الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

القفز نحو القمــة

مملكة المواضيع العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الطيرالمغدور
    كاتب الموضوع
    أعضاء نشطين
    • Jan 2013
    • 309 


    ‎ ‎
    ‎ ‎
    ‎ ‎
    رائع جدا
    موقف سحرة فرعون دائما يؤثر في كثيرا
    وخصوصا عندما قالوا: فاقض ما أنت قاض إنما هذه الحياة الدنيا
    واتخيلهم وهم يتعذبون ثم صعدت ارواحهم الطيبة غلي الخالق سبحانه
    رحمهم الله
    أساله ان يحشرني معهم
    ‎ ‎
    ‎ ‎
    القفز نحو القمة ‏
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد ‏
    لقد رأينا وسمعنا عمن يسقط إلى الهاوية ، والأصل في السقوط إنه بلا تدرج كسقوط المباني والدور ، وفي المقابل فإن ‏البناء يكون تدريجياً وكذلك الصعود إلى القمة لا يكون إلا بالتدريج ، بل أن ثمة نظرية تردد على أسماعنا حتى أصبحت ‏كالحقيقة وهي :" أن كل يحاول الوصل إلى القمة بسرعة فمصيره السقوط" .‏

    و ثمة فريق من الناس استطاع لا أن يصل للقمة بل إنه قفز نحو القمة ، وليست أي قمة بل أعلى درجات القمم ‏البشرية والتي يمكن أن يحققها البشر على هذه المعمورة ، فإنهم وخلال ساعات وربما لحظات قفزوا من القاع إلى القمة ، ‏فلنستعرض قصتهم ثم لنتعرف على منهجهم وطريقتهم لعلها تدفعنا نحو القمة .‏

    ‏ تبدأ قصتنا مع مجموعة من السحرة الكافرين وصل بهم الأمر أن يوظفوا سحرهم وشعوذتهم لمصالح ربهم – كما يقولون ‏‏– وتعبيد الأتباع له ، وتمر السنين على هذا الحال ، حتى ظهرت دعوة الحق وجاء موسى ‏u‏ بدعوته لفرعون ، ويتفق ‏موسى ‏u‏ مع فرعون على مباراة تحدي في يوم العيد ( اجتماع الناس ). ‏

    ويحضر موسى ‏u‏ وليس معه إلا أخاه هارون ‏u‏ ،ويحضر فرعون بحاشيته وسلطانه ومعه السحرة الذين جمعهم من كل ‏مملكته ، وهنا يقول السحرة لربهم – كما يزعمون- " إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ ‏وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ "‏‎‎‏ ، فمن أعظم أمانيهم أن يكونوا من المقربين للسلطان ، وهنا يلقون بعصيهم ويظهرون ‏من سحرهم ما يبهر العقول حتى قال تعالى " فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى"‏‎‎‏ ، ثم يأتي دور موسى ‏u‏ فيُلقي ‏عصاه " فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ "‏‎‎‏ ، وعندها ظهر الحق وأدرك السحرة حقيقة الموقف فهم أعلم الناس ‏بالسحر ولا أحد يجاريهم فيه ، ولكنهم حين شاهدوا العصا وما فعلته أيقنوا أن ذلك ليس بسحر ولكنه معجزة ربانية لا ‏يستطيعها إلا من كان مؤيد بالوحي ففعلوا وقالوا " فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى"‏‎‎‏ لقد كان ‏بإمكانهم أن يسروا إيمانهم ولا يظهروه ولكنهم ارتقوا إلى القمة وأمام الناس أجمعين وبوجهة أعتى طاغية ، مع يقينهم بما ‏يمكن أن يحدث لهم من التعذيب والتنكيل .‏

    هذا الفعل لا يرضى فرعون فهو يرفض هذه النتيجة فهو لم يخسر الموقف فقط بل خسر الموقف والسحرة وهم من أهم ‏سنده في إقناع الناس وتعبيدهم له ، كما أن إيمانهم سيكون مدعاة ليؤمن الناس بعد أن شاهد الجميع تلك المنازلة ، لذا ‏كان تهديد فرعون قوي وتوعده شديد "فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ‏النَّخْلِ "‏‎‎‏ ، فكيف سيكون رد الأبطال ، لقد قفزوا نحو قمة أعلى فبعد قمة السجود وإعلان الإيمان جاء الرد " قَالُوا ‏لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا ‏بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا ‏يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ ‏تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)"‏‎‎، فكان الرد ليس لفرعون فقط بل ‏انتهزوا الفرصة ليدعوا إلى الله ويبينوا المنهج الحق كما كانوا يمارسون منهج الباطل ، فالدنيا عندهم لا تساوي شيء فالمهم ‏هو الإيمان ومغفرة الذنوب والإيمان والعمل الصالح وتزكية النفس في الدنيا كل هذا من أجل الحصول على الدرجات العلى ‏ودخول جنات عدن ، فما أجمله من كلام وما أرقها من عبارات .‏

