الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

ماجاء في احترام مكانة العلماء

مملكة القران الكريم

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    [align=justify]

    مكانة العلماء ليست فكرة شخصية، بل هي قرار إلهي، قال تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة، 11] .

    وأكد الله سبحانه هذا التمايز الاجتماعي فقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر، 9].

    والسخرية بأهل الدين من صفات الكفار التي يجب عدم مشابهتم فيها، قال تعالى (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا)[البقرة، 212].

    ويكفي في شرف العلماء قوله صلى الله عليه وسلم (العلماء ورثة الأنبياء)[رواه ابوداود، وقال ابن الجوزي: روي هذا الحديث "العلماء ورثة الأنبياء" بأسانيد صالحة].

    وأسست الشريعة الاحترام المتبادل بين المسلمين، لكنها خصت شرائح معينة من المسلمين بقدر زائد خاص من الاحترام، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه)[رواه الإمام أحمد، وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب سنده جيد، وحسنه الألباني].

    وغالب ماتكون الوقيعة في العلماء بسبب ضعف الدين، كما قال أبو تراب النخشبي رحمه الله (إذا ألف القلب الإعراض عن الله، صحبته الوقيعة في أولياء الله)[الرسالة القشيرية].

    وكان السلف يتشوفون لمجالسة العلماء، كما قال الإمام ميمون بن مهران (ت117هـ) يحكي أشواقه: (العلماء هم ضالتي في كل بلدة، وهم بغيتي، ووجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء)[رواه ابونعيم في الحلية، و ابن عبد البر في جامع بيان العلم]


    ومن أدمن الوقيعة في أعراض العلماء والدعاة والترصد لهم فإنه غالباً يصاب بقسوة القلب فيستصغر الخطايا ويتقحم الشبهات، وهذا أمرٌ أثبتته التجربة، فقد رأينا مدمني الوقيعة عليهم وشاح القسوة، وإلى هذه التجربة أشار ابن عساكر رحمه الله حين قال (من أطلق لسانه في العلماء بالثلب؛ بلاه الله قبل موته بموت القلب)[ابن عساكر، تبيين كذب المفتري].

    ومن معايير معرفة "العالم" هو ما كان ابن تيمية يسميه في غير موضع "لسان الصدق العام" كما يقول رحمه الله (ومن له في الأمة "لسان صدق عام"، بحيث يثنى عليه ويحمد في جماهير أجناس الأمة؛ فهؤلاء هم أئمة الهدى ومصابيح الدجى) [ابن تيمية، الفتاوى، 11/43].

    وما أجمل تنبيه الإمام الشعبي إلى "تميز علماء هذه الأمة"، والذي أكده ابن تيمية بعده بقرون، حيث يقول ابن تيمية (كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها، إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم)[ابن تيمية، الفتاوى، 20/232].

    وعقد إمام المقاصد الإمام الشاطبي فصلاً في الموافقات في تثبيط المبادرة إلى الاعتراض على العلماء، حيث يقول إمام المقاصد الإمام الشاطبي: (العالم المعلوم بالأمانة والصدق، والجري على سنن أهل الفضل والدين والورع، إذا سئل عن نازلة فأجاب، أو عرضت له حالة يبعد العهد بمثلها، أو لا تقع من فهم السامع موقعها؛ أن لا يواجه بالاعتراض والنقد، فإن عرض إشكال فالتوقف أولى بالنجاح، وأحرى بإدراك البغية إن شاء الله تعالى)[الشاطبي، الموافقات، تحقيق مشهور سلمان، ص 5/400].


    وأشار العلامة ابن رجب إلى أن "محبة العلماء" من شعب الإيمان، كما يقول ابن رجب رحمه الله (إنما يبغض المؤمن والعالم عصاة الثقلين..، ومحبة العلماء العاملين من الدين)[ابن رجب، شرح حديث أبي الدرداء في طلب العلم، تحقيق الخيمي، ص31].


    وهَب أن العالم أخطأ، ولا بد أن يخطئ، فأين النقد العلمي الهادئ الموضوعي، من الترصد وإهدار المكانة، وسوء الفهم، وحمل كلام العالم على أبعد المحامل من إيغار قلوب العامة عليه، قال ابن القيم رحمه الله (ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل، الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها، ولايجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين) [ابن القيم، إعلام الموقعين].

    لكن لماذا جعلت الشريعة الخوض في عرض العالم أشنع من الخوض في عرض غير العالم، كما قال تعالى "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، يجيب خاتمة الفقهاء الشيخ ابن عثيمين بقوله: (الوقيعة في أهل العلم ليست كالوقيعة في غيرهم؛ لأن الوقيعة فيهم تستلزم كراهتهم، وكراهة ما يحملونه وينشدونه من شرع الله)[ابن عثيمين، مجموع فتاواه].

    إذا كانت مكانة العالم في القرآن بمثل هذا الموقع، فلماذا يتجرأ كثير من الشباب اليوم، ويتسافه ويتحامق على أهل العلم، ويعجز عن توقير العالم قدره الشرعي؟ الجواب: بسبب ما غزا القلوب من كبرياء الثقافة المادية المعاصرة، وبسبب ما ضخته الفردية الليبرالية في النفوس من جنون الذاتية والغرور، فإن الإنسان يحال بينه وبين هذه الهدايات القرآنية العظيمة، وقد نبه كتاب الله تعالى على ذلك في قوله (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)[الأعراف، 146].

    مواضيع ذات صلة

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    تعليق
    يتصفح هذا الموضوع الآن
    تقليص

    المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

    يعمل...
    X