الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

إصلاح الذات... خطوة أولى في القضاء على منظومة الفساد

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الفساد كلمة ذات مدلولات واسعة كثيرة ومتعددة أيضا، فهي قد تعني فساد الذات الفرد، أو الجماعة، وقد تعني فساد النفس، أو الفساد المادي بمدلوله العام والواسع، كالاختلاس والتجاوز على المال العام، او السرقات الفردية والجماعية التي تشكل تجاوزا خطيرا على حقوق الآخرين.

    وأصعب أنواع الفساد، هو فساد الذات أو النفس، لأنها لا تتعلق بالجانب المادي بل الروحي، ولهذا ينبغي أن يكون العلاج روحيا ايضا، وهنا تظهر لنا القدرة الفائقة لتعاليم الدين، وتلاوة القرآن، والتمعن بمفاهيمه وتعاليمه، وكذلك قراءة الادعية والخشوع لله تعالى، طلبا لتنظيف النفس من الرغائب الكثيرة غير المشروعة، والتي يخضع لها الانسان اذا كان ضعيفا ومقادا لاهواء النفس ونزواتها.لذا

    يعد أخطر الحكام، هو ذلك الحاكم الضعيف تجاه نفسه وأهوائها، فهو شديد البأس مع قومه وشعبه وامته، وضعيف أشد الضعف تجاه نزواته التي تستلزم أموالا وفيرة لتحقيقها، فتدفعه الى التجاوز على المال العام بشتى الطرق والوسائل والاساليب السيئة، الامر الذي يتسبب بإلحاق الظلم الفادح بالشعب أو الامة وفقرائها، حيث تبدأ الغلظة وشهوة السلطة تطيح برقاب الضعفاء ممن يرفع صوته، لمقارعة ظلم الحاكم واستهتاره بالقيم وفساده الكبير والواضح للعيان.

    لهذا يؤكد سماحة المرجع الديني، آية الله العظمى، السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في معظم مؤلّفاته ومنها كتابه القيّم الموسوم بـ (حلية الصالحين) على أهمية تشذيب الذات من الفساد، على أن الفساد له اتجاهات ومسارات ونتائج قد تكون متناقضة، لهذا ربما يقع الانسان في هذا النوع من الفساد أو ذاك.

    يقول سماحة المرجع الشيرازي، في هذا الصدد بكتابه المذكور آنفاً، إستنادا الى ما ورد في الصحيفة السجادية – واستصلح بقدرتك ما فسد مني-: (إن الإنسان معرَّض للفساد، فقد يقع فيه وقد لا يقع، والكلام هنا عن فعلية الفساد ووقوعه، لأنّ الإمام – السجاد عليه السلام- يقول: - ما فسد منّي- لا ما يقتضي أن يفسد، وليس كلّ فاسد يمكن إصلاحه بسهولة، علماً أنّ كلمة – ما- الموصولة في قوله سلام الله عليه: ما فسد منّي تفيد العموم والسعة والشمول، فتشمل ما فسد من أمور الدنيا والآخرة، ومن البدن والنفس، وكذا في المسائل المالية والنفسية والاجتماعية وغيرها).

    ونظرا للخطر الكبير لمنظومة الفساد، وربما تجذّرها في النفس، فإن اللجوء الى الله تعالى لمساعدة الانسان – لاسيما ذوي المسؤوليات والسلطان الواسع- ينبغي أن يكون وسيلة الانسان لاصلاح ما قد يفسد في ذاته، ولأن السلطة لها سحرها الخاص كما تشير تجارب البشرية جمعاء، فإن أمر معالجة النفس وطموحاتها ورغباتها ونزواتها، خاصة لاصحاب السلطان كالملوك والرؤساء والحكام وأمثالهم، تتطلب لجواءا حتميا الى الله تعالى، لمساعدة الانسان الحاكم على تجاوز معضلات الفساد الذاتية التي تتجذّر في نفسه.

    فالتأريخ يعج بالحكام الطغاة الظالمين، بغض النظر عن رمز التسلّط، فإذا كان رئيسا جمهوريا، أو ملكا، أو حاكما، قد لا تختلف جذور الفساد بين هذا وذاك، فالحجاج بن يوسف الثقفي، لم يكن ملكا ولا رئيسا ولا حاكما للدولة، لكنه كان واليا على جزء صغير من الدولة الاسلامية المترامية الاطراف، ومع ذلك تسببت نفسه الشريرة بأن يصبح مضرب أمثال للحكام الطغاة على مر التأريخ، بسبب قتله لمئات الآلاف من الناس، سواء بالمقصلة او بتركهم في السجون حتى الموت.ل

    تحياتي لكم

    خادمكم الصغير ابو شاهين
    مواضيع ذات صلة

    #2
    بارك الله فيك
    تعليق

      #3
      اهلا وسهلا اختي العزيزة
      تعليق
      يتصفح هذا الموضوع الآن
      تقليص

      المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

      يعمل...
      X