الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

قصة فتاة صغيرة كانت تطعم الجن (الجزء الثاني ):

مملكة القصص الواقعية

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة


    جلست الأم مع طفلتها ذات يوم في جلسة زينتها بالمداعبة و الملاطفة و اللعب و المزاح ثم بدأت تلقي عليها بعض الأسئلة

    فتقول لها : من أكثر إنسان تحبينه في الدنيا ؟

    فتقول الطفلة : فلانة و تقصد ( إبنة عم والدها )

    فتسألها الأم : و ما مدى حبك لها ؟

    فتقول الطفلة : أكثر من الدنيا

    فتسألها الأم : أين كنت تنامين؟

    فتقول الطفلة : كثيرا ما كنت أنام بين أحضانها

    فتسألها الأم : طوال الليل تنامين بين أحضانها ؟

    فتقول البنت : نعم لأنني كنت أحبها كثيرا و أحب رائحتها

    فتسألها الأم : أية رائحة ؟

    فتقول البنت : رائحة عرقها كنت أحب رائحة عرقها و خاصة إذا كانت قوية ( و تقصد البنت إذا كانت منتنة ) فكنت أفضل وضع رأسي تحت إبطها

    فتتعجب الأم "هل الحب يدعو الطفل بأن يحب شم الرائحة المنبعثة من المحبوب و إن كانت كريهة " "عجبا "

    إبنتي الصغيرة لم تكن تحب أحدا بهذا المقدار من الحب حتى والدها و والدتها

    ثم تواصل أسئلتها لطفلتها

    فتسألها مع من كانت تلعب ... و كيف و متى و كذا عن الطعام... و الشراب و مع من كانت تأكل ... و ماذا كانوا يطعمونها .....

    و عندها تقول الطفلة كلاما يقع على قلب الأم موقع الجمار

    فتقول الطفلة: قبل المغرب تناديني و تلزمني بشرب الماء و كذلك قبل الفجر و أكون متعبة أريد النوم و لكنها تجبرني بشرب الماء

    و تقول لي : حتى تبقي معي و لا نفترق إشربي هذا

    فتسألها الأم :هل كان طعم الماء عادي ؟

    فتقول الطفلة : لا لم يكن طعمه عادي .. و كنت أكره شربه .. و لكنها تجبرني على ذلك .. و ذات يوم سمعت والدتها تقول لها "حرام عليك هل تريدين أن تقتلي البنت "

    و هنا نتساءل

    لماذا تلزم الطفلة بشرب الماء في أوقات المغرب و قبل الفجر ؟

    و لماذا كان كطعمه يختلف عن طعم الماء العادي ؟

    و لماذا أم المرأة قالت لها جملتها الغريبة حرام عليك هل تريدين أن تقتلي البنت

    و لماذا تقول المرأة للطفلة إشربي حتى لا نفترق ؟


    و قد بددت مخاوف الأم من أن يكون من السحرة أو المشعوذين عندما أخبرتها بأنه يعالج بالقرآن الكريم ...

    ذهبت الأم مع قريبتها مصطحبة إبنتها و إبنها الأكبرإلى الرجل ...

    و عرضت عليه حالة الطفلة بالتفصيل ...

    فأعطاها بخورا و تميمة ...

    فطرة الأم و ربما تخوفاتها جعلتها تسأل الرجل عن ماذا تحتويه تلك التميمة ..
    فطمأنها و طلب منها أن لا تخاف لأن في التميمة آيات من القرآن منها سورة يس و أرشدها أن لا تفتحها حتى لا يصيبها أذى .. و أن تعلقها في رقبة إبنتها .. و أن لا تنزعها أبدا ...و طلب منها أن تعود إليه مرة أخرى ليكتمل العلاج ...

    كما أعطى إبنها الكبير هو أيضا تميمة ليعلقها حفاظا عليه و و قاية له من الحسد و العين ...

    سألت الأم الشيخ هل تستطيع نزعها عن رقبة طفلاها عند النوم و عند الدخول للحمام ؟

    فأجابها بأن عليها أن لا تنزعها أبدا لا في الليل و لا في النهار و حتى عند دخول أطفالها للخلاء

    واستحسن إخفاءها عن أعين الناس ...

    عادت الأم إلى البيت و قد ساورتها بعض الشكوك بأمر الرجل و رغم ذلك فقد علقت التميمة على رقبة طفلتها ...

    و مرت أيام قليلة عندما لاحظت الأم بعض الهدوء على الطفلة خاصة أثناء النوم فحمدت الله على ذلك و أيقنت أن الرجل قد أعطاها فعلا ما جعل طفلتها تنعم ببعض الهدوء و الراحة ...

