الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

المتحابّونَ في الله

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    المتحابّونَ في الله

    أما بعد.. فيقول الله تعالى في القرءان الكريم:{ الأخلاءُ يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوّ إلا المتقين}
    لا ريب أن القرءان الكريم هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وعليه فلا شك في صحة ما جاء فيه، فنشهد بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلّغه عن ربه تبارك وتعالى، وقد أخبرنا ربُّنا في هذه الآية الكريمة أن الذين كانوا في هذه الدنيا الفانية أخلاء أحباء فيما بينهم ينقلبون في الآخرة أعداء بعضهم لبعض يفرّ هذه من هذا وهذا من هذا إلا المتقين فإن مودّتهم تبقى بينهم في الآخرة حيث النعيم المقيم الذي لا ينقطع ولا يزول. والمتقون هم الذين يقومون بحقوق الله تبارك وتعالى وحقوق العباد، فهم الذين أدّوا ما افترض الله تعالى عليهم واجتنبوا ما حرّم سبحانه عليهم وعاملوا العباد معاملةً صحيحةً موافقة للشرع الشريف.

    فالتحاببُ في الله إذًا شىءٌ عظيم لمن التزمه بما يرضي الله ورسوله وله من الله أجرٌ كبيرٌ إن أخلص لصاحبه النصيحة وكان عونًا له على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسندًا له في كل خير يستطيع إعانته فيه، ومن هنا نقول: إنّ من نِعَم الله عليك أن يُيسر لك خليلاً صالحًا ورعًا يخاف الله تبارك وتعالى ويقف عند حدود الشرع لأن أمثال هذا هم بحق قدوةٌ حسنة ومنارهُ هدى للمجتمع والدواء الناجع لكثير من الأوبئة التي تقتحم العقول والبيوت. جاء في صحيح ابن حبان رحمه الله تعالى من حديث الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المتحابّون في الله يكونون يوم القيامةِ في ظل العرش يوم لا ظِلّ إلا ظِلُّه" أي إلا ظل العرش " يَغبطهم بمكانهم النبييون والشهداء" ومعنى يغبطهم أي يسرّون لرؤيتهم في ظل العرش من غير تمني زوال هذه النعمة عنهم أي لا يحسدونهم، وفي رواية أخرى في صحيح ابن حبان أيضًا " إن المتقين يتحابون بنور الله