الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

كلّ عينٍ باكيةٍ يوم القيامة إلاّ ثلاثة أعين

مملكة الصلاة على الحبيب محمد (ص)

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • برنيس
    كاتب الموضوع
    أعمدة اسرار
    • Mar 2012
    • 7832 
    • 472 




    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كلّ عينٍ باكيةٍ يوم القيامة إلاّ ثلاثة أعين: عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ غضّت عن محارم الله، وعينٌ باتت ساهرةٌ في سبيل الله).




    أولاً: البكاء عبارة عن عملية تفاعل باطني، وإلا هذه الدموع لا قيمة لها في
    حد نفسها.. فلو أن امرأة تقشر بصلاً، وذرفت دموعاً غزيرة؛ فإن ذلك لا يحرك
    ساكناً في الرجل.. أما أن تبكي من دون سبب، فلابد أن يكون لهذه الدموع رصيد..
    ولهذا أحدنا عندما يرى إنساناً باكياً، يدفعه الفضول تارة، والشفقة تارة
    أخرى، أن يعلم ما هو سبب البكاء.. فهذا شيء متعارف!..

    ثانياً: إن يوم القيامة، هو يوم الحسرة والندامة:
    فبمجرد أن يموت الانسان تبدأ ندامته: إن كان
    مطيعاً يندم لأنه لم يطع أكثر!.. وإن كان عاصياً يندم لأنه عصا!.. فإذن،
    الندامة لا تنفك من الناس، وهذه الندامة تبدأ من البرزخ، من أول ليلة في
    القبر، ولا تنتهي إلا عند دخول الجنة.. فرب العالمين يُنسي بني آدم المزعجات،
    {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ}.. الغل مزعج في الجنة، وكذلك
    الحسرة مزعجة، والندامة مزعجة.. لذا هناك احتمال قوي جداً، أن رب العالمين
    ينسينا ذلك.


    إن الكل متألم في ذلك اليوم، وعيونهم باكية، والبكاء بكاء متصل، ربما يستمر
    آلاف السنين.. ولكن هناك ثلاث عيون لا تبكي يوم القيامة:
    (عينٌ بكت من خشية الله).. الحديث لم يقل: عين "تبكي" من خشية الله، لأن
    "تبكي" فعل مضارع، والمضارع يعني الاستمرارية؛ أي على الأقل مرة في النهار
    ومرة في الليل..فإنه يكفي إجمالاً أن يبكي الإنسان من خشية الله عز
    وجل.. وهنا كلمة "الخشية" عبارة جداً غامضة، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ
    عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}.. يستفاد من هذه الكلمة، أن هناك أمراً عظيماً، وهناك
    معرفة لمقام الربوبية.. والخوف شيء، والخشية شيء آخر.. فكثير من مرتكبي
    المعاصي قد يبكون أيضاً؛ فهل هذا الإنسان إنسان مقدس؟!.. حيث أنه من الطبيعي
    جداً أن يبكي الإنسان عندما يرتكب ذنباً!.. أما البكاء المقدس، لعله هنا
    البكاء من خشية الله -عز وجل- {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}..

    فالخوف من مقام الله -عز وجل-، والبكاء من المقام؛ فيه كل شيء: فيه حب، وفيه
    خوف، وفيه رجاء، وفيه رغبة؛ كل هذه الأمور تجتمع، فتولد في النفس خشية.
    (وعينٌ غضّت عن محارم الله).. قد يكون المراد هنا الاستمرارية، وإلا الإنسان
    في يوم من الأيام يغضّ بصره؛ هذا قطعاً لا يكفي.. يجب أن يكون دأبه غضّ البصر
    عما حرّم الله عز وجل.. الكثير من الشباب هذه الأيام يشتكون من فتنة النساء،
    والعلاج أمر بسيط، ولكنه يحتاج إلى معرفة نظرية: فمن يعلم أن الإنسان وما فيه
    وما معه {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}؛ أي الجسم مملوك لله
    عز وجل، والروح مملوكة لله عز وجل؛ يصبح الأمر بسيطاً.. وبالتالي، فإن العين
    قطعة من الجسم، فهذه العين خلقها الله -عز وجل- ثم قال: يا مخلوقي، لا تنظر
    إلى مخلوقي هذا.. فأنت مملوك، وهذه الفتاة مملوكة، والعين مملوكة له عز وجل..
    يسمح للإنسان أن ينظر إلى الطبيعة، وإلى الزوجة، ولكن هذه الأجنبية يحرم
    النظر إليها.