    و لكن مسألة إبقاء التميمة معلقة على رقبة الطفلة حتى عند دخولها دورة المياه زاد في حيرة الأم و تعجبها " فكيف ندخل بكلام الله إلى أماكن النجاسة" ؟

    لم يمضي أسبوعا على الهدوء حتى عاودت حالة الإضطراب و الصراخ و البكاء و التأوه الطفلة و أصبحت تتكلم أثناء النوم .. و تستيقض مفزوعة منه .. و تبقى مدة من الزمن حتى تستطيع إستعادة وعيها ....

    تعجبت الأم من عودة الأعراض تقض مضجع طفلتها برغم أنها فعلت كل ما طلب منها ذلك الشيخ و نفذته حرفيا ....

    ثم قالت : و الله لأفتحن هذه التميمة لأنظر ما كتب فيها ...فإن كان كلام الله فلن يضرني لا أنا و لا إبنتي و إن كان غير ذلك فسيكون لي في الأمر شيء آخر ...

    سمت الله و قرأت بعض السور الصغيرة من القرآن ثم قامت بفتح التميمة
    فماذا وجدت فيها يا ترى ؟؟؟

    يا للعجب إنها ورقة صفراء .. بها رائحة .. مليئة بالطلاسم

    فكانت مفاجأة كبيرة للأم و أحست بالخديعة و المكر ...

    و أقسمت أن تفضح ذلك الساحر و تنبه الناس و تحذرهم منه

    لقد عانت الطفلة معاناة شديدة لمدة سنوات سببت لها عزلة إنقطعت فيها عن مصاحبة الأطفال ....و حرمت من حقها الطبيعي في طفولة بريئة مليئة بالفرح و المرح ....

    و ذات يوم سمعت في المنام مناديا يناديها و يدعوها للصلاة و لم تكن تعرف عندها معنى الصلاة .. لم تكن تعرف عنها إلا إسمها ...

    فطلبت من والدتها أن تعلمها كيفية أدائها ...و بدأت تصلي قبل أن تتم تعلمها جيدا ...لكنها إجتهدت حتى أتمت تعلمها بسرعة و أصبحت الطفلة تصلي و تذهب أحيانا للمسجد ...

    فكانت الصلاة أول باب يفتح للطفلة لكي تخاطب الله عز و جل و تحكي له عن قرب معاناتها

    "فقالت كنت أحس بانقطاع أنفاسي عندما أسجد و أن الموت أقرب لي من الحياة و لكنني كنت أقاوم ذلك بالدعاء فقد سمعتهم يقولون أننا نكون أقرب من الله سبحانه في السجود "

    كنت أطلب من ربي أن يرحمني و يخفف عني معاناتي و قد إستجاب لي سبحانه "

    وذات يوم ذهبت لزيارة جدها و قد كان رجلا من الصالحين فوجدته كعادته يقرأ كتاب الله عز و جل فجلست تستمع له بإصغاء و تتفكر في معاني الآيات محاولة فهمها و تسليط معلوماتها البسيطة على ضوئها و عندما إنتهى سألته لماذا يكثر من القراءة في المصحف

    فقال لها : لأنه كلام الله ... و هو يقوي الإيمان ...و يعطينا بكل حرف حسنة ...و يحفظنا من بين أيدينا و من خلفنا ... و من أي شر يتعرض لنا ...

    فقالت له : أنت محظوظ يا جدي لأنك تستطيع القراءة من المصحف فقال لها : الحمد لله و أنت أيضا تستطيعي فعل ذلك عندما تكبرين

    أطرقت الطفلة برأسها الصغير ثم قالت : أنا أعرف القراءة من كتاب المدرسة لقد تعلمت ولكنني لم أجرب من المصحف و أحس بأنه يختلف عن كتاب المدرسة

    فقال لها : عندما تكبرين ستتعلمين حتما القراءة من المصحف أيضا

    فسألته مباشرة : و كم بقي لي حتى أكبر ؟

    فقال لها : و هل أنت مستعجلة على ذلك ؟

    فقالت الطفلة : نعم أريد أن أقرأ مثلك يا جدي

    فقال الجد : يا بنيتي العلم بالتعلم و لو إجتهدتي في تعلم القراءة من المصحف فسيكون لك ما أردتي

