الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

المعادن والكواكب والأيام

المـدرسة الـروحانية الـكبرى

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة


    لوبدلنا المعادن بأولى منها وهو الموافق لطبعها أتينا بالمراد ولكن لايستغنى عنها في طلاسم كنوزنا الا بالأسرب فإن استحالته إلى جنس الأرض فيصغر عباء فتقويضه بالأحجار الجبلية إذ هي موافقة له في الطبع ولايطرد ذلك في بقية المعادن وإن تستحيل :فمعدن المريخ إذ دبر وطلى بعد رقمه بزيت الإنفاق وماتدبر من الأسرب وهو الأسفيداج لم يتغير أبدا ومعدن الزهرة إذا دبر وطلى بعد رقمه بما يستخرج من آلية الضأن لم يتغير أبدا .ومعدن المشتري إذا دبر وطلى بعد رقمه بدهن البان لم يتغير أبداً .
    ومعدن عطارد إذا دبر وطلى بالملح المر المحلول لم يتغير أبداً .
    ومعدن القمر إذا دبر وطلى بعد رقمه بالدهن المتخذ من الجوز لم يتغير أبداً .
    وأما الأسرب فلو طلى بكل دهن فإنه قريب الاستحالة إلى الأرض واتخذ الحكيم أفلاطون له دهناً استقطره من صفرة البيض المصلوق بعد أن دبره وصار طاهراً من السواد الذي هو السبب في استحالته وقال : لا تعدلوا عن المعدنيات إلا عند عدمها في أعمال الجلب والطرد في غير المكنوز ونحن معاشر الحكماء لا نعتبر المعدنيات في كل أعمالنا إلا بالطلسمة في كنوزنا فعلى راي أفلاطون إذا استقطر دهن صفرة البيض ونقى الأسرب وطلى به بعد رقمه لم يتغير أبداً .
    وأما معدن الشمس فإنه لا تغيره الحرارة ولا البرودة ولا الرطوبة ولا اليبوسة ولو توالى عليه دهوراً فإنه أشرف المعادن كما أن كوكبه أشرف الكواكب .
    وسئل أرسطو طاليس عن معدن الشمس بحضرة الإسكندر ما السبب في عدم تغيره وطول مكثه على حد واحد دون بقية الأجساد ؟ فقال لاستيلائه على العناصر الأربع وغلبته إياها وصفاء جوهره وشرف طبعه وطيب عنصره فهو أشرف المعادن وأعدلها وأكثرها فعلاً وكل معدن دونه غلب عليه الأخلاط وفعلت فيه المؤثرات وهم المحتاجون لتكميل نقصهم واستحالتهم إلى طبعه فلو عرفوا ما في باطنه من السر المكنون لبذلوا جهدهم وصرفوا عمرهم في طلب ذلك السر الكامن فيه الذي إذا وجد منه قلب أعيان الفلزات إلى لونه وكمل نقصها حتى تصير في قوامه وذلك لا يحصل لهم إلا باستخراج روحه ونفسه بتفصيل طبيعي ثم تركيب ما استخرج منه تركيب طبيعي فمن احتكم في ذلك العمل نال الأمل فإنه أشرف المعادن وأنه لا يتغير بمرور الزمان ولا بحلول الجهات وهو المعدن الطاهر الذي لا يحتاج إلى غيره من المعادن بل هي محتاجة إليه وهو مكمل نقصها ومحيلها إلى طبعه ثم ساقه ذلك إلى أن لوح ببعض تدبيره بكلام كلي مجمل يحتاج إلى تفصيل ليس هذا محله لأنى لم أضع هذا المختصر لشيء من ذلك وإنما وضعته لمعنى بسيط والتكسير وتنزيل الأعداد فإذا تأمل الطالب ما قالته الحكماء في التعويض عن المعدنيات ونظر في عمله وما الغالب عليه ووضع ذلك في طبعه من أي نوع كان لأن كلامهم يدل على ذلك ظهر له أنموذج لطيف يقيس به ما ذكروه على مالم يذكروه فالمعدنيات تحتاج إلى تدبير أول والتدبير هنا إعدال مزاجها وتليين طبعها لتقبل النقش ولتقوم بلا تغيير .
