الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

آية {يظلهم الله بظله يوم لآظل إلا ظله}

السور والآيات والأسماء الحسنى

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة





    آية
    {يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله}

    فأي ظهور مع ظهوره و هوالظاهر فليس فوقه ظاهر غيره

    فلا ظهور معه و الا كان الظل ظلما أو ظلمة

    فلا اضافه للمظاهر مع الظاهر فلا يلتبس الإيمان بظلم

    الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم"

    ألم تر إلى ربك كيف مد الظل"

    العرش ظل الله العرش اللام الثانية - ابن عربي -

    ظل الستر و الخفاء و هو من اسم الباطن فلا يقابل الظاهر غير الباطن

    و وصفه توجيه لا تفصيل


    فإنه ما ثم إلا ستة أجناس وكل جنس تحته أنواع وتحت الأنواع أنواع

    فالجنس الأول الملك والثاني الجان

    والثالث المعدن والرابع النبات والخامس الحيوان

    وانتهى الملك وتمهد واستوى

    وكان الجنس السادس جنس الإنسان وهو الخليفة على هذه المملكة

    وإنما وجد آخراً ليكون إماماً بالفعل حقيقة لا بالصلاحية والقوة

    فعندما وجد عينه لم يوجد إلا والياً سلطاناً ملحوظاً

    ثم جعل له نواباً حين تأخرت نشأة جسده

    فأول نائب كان له وخليفة آدم عليه السلام ثم ولد واتصل النسل

    وعين في كل زمان خلفاء

    إلى أن وصل زمان نشأة الجسم الطاهر محمد صلى الله عليه وسلم

    فظهر مثل الشمس الباهرة فاندرج كل نور في نروه الساطع

    وغاب كل حكم في حكمه وانقادت جميع الشرائع إليه

    وظهرت سيادته التي كانت باطنة

    فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم

    فإنه قال أوتيت جوامع الكلم

    وقال عن ربه ضرب بيده بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثديي فعلمت علم الأولين والآخرين

    فحصل له التخلق والنسب الإلهي

    من قوله تعالى عن نفسه

    هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم

    وجاءت هذه الآية في سورة الحديد الذي فيه بأس شديد ومنافع للناس

    فلذلك بعث بالسيف وأرسل رحمة للعالمين

    وكل منفصل عن شيء فقد كان عامراً لما عنه انفصل

    وقد قلنا أنه لا خلاء في العالم فعمر موضع انفصاله بظله

    إذ كان انفصاله إلى النور وهو للظهور

    فلما قابل النور بذاته امتد ظله فعمر موضع انفصاله فلم يفقده من انفصل عنه

    فكان مشهوداً لمن انفصل إليه ومشهوداً لمن انفصل عنه

    وهو المعنى الذي أراده القائل بقوله

    "شهدتك موجوداً بكل مكان"

    فمن أسرار العالم أنه ما من شيء يحدث إلا وله ظل يسجد لله

    ليقوم بعبادة ربه على كل حال سواء كان ذلك الأمر الحادث مطيعاً أو عاصياً

    فإن كان من أهل الموافقة كان هو وظله على السواء

    وإن كان مخالفاً ناب ظله منابه في الطاعة لله

    قال الله تعالى وظلالهم بالغدو والآصال

    السلطان ظل الله في الأرض

    إذ كان ظهوره بجميع صور الأسماء الإلهية التي لها الأثر في عالم الدنيا

    والعرش ظل الله في الآخرة

    فالظلالات أبداً تابعة للصورة المنبعثة عنها حساً ومعنى

    فالحس قاصر لا يقوى قوة الظل المعنوي للصورة المعنوية

    لأنه يستدعي نوراً مقيداً لما في الحس من التقييد والضيق وعدم الاتساع

    ولهذا نبهنا على الظل المعنوي بما جاء في الشرع من أن

    السلطان ظل الله في الأرض فقد بان لك إن بالظلالات عمرت الأماكن


    اعلم أيد الله الولي الحميم أن العرش في لسان العرب يطلق ويراد به الملك

    يقال ثل عرش الملك إذا دخل في ملكه خليل

    ويطلق ويراد به السرير فإذا كان العرش عبارة عن الملك فتكون حملته هم القائمون به وإذا كان العرش السرير فتكون حملته ما يقوم عليه من القوائم