    ما الفضل في غضّ النظر، وهل هذا يحتاج إلى مجاهدة عظيمة؟.. إن الذي عنده هذه
    المعرفة النظرية، لا يحتاج إلى معرفة كثيرة.. مثلاً: هناك إنسان يريد أن يدخل
    إلى بستان أحدهم، ليأكل فاكهة: فإذا كان لا يفهم أن هذا بستان الغير، بل
    يعتقد أن هذا بستانه هو، لذا إذا طُلب منه عدم أكل هذه التفاحة، قد يقتنع وقد
    لا يقتنع.. ولكن عندما يعلم أنه معتدٍّ، وأن هذا بستان الغير، وأنه إذا دخل
    البستان سيُضرب؛ عندئذٍ ينتهي الأمر، ولا يحتاج إلى زجر لترك التفاحة..
    .
    (وعينٌ باتت ساهرةٌ في سبيل الله).. من مصاديق العين الساهرة في سبيل الله
    -عز وجل- المرابطون على ثغور المسلمين، يسهرون الليل؛ لئلا يباغتهم العدو..
    ولكن ما المانع أن يتوسع المعنى؟.. مثلاً: من يسهر على قراءة مسائل شرعية، أو
    قراءة القرآن الكريم، أو التفسير؛ أي أنه يتعلم العلم في الليل.. أو من يجلس
    على سرير أبيه المريض في المستشفى، في غرفة الإنعاش.. أو من يأخذ أخاه المؤمن
    في جوف الليل إلى المستشفى؛ أليس كل هذه الأعمال سهراً في سبيل الله عز
    وجل!.. كل هذه إذا صدقت النية، سهر في سبيل الله عز وجل.. ولهذا في رواية
    طريفة قال رسول الله (ص): (لا سهر إلا في ثلاث: متهجد بالقرآن، وفي طلب
    العلم، أو عروس تهدى إلى زوجها).. إذا سهر الإنسان مع زوجته، ليخفف من آلامها
    الروحية؛ كأن يكون لها هم وغم؛ هذا أيضا من مصاديق: (عين سهرت في سبيل الله).
    الخلاصة:


    أن كلّ عينٍ باكيةٍ يوم القيامة إلاّ ثلاث أعين:
    - عينٌ بكت من خشية الله عز وجل.
    - عينٌ غضّت عن محارم الله عز وجل.
    - عينٌ باتت ساهرةٌ في سبيل الله عز وجل.
    مواضيع ذات صلة
  • زكي علي
    أعضاء نشطين
    • Apr 2012
    • 149 

    #2
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    تعليق
    • برنيس
      كاتب الموضوع
      أعمدة اسرار
      • Mar 2012
      • 7832 
      • 472 

      #3
      بارك الله فيك أخي زكي ودمت بألف خير
      تعليق
      • اشراقة
        أعضاء نشطين
        • Feb 2012
        • 3848 

        #4
        موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
        تعليق
        • دوفلامينجو
          أعضاء نشطين
          • Aug 2017
          • 243 

          #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          تعليق
          • سعسوقي
            نائب المدير العام
            • Oct 2015
            • 11745 
            • 6,488 
            • 5,236 

            #6
            شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
            يا هو يا من لا هو الا هو
            تعليق
            يتصفح هذا الموضوع الآن
            تقليص

            الأعضاء المتواجدون الآن 4. الأعضاء 0 والزوار 4.

            يعمل...
            X