    وها أنا أذكر لك شيئاً من ذلك على وجه الاختصار لأن المراد إثبات الغرض لا الإمعان فما الكلام فأقول وربك الفتاح العليم :
    إن أول الأيام يوم الاحد وكوكبههو النير الأعظم ومعدنه الذهب وحرفه الألف فانظر يا أخي هذه المناسبة اللطيفة التي خصت هذا اليوم دون غيره فالشمس عند المنجمين حارة يابسة وجهتها الشرق وعند الحكماء أن كوكب الشمس وإن كان حاراً فإنه أقرب إلى الاعتدال لأن العناصر استوت فيه فلا يزيد أحدهم عن الآخرة دقيقة ولا أدنى منها ومعدنه
    وكذلك ولو كان حارا يابسا ما يزعمون لأفسد كل ما ظهر عليه أما ترى الى النار كيف مجعل المياه بوارق صاعدة والأجساد ترابا محرقا فهي لاتبق روحا ولا جسدا فتصعد الأرواح دخانا والأجساد زيابعا فتصير لارطوبة فيها وكوكب الشمس إذا حل في أقليم أنعشه وأظهر مكنون مافي الأرض ذلك الإقليم من النبات وتنعش الإبدان وتنضج الثمار وتروق الأنهار وتجفف الرطوبات المعفنة للأرض وغيرها ويدل على ذلك مانشاهده من تأثير هذا الكوكب في المعدن والحيوان والنبات وماتراه من معدن الشمس وهو الذهب فإنه لم يتغير أبدا ولم تحلله النار ولا التراب ولا الماء ولا الهواء ولو مكث في كل منها دهرا طويلا وترى في النحاس والزنجرة وفي الحديد الزعفرة وفي القلعي الزرقة والنتان والصرصرة وفي الأسرب السواد واللين والتفت وفي الزئبق السواد والرجراجية وفي مكث الفضة زنجرة ولاترى شيئا من ذلك في معدن الذهب فهو لا يحتاج الى تدبير إلا عند جعله إكسيرا وأما الفضة فتطهيرها الروباص وصفته أن يوضع على حجر الفضة قدرها مرتين من الاسرب وتدار هي وهو في كيس بل في حفرة معدة لذلك فيحترق الاسرب ومافي الفضة من الغش وتصير نقية لاغش فيها ولا يتغير أبدا واما الحديد وهو معدن المريخ فيؤخذ برادة وتغسل بالقهر على الصلابة بالماء القراح حتى يبيض ويجعل في بوط ويدر عليها العلم الاصفر وهو الزرييخ ثم يدار بالنار الشديدة فيدور كالنحاس وهذا تدبيره .وأما الزئبق فيغسل كغسل الحديد ولكن يحتاج بعد ذلك الى عقد وهو أن يجعل قرصا يمكن النقش عليه وللحكماء في ذلك طرق أسهلها جعله في مقعرة حديد وتلحقه بالزيت الكبريت ويوقد ويوقد عليها بنار لينة يوما كاملا كلما جفت رطوبة الزيت وضع بدله ويمنحن بعد ذلك يعود من حديد فان رآه الطالب صلبا أنزله من على النار ويرده ثم يفعل به ماشاء وأما القلعي وهو معدن المشتري فتطهيره يدار في مقعرة من حديد ويطفأ في ماء استخرج من الأنبيق من الآس سبع مرات ثم يدار ويطفأ في قطران سبع مرات أخر ثم يدار ويطفأ في عسل نحل سبع مرات اخر ثم يدار ويطفأ في لبن ماعز حليب سبع مرات أخر ثم يدار ويطفأ في القرع سبع مرات أخر وقد طهر وقال سقراط إذا أذيت الكبريت بالزيت وأهرج كل جزء منه في ثلاثة أمثاله أو أكثر من اللبن الرايب سبعة أجزاء متفرقة