    أو من يحمله على كواهلهم والعدد يدخل في حملة العرش

    وقد جعل الرسول حكمهم في الدنيا أربعة وفي القيامة ثمانية

    فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"

    ثم قال"وهم اليوم أربعة يعني في يوم الدنيا

    وقوله يومئذ ثمانية يعني يوم الآخرة

    روينا عن ابن مسرة الجبلي من أكبر أهل الطريق علماً وحالاً وكشفاً

    العرش المحمول هو الملك وهو محصور في جسم وروح وغذاء ومرتبة

    فآدم وإسرافيل للصور وجبريل ومحمد للأرواح

    وميكائيل وإبراهيم للأرزق ومالك ورضوان للوعد والوعيد

    وليس في الملك إلا ما ذكر والأغذية التي هي الأرزاق حسية ومعنوية



    قال تعالى "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل " ثم قال"ثم جعلنا الشمس عليه دليلا

    فأمرنا بالنظر إليه والنظر إليه معرفته

    ولكن من حيث أنه مدّ الظل وهو إظهاره وجود عينك

    فما نظرت إليه من حيث أحدية ذاته في هذا المقام

    وإنما نظرت إليه من حيث أحدية فعله في إيجادك في الدلالة

    وهو صلاة الجمعة فإنها لا تجوز للمنفرد


    فمن راعى هذه المعرفة الإلهية قال بصلاتها قبل الزوال

    لأنه مأمور بالنظر إلى ربه في هذه الحال

    والمصلي يناجي ربه ويواجهه في قبلته

    والضمير في عليه يطلبه أقرب مذكور وهو الظل

    ويطلبه الاسم الرب وإعادته على الرب أوجه

    فإنه بالشمس ضرب الله المثل في رؤيته يوم القيامة

    فقال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم

    ترون ربكم كما ترون الشمس بالظهيرة

    أي وقت الظهر وأراد عند الاستواء بقبض الظل في الشخص في ذلك الوقت

    لعموم النور ذات الرائي وهو حال فنائه عن رؤية نفسه في مشاهدة ربه

    ثم قال

    ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا

    وهو عند الاستواء ثم عاد إلى مده بدلوك الشمس وهو بعد الزوال

    فعرفه بربه من حيث مده الظل

    وهنا تكون إعادة الضمير من عليه على الرب أوجه

    فإنه عند الطلوع يعاين مد الظل فينظر ما السبب في مدّه

    فيرى ذاته حائلة بين الظل والشمس فينظر إلى الشمس فيعرف من مده ظله للشمس في ذلك من الأثر

