الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

هل تسبُّ الله دون أن تدري

مملكة القران الكريم

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة


    هل تسبُّ الله دون أن تدري؟؟؟

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار" [البخاري ومسلم].

    هذه عادة سيئة تتكرّر ليل نهار، ويقوم بها كثير من العامة حتى بعض المثقفين والمتدينين، تجد الواحد منهم يسب الزمان، ويشتم اليوم، ويصفه بأوصاف لا تليق، فكثيرا ما تسمع "يا نهار أسود" أو "يخرب بيت سنينك"، "ده يوم فقر"، "يا سنة سودا"... إلى غير ذلك من المنكرات التي أوردناها فقط للتحذير منها..

    وقد يقول قائل إن هذه أشياء بسيطة لا تستحق، ولكن هيا بنا نرجع إلى أصل القصة، حيث كان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة، أو مُنع عنهم شيء أرادوه أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان، فيقول أحدهم: "قبّح الله الدهر الذي شتت شملنا" ، و"لعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا"، وهي كلها عبارات تنم عن سخط على قدر الله وغضب من قضائه، فجاء هذا الحديث لردّ ما يقوله أهل الجاهلية، وليوضح لهم ولجميع البشر حتى تقوم الساعة أن الإنسان حين يسب الدّهر والزمان، فهو في الحقيقة يسب الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها، حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر، فإن الدَّهر لا يفعل شيئا من تلقاء نفسه، وليست له القدرة على الضر والنفع، بل إن الله سبحانه هو من يقدّر ويقضي لخلقه، والفاعل هو ربُّ الدهر الذي يعطي ويمنع ويخفض ويرفع ويعز ويذل.. وأما الدهر فليس له من الأمر شيء، وهكذا يتبين أن سب الدهر أو الزمن أو اليوم أو الليلة هو سبب لمن قدر لهذا الإنسان الضر فيه، فهو يعترض على المقدّر، ولهذا كان هذا مؤذيا لله جل جلاله.

    ولهذا أمثلة تقرب الموضوع أكثر، مثل أن يأمرك والدك مثلا بأن تفعل شيئا لا تحبه، كأن تذهب معه مثلا مثلا إلى بيت جدك، وهناك وأمامه تظل تتفوه وتقول: لعن الله هذا المكان، أنا أبغض هذا المكان، هذا الكلام بكل الأحوال راجع إلى والدك وكأنك تسبه هو حيث هو من جاء بك.. هذا مثل بسيط جدا لتوضيح الأمر ولله المثل الأعلى..

    وهنا قد يأتي سؤال: هل الدهر من أسماء الله تعالى؟ لقوله: "أنا الدهر".. الجواب أن هذا غير صحيح، فالله تعالى اختار لنفسه أسماء حسنى أي لا تقبل إلا أن تكون أحسن ما يكون، فلا يمكن أن يكون "الغافر" مثلا اسما من أسمائه الحسنى بل هو الغفور، أو العالي فهو العليّ، وهكذا والدهر ليس صفة أو فعلا أحسن ما يكون حتى يكون من أسماء الله والله أعلم.

    وهنا يأتي سؤال آخر مهم: هل أذية الله كما ورد في نص الحديث: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر"، يجوز هذا بحق الله تعالى؟ والجواب أن كل أذية ليس بالضرورة أن تحتوي على قدرة على إحداث الضرر.. فتعالى الله أن يضره إنسان أو ينفعه، فقد يتأذى الإنسان بالقول القبيح أو الرائحة الكريهة، ولكنها لا تضره، وهنا شاهد بقوله تعالى: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}.


    نتعلم من هذا الحديث أن نتوقف عن استعمال بعض الألفاظ التي قد تكون جارية على ألسنتنا لكنها خطيرة وإن لم نلق لها بالا، ونختار كلامنا وألفاظنا وفق ما يحبه الله ويرضاه، من الممكن مثلا أن نقول حين يأتينا ما نكره: "قدّر الله وما شاء فعل"، فقد كان رسول الله إذا أتاه أمر يحبه قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات"، وإذا أصابه ما يكره قال: "الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه"، برضا وطمأنينة وراحة بال؛ لأن الله العادل الرحيم الحكيم هو ما قدره، فلنحافظ على ألسنتا وقلوبنا مما يغضب الله ويؤذيه.
    مواضيع ذات صلة

    #2
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    تعليق

      #3
      موضوع جميل جدااااااااااااااااااااااااااااا ومفيد
      تعليق

        #4
        رمضان كريم
        كل عام و أنتم بخير
        شكرا للمرور الطيب
        تعليق

          #5
          الله يرحم بها والديك نفعتنا بها من اخطاء التى نكررها كثيرا ولا ندري .

          جعلها الله عز وجل في ميزان حسناتك
          تعليق

            #6
            شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
            تعليق

              #7
              جزاك الله خير موضوع قيم
              تعليق

                #8
                شكرا لك يا اختي
                تعليق
                يتصفح هذا الموضوع الآن
                تقليص

                المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

                يعمل...
                X