في سبع أوان وأطفئ في كل آنية مرة أذهب ذلك جمع علة وصيره فضة قمرا خالصا وقال أن الآنك إذا رقق (كلمة )والحف بالكاس والعسل واودع أنون الزجاج ليلة أرضانا لونه وصلابته وخرج عن اسم الآنك القمر ولم يعد يسمى آنكا وقال ذوسم في مصحف القمر وللآنك أمراض سبعة سببها واحد وعلاجها واحد والسبب هو تغير الطبيعة والرطوبة المسخنة في معدنه وقوات طول المدة التي ينضج فيها أمثاله من المعادن فأوجب بذلك سواده وزوقته وخريره ولينه ونتنه وخفته وصريره فهذه أمراضه والعلاج ان يسبك بنار السبك ويرجم بشحم الماعز ويطفأ في لبن منزوع الدسم قد دق به ثوم سبع مرات وذكرت الحكماء في علاج القلعى طرقا كثيرة والمراد فيها واحد واما النحاس وهو معدن الزهرة فتطهيره أن يدار في بودقة ويرجم وأما معدن النحاس وهو معدن الزهرة فتطهيره أن يدار في بودقة ويرجم بترقية هندى ويطفأ في خل خمر سبع مرات فإنه يظهر من اوساخه وزنجرته وقال بعض الحكماء انه يدار ويرجم بالزيت المدقوق بالالية ويطفأ في الخل الحاذق وأما الأسرب وهو معدن زحل فتطهيره أن يدار ويرجم ببنادق معمولة من الكندر والمراد سنج ويطفأ في لب البطيخ الأحمر مائة مرة وسبع مرات فإنه يبقى من سواده وأوساخه وقال سقراط خذوا الذهب البن وألقوا أوساخه ونفروه بالأحجار الحمر فإنه يصيرإبريزا وتنقية أوساخه مااستخرج من ثمر الاشجار الحامضة ثم ذكر تدبيره بعد ذلك ليس هذا محله واما معدن الشمس وهو الذهب فلا يحتاج الى تطهيره كما ذكرنا اولا فهذا مايتعلق بتطهير المعادن للزايرجات في الأعمال وقال أفلاطون لاتحتاج المعادن الى تطهير عند الرقم في الاعمال وإنما أردتم ذلك فضعوا مااتفق فيما اتفق فتطهير الاجساد لايكون الا عند القاء الإكسير وأثبتوا أصولكم في طبع عنصرها الغالب عليها وحرورا قدر الموازين والعائد خذوا أرواح اصولكم فهي الأقسام على أعمالكم ووزعوها كما توزعوا الاعداد في المربعات وإن شئتم فالأجساد اختاروا ذلك الاسباط في أول الأصول واختار الارواح في الاصول وأثبتوا خلف أصولكم الدائرة الطلسمية وصوروا كنى أعمالكم داخلها وزوايا يا أصولكم وأقطابها خارجها وطبعها الغالب مستكعبا بالمطلوب وأعداد بالطالب واحرصوا على الاوقات والزايرج والمحل ولا نثبتوا اعمال الخير في مكرر وكوكب نحس والغرض ان لاتضادوا الاعمال ولكن ناسبوها وكافنوها بالمراتب والدرج على توالي موازين هرمس عليه السلام تظفروا فيها النجاح ودوام التأثير والسر فنبه على ان المعادن لا نحتاج الى تطهيره وإنما تتنفى عند التدبير وهو القاء الإكسير لتكون قابله له ملائما في الطبع ونبه على أن الأرواح التي تنتظم من الأصول هي القسم الذي يقسم به على الاعمال وان الأعوان أجود مايكون نظمها بالحروف وعزا ذلك الى الاسباط وقال سقراط في لسان الحكمة النصح الحكيم من الواجب اللازم في حقه لإخوانه وحرام على غير اهله الذي استعمله الاسباطونقلوه عن هرمس هو تطهير الفلزات المعدنيات لقبول اسرار الحروف وهو أولى من قبول سر الإكسير