    فقالت له : و لكنني لا أملك مصحفا و لا أدري من أين أحصل عليه

    فقال لها : سأعيرك مصحفا من المصاحف القديمة و سأعطيك مدة شهر فإن تعلمتي القراءة منها فسيسهل عليك القراءة من أي مصحف كان و سيكون هذا المصحف لك مني هدية

    "لقد كان المصحف من المصاحف الأثرية القديمة و كانت بعض الحروف تختلف عن التي نستخدمها هذه الأيام بل حتى أوراقه و غلافه كان مختلفا "

    أخذت الطفلة المصحف و هي تكاد تطير فرحا و خرجت تحتضنه بعدما قبلت رأس جدها لتبدأ رحلتها مع كتاب الله عز و جل

    و كان كلام الله الباب الثاني الذي فتح لها للتخلص من معاناتها

    داومت الطفلة الصغيرة على الصلاة و على قراءة القرآن حيث كانت تجد فيهما سلوتها و قد كانت العزيمة تقودها بقوة و تدفعها قدما لتحقيق رغبتها في إجادة تعلم القراءة من كتاب الله فكان لها ما أرادت و هي بنت التسع سنوات و عندها بدأت تشعر بالتحسن يطرق أبوابها و الإستقرار يلوح لبياض أيامها و كانت كلما إشتد بها المرض فزعت لكتاب الله تقرأ منه تارة و تحتضنه أخرى...

    كان هناك باب ثالث مهم سهل الله به للطفلة التخلص من معاناتها لتستعيد عيش حياة طبيعية فقدت فيها طفولتها و لكنها كسبت قوة الإيمان و حسن التقرب من المولى سبحانه

    ذلك الباب هو الصدق مع الله و من يصدق الله فقد فاز فوزا عظيما
    لقد دعت الطفلة و ألحت من الله في الدعاء و قالت إن كتب الله لي الشفاء قسأرتدي الحجاب و أستتر و هي بنت العاشرة أو ما يزيد عن ذلك بأشهر
    و قد كانت ظاهرة الحجاب قليلة جدا و إن وجدت فبين كبيرات السن و العجائز و ما زاد في تثبيتها هو أنها كانت كثيرا ما ترى نفسها في المنام بعد دعائها أنها متحجبة

    كم سخر منها جمع كبير من الناس أولهم الأقارب عندما كان بعضهم يبث سمومه كالعقارب ليثني الطفلة عن إرتدائه فثارة تلام الأم و أخرى يحاولون الضغط على والدها

    و كم سمعت قريباتها يسخرن منها بكلمات مرة بلمزها و أخرى بإدعاء نصحها و موعظتها ...

    و ما أكثر ما قلن لها بأناها كتبت على نفسها حياة العنوسة و هي لم تبلغ الحلم بعد فمن يرضى الزواج بمن تحمل على أكتافها خيمة كخيام الفقراء ...
    لقد لاقت الكثير من الأذى قبل إرتداء الحجاب و بعده لكنها آثرت الوفاء و أن تصدق ما عاهدت الله عليه و كانت قوة إيمانها و صبرها و عزيمتها يمدونها بقوة التحمل برغم المشقة و صعوبة الطريق

    و كان من فضل الله أن كتب لها الشفاء من رحلة معاناة دامت لسنوات
    و كبرت لتصبح من الداعيات اللواتي إهتدين على يديها كثير من النساء

    و هذه عبرة لنا نحن الكبار عندما نبتغي النجاة و لكننا نبتعد عن الله عز و جل و نطرق كل الأبواب إلا بابه

    وإذا طرقنا بابه كان الإستعجال و سوء الظن به سبحانه يحدونا فيحرمنا من إجابة الدعاء

    إنتهت القصة يا كرام و انتهت معاناة طفلة كانت تطعم الجن

    و نسأل الله أن تنتهي معاناة كل من يعاني من سوء بالعودة الصادقة لله عز و جل و اليقين بالإجابة عند الدعاء و الإبتعاد عن الإستعجال قولا و عملا .. و من القول أن يقول دعوت و لم يستجب لي ...

    و من العمل أن يقنط من رحمة الله عز و جل

    فهذه طفلة إهتدت و عرفت بأن لله باب من دقه و سأل صاحبه فلن يرد خائبا فأحسنت طرق الباب فلم يحرمها من فضل رحمته و كرمه .
    مواضيع ذات صلة

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قصة جميلة وعبرة لمن لا يعتبر
    تعليق

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . قصة رائعة جداجداجدا موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
      تعليق

        #4
        شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
        تعليق
        يتصفح هذا الموضوع الآن
        تقليص

        المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

        يعمل...
        X