    وانتهت قصتنا بقتل أؤلئك كما هددهم فرعون ، وهكذا فبعد أن كانوا كفار سحرة أصبحوا شهداء بررة ، وبعد أن ‏كانوا يطلبون التقرب من فرعون أصبحوا يطلبون القرب من رب فرعون ، فهل سمعت بمثل هذا القفز وخلال فترة وجيزة ‏وهي مدة المباراة فقط .‏
    ثم يأتي السؤال المهم كيف وصل أؤلئك إلى القمة ؟ وما خطواتهم نحو ذلك؟

    أقول – والله أعلم – أن الخطوات " القفز نحو القمة " استناداً إلى تلك القصة هي أربع خطوات ، وسأتحدث عنها ‏بصورة مجملة ولعل الله أن ييسر الحديث عنها بالتفصيل في مقام آخر :‏

    ‏1. معرفة الواقع : واليقين التام بسوء الوضع كما في قوله تعالى " وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ" فقد أيقنوا أنه ‏سحر وليس حقيقة حتى وإن بدى للناس على أنه حقيقة، فمن أيقن بخطورة وضعه وأنه على خطأ فسيبحث عن ‏الخطوة التالية والعكس صحيح .‏
    ‏2. معرفة الحق : أو التصحيح والهدف المطلوب " لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا " " فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) ‏جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا" ، وبطريقة أخرى ماذا تريد ؟ حدد هدفك بوضوح ، ‏ونقصد به الهدف الجديد بعد إلغاء الهدف الباطل " الواقع " ، فالسحرة كان هدفهم " إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ ‏الْغَالِبِينَ"ولكنهم حين أيقنوا بخطئهم وشناعته تغير هدفهم ، فمن يريد أن يقفز إلى القمة عليه أن يحدد هدفاً نبيلاً ‏صحيحاً .‏
    ‏3. معرفة الطريق: فالطريق نحو مغفرة الخطايا والحصول على الدرجات العلا ودخول جنات عدن هو الإيمان " قَالُوا ‏آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى" وأيضاً" إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا" ، فلا يكفي وضع الهدف بل لابد من معرفة الطريق أو أفضل ‏الطرق لتحقيق ذلك الهدف ، فالهدف هو كالدواء للمريض ومعرفة الطريق هو تناول الدواء بالطريقة الصحيحة فمن ‏أخذ الدواء ولم يعرف كيف يستخدمه أو استعمله بطريقة خاطئة فلا يحصل على الشفاء بل ربما نتيجة للاستخدام غير ‏الصحيح تكون النتيجة عكسية .‏
    ‏4. الصبر : فطريق المجد ليس سهلاً ، والوصول إلى القمة ليس مفروشاً بالورود ، فالدواء غالباً يكون مراً ، وكلما كان ‏المرض أشد كانت مرارة الدواء أكثر فكيف ليس بمن يريد الشفاء فقط ولكنه يريده و بسرعة ، فلئن كان الوصول إلى ‏القمة يحتاج إلى صبر فإن القفز نحو القمة يحتاج إلى أضعاف ذلك" فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ‏وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ" وهكذا كل مَن سار على هذا الدرب وإن اختلفت طرق ووسائل ‏التعذيب والتنكيل على مر الدهور والعصور ، لقد صبر السحرة على القطع والتصليب والتعذيب ثم ‏دفعوا حياتهم وبطريقة وحشية ثمناً للمبدأ وللبقاء على القمة . ‏
    ‏ ‏
    لقد كان نموذج السحرة نموذجاً رائعاً لمن يريد " القفز نحو القمة " وسيبقى مناراً يسترشد به السالكون ومصباحا يستنير ‏به السائرون ، ولعل هذا من أسرار تكرار هذا الموقف في أكثر من مرة في القرآن الكريم وبطرق مختلفة وبأساليب متنوعة ‏لتفتح للبشرية الطريق.‏
    فإلى كل من يريد " القفز نحو القمة " عليك بمراجعة نفسك ومعرفة واقعك فهل أنت مستعد ؟
    ‏ ‏
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    منقول عن
    د. جمال الهميلي ‏
    المشرف العام على أكاديمية التدريب الدعوي ‏
    ‏19 / 12 /1432 هـ‏

    مواضيع ذات صلة
  • بيسان
    أعضاء نشطين
    • Jan 2011
    • 718 

    #2
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    تعليق
    • sima23
      أعضاء نشطين
      • Jun 2009
      • 1727 

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
      شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
      موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
      تعليق
      يتصفح هذا الموضوع الآن
      تقليص

      المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

      يعمل...
      X