولا أفكه من محاضراته، وكان يحفظ من الرقي والعزائم شيئاً لا يشاركه فيه أحد. وله اليد الطولى في الروحانيات، والمعرفة الدقيقة في الجواهر والعقاقير، حتى رتب بالمارستان وألزم الناظر بألا يشتري شيئاً إلا بعد عرضه عليه.
    على الرغم من أن هذا المخطوط يعد من الرسائل الصغيرة إلا أن المؤلف تناول فيه كل ما يتعلق بعملية الفصد، بدءاً من تعريفه وكيفيته وحاجته إلى الرباط، وانتهاء بالأعراض المرضية التي تتطلب الفصد، وما يتعلق بكل عرق من العروق التي تفصد من حيث طريقة فصدها وما يستشفى منه من فصد كل عرق منها. وقد قسم كتابه هذا إلى بابين:
    الباب الأول: فيما يجري من هذه الصناعة مجرى الكليات وهو ذكر كل واحد من الكليات.
    الباب الثاني: فيما يجري من هذه الصناعة مجرى الجزئيات، وهو ذكر كل واحد من العروق المفصودة على انفراده وكيفية فصده ومنافعه وما حذر من خطأ يتوقع منه.
    أقسام الباب الأول
    الأول: في حد الفصد.
    الثاني: في كيفيته.
    الثالث: في كيفية بتر الشرايين.
    الرابع: في كيفية الرباط ومنفعته.
    الخامس: في الشروط المأخوذة على الفاصد.
    السادس: في الأعراض المقصودة في الفصد.
    السابع: في الأمور التي تراعى عند الفصد.
    الثامن: في معرفة الأبدان التي يضر بها الفصد.
    التاسع: في معرفة من يحتاج إلى الفصد
    العاشر: في معرفة الشروط المعتبرة عند الفصد.
    الحادي عشر: في الأبدان التي لا تتحمل كثرة الفصد.
    الثاني عشر: في معرفة أوقات الفصد
    الثالث عشر: في مقدار ما يستفرغ بالفصد.
    الرابع عشر: في البنية.
    الخامس عشر: في قطع الشريانات.
    السادس عشر: في فضل الفصد على غيره من العلاج.
    السابع عشر: في علاج أمراض معينة تعالج بالفصد.
    الثامن عشر: في الحجامة.
    التاسع عشر: في تداول خطأ الفاصد.
    العشرين: في القانون العام في علاج تفرق الاتصال.
    وتناول في الباب الثاني الذي عنونه ب(فيما يجري من هذه الصناعة مجرى الجزئيات)، وهو معرفة كل واحد من العروق المفصودة في البدن، والأوردة منها والشرايين، وموضعه وكيفية فصده ومنافعه والتنبيه على الخطأ فيه ووجه الاحتراز منه، وجملة هذه العروق 45 عرقاً. وقد بيّن موضعها. ثم بيّن كيفية عملية فصدها ومنافع فصد كل واحد منها.
    الفصل السادس عشر:
    في فضل الفصد على غيره من العلاج: إن الفصد سريع مخلص من آفات عظيمة، على المكان المأمون الغائلة لا تنفصل عنه الأرواح كما ينفصل عن كيفيات الأدوية المسهلة إخراج ما يراد إخراجه بالفصد إلى الطبيب إن شاء استرسل فيه، وإن شاء قطعه، وإن شاء أعاده بخلاف الدواء السهل، ثم لا يقع معه مغص ولا كرب ولا يعقبه سحج، كما في أكثر الأدوية، ويستعمل لحفظ الصحة وعلاج كثير من الأمراض ومؤنته يسيرة، ويسهل الوجود، ولا يتحاشى من فعله، ولا يستدعي زماناً يشغل عن مهم.
    و يوجد منها نسخة في مكتبة حسن حسني عبد الوهاب، في تونس، وعنها نسخة مصورة على ميكروفيلم رقم 3966. أثرت فيها الرطوبة كثيراً، مما جعل تصويرها غير واضح وغير مقروء. ـ نسخة في مكتبة تشستربيتي رقم 4546، وعنها نسخة مصورة على ميكروفيلم في مركز جمعة الماجد بدبي رقم 3850، وهي النسخة التي نقوم بالتعريف بها وعرضها.
    وتتكون هذه النسخة من 10 ورقات، قياس 316,20سم، كتبت بخط نسخي واضح، لم يسجل فيها تاريخ النسخ، ولا اسم الناسخ، قد تكون كتبت في القرن الحادي عشر تقديراً، كتب اسم المؤلف بعد البسملة مباشرة، حيث جاء أولها: قال الشيخ الإمام العلامة شمس الدين أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري.
    وكتبت عناوين الأبواب والفصول بخط كبير، ضرب على بعض الجمل بخط، وكتبت تصويبات على الحاشية، واتبع فيها الناسخ نظام التعقيبات. ويسبق الرسالة في الأوراق الأولى قطعة صغيرة من الكتاب تمثل الأوراق الأولى منه، يليها فوائد طبية، ثم تبدأ الرسالة، حيث كتب قبل البسملة: هذه النسخة المباركة في المقصد ومعرفة الفصد.
    وتكمن أهمية هذه النسخة في أنها تمثل مرحلة تاريخية من مراحل تاريخ الطب وتطوره في القرن الثامن الهجري، وفي طريقة عرض المادة، وقد ذكر فيها مؤلفها أن العروق التي يمكن أن تفصد عددها 45 عرقاً في حيث إن العدد الذي ذكره غيره من أطلعنا على كتبهم 33 عرقاً.
    ضع 10 ردود في مواضيع مختلفة لتشاهد كل روابط التحميل للمخطوطات كافة
    مواضيع ذات صلة

    #2
    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    تعليق
    يتصفح هذا الموضوع الآن
    تقليص

    المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

    يعمل...
    X