إذا أسرار الحروف هي الاكسير الأكبر الذي يقلب أعيان الطرد جلبا والعداوة محبة والقريب بعيدا والبعيد قريبا فالتطهير للفلزات واجب في هذا الفن فكلام سقراط أفصح من قول أفلاطون المتقدم خصوصا اذا نقش فيها أوفاق مخصوصة بها فإن الاعداد سر من اسرار الله تعالى فلايمكن اذاعته ولاينبغي تضييعه ولا إذاعته للجهلة الفسقة فالحق ماذكره سقراط من ان المعادن تنقى لوضع الاعمال والحق في قول أفلاطون ان الارواح تنظم من الاصول أقساما والأعوان لاتنظم الا بالحروف وماذكره ذو مقراط في مقالته هو هذا بعينه ولكن قال اذا نظمت أعوان الاعمال أجسادا أضفنا لها السر الاكبر لتكون كاملة في الشكل واللفظ والمعدن للحروف والاعداد كالجسد فإذا لم يكن الجسد منقى لم تقبله الروح التي هي للحروف وأعدادها فذكر هذا الحكيم وغيره أن الفلزات لابد من تطهيرها لقبول اسرار الحروف والاعداد من أجل أن هذا الفن آشرف الفنون الحكمة بإجماع الحكماء الأول فتعظيم الحكمة عند أهل الحكمة من الواجبات اللازمة لهم في ذلك
    قال بعض أسباط هرمس:إنما يقبل الحكمة الألباب السالمة من شوائب الجهل الطاهرة من أدناس الشك فمؤتي الحكمة لاينزلها الا على القلوب الحالية لأن بها تعظيم خلق السماء تستنير القلوب من غشوة الظلمة ومراقبة الفكر الى الملكوت الأعلى فمن عظم الحكمة فقد ارشد الى باب البارئ تقدس وعز فأعلمنا هذا البسط أن الحكمة لايوازيها شيء من الاشياء قال تعالى :والله واسع عليم يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا أولو الألباب ومن الله تعالى على لقمان الحكيم اذ أدناه لحكمة فقال تعالى: (ولقد اتينا لقمان الحكمة ان اشكر الله)فأمره الله تعالى بالشكر على هذه النعمة الجزيلة التي لا يقاومها شيء وذكر مثل ذلك في حق عيسى ابن مريم عليهما السلام بقوله تعالىوإذ علمتك الكتاب والحكمة)وقال تعالى ويعلمه الكتاب والحكمة)فعليك ايها الطالب بصون الحكمة وحفظها وتنزيلها من قلبك منزلة لايحل غيرها فيها واعلم ان من الحكمة بل هي الحكمة الكاملة قول لا اله الا الله لأن العبد يرتقي بها الى حضرة القدس ويتلقى العلم اللدنى من العلى الاعلى فيها ينال العبد السعادة العظمى في الدنيا والاخرة ولو علم الكافر بسر لا اله ال الله ما كفر بالله ولكن لو شاء الله لجعلهم امة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء فمن سبقت له السعادة أعطى لا إله الا الله ومن سبقت له الشقاوة أنسى لا اله الا الله اللهم اخصصنا بلا اله الا الله واجعلنا في حصن لا اله الا الله وأمدنا بسر لا اله الا الله إنك أنت الوهاب الكريم العليم الحكيم ووفقنا لمرضاتك إنك أنت الرؤوف الرحيم .

    رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
    مواضيع ذات صلة

    #2
    شکراً لکم شیخي الفاضل وجزاکم الرحمن خیرا
    تعليق
    يتصفح هذا الموضوع الآن
    تقليص

    المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

    يعمل...
    X