    فكان الظل على الشمس دليلا في النظر

    وكان الشمس على مد الظل دليلا في الأثر

    ومن لم يتنبه لهذه المعرفة إلا وهو في حد الاستواء

    ثم بعد ذلك بدلوك الشمس عاين امتداد الظل من ذاته قليلا قليلا

    جعل الشمس على مد الظل دليلا فكان دلوكها نظير مد الظل

    وكان الظل كذات الشمس فيكون الدلوك من الشمس بمنزلة المد من الظل

    فالمؤثر في المد إنما هو دلوك الشمس والمظهر للظل إنما هو أوجده من كونه إلها

    فانظر يا وليّ مقام ذاتك من حيث وجودك تر ما أشرف نسبته

    فوجودك وجود الحق إذ الله ما خلق شيئا إلا بالحق

    وبميل الشمس عنك يمتدّ ظلك فهي معرفة تنزيه جعل ذلك دليلا لتعتقده

    فإن الشمس تبعد عنك وكلما بعدت عنك نبهتك إنك لست مثله ولا هو مثلك

    إلا أن يحجبك عن رؤيتها

    فهو التنزيه المطلق الذي ينبغي لذات الحق

    كما أنه في طلوعها وطلبها إياك بالانقاء إلى الاستواء تشمر ظلك شيئا بعد شيء

    لنعلمك أن بظهورها في علوّها تمحوك وتفنيك

    إلى أن لا تبقى منك شيئا من الظل خارجا عنك وهو نفي الآثار بسببك

    ولهذا لم تشرع الصلاة عند الاستواء لفناء الظل

    فلمن ذا الذي يصلي أو إلى من تواجه في صلاتك والشمس على رأسك

    ولذا قال في أهل المدنية وما كان على خطها

    شرّقوا يعني في التوجه إلى القبلة في الصلاة ولا تغرّبوا

    أي راقبوا الشمس من حيث ما هي شارقة فإنها تطلع فتفنيكم عنكم فلا يبقى لكم مقام ولا أثر

    قال تعالى

    يا أهل يثرب لا مقام لكم

    فنبه عليه السلام أن ذلك هو المقام الأشرف بخلاف الدلوك

    فإن الدلوك يمكن أن ينظر الإنسان فيه إلى امتداد ظله

    ويمكن أن ينظر إلى تنزيه الحق في ميله عنه

    بخلاف الشروق في الدلالة

    فقال صلى الله عليه وسلم شرّقوا ولا تغربوا

    أي خدوا معرفتكم بالله من هذا الدليل

    فإنه أرفع للإحتمال من الغروب

    وبعد أن تبين هذا فمن صلى قبل الزوال الجمعة أصاب

    ومن صلاها بعد الزوال أصاب

    والذي أذهب إليه أن صلاتها قبل الزوال أولى

    لأنه وقت لم يشرع فيه فرض

    فينبغي أن يتوجه إلى الحق سبحانه بالفرضية في جميع الأوقات

    فكانت صلاتها قبل الزوال أولى

    وإن كان قد يتفق أن يكون ذلك وقت أداء فرض صلاة في حق الناسي والنائم إذا تذكرا

    ولكن بحكم التبعية يكون ذلك فإن المعتبر إنما هو التذكر أو اليقظة في أي وقت كان

    بخلاف صلاة الجمعة إذا جعلناها قبل الزوال فتعين لها الوقت كما تعينت أوقات الصلوات المفروضات

    وإن الله قد أشار إلى نعيم مشاهدته ومصاحبته من غير تخصيص ولا تقييد

    فقال بكل شيء محيط

    وقال وهو معكم أينما

    كنتم فاعلم ذلك



    الضمير في ظلاله يعود على الشيء المخلوق

    وقد قلنا أن الأجساد ظلال الأرواح

    فلا تتحرك إلا بتحريك الأرواح إياها تحريكا ذاتيا

    ثم قال عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون

    أي أذلاء فهو سجود ذلة وخضوع

    فمن سجد هذه السجدة ولم يشاهد سجود ظله في اليمن إذا وقع له التجلي في الشمائل

    ولا شاهد سجود ظله في الشمائل إذا وقع له التجلي في اليمين

    ولم يحصل له التأثير في عالم الكون خاصة

    فإن الآثار في حضرة العين سهلة الوجود

    وما تظهر الرجال أصحاب القوة واليمين إلا في تأثيرهم في الكون


    لما ينقبض من الظل من طلوع الشمس إلى الزوال

    ليكون طلبه للأشياء من الله بربه لا بنفسه

    لذلك نبهه على ذلك بقبض الظل إلى حد الزوال

    فإذا قضيت حاجته التي سأل فيها فمن شأن صاحب هذا الحال إذا حصلت له حاجته إنه يؤديها إلى المحتاج وقد انقبض ظله

    فأخذ الحق في الاحتجاب عن عبده ليبقى مع نفسه

    فيما أعطاه في سؤاله مما تحتاج إليه نفسه

    فيشهده نفسه شيأ فشيأ كما يمتد الظل ويظهر بدلوك الشمس إلى حين الغروب



    مواضيع ذات صلة
يتصفح هذا الموضوع الآن
تقليص

المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

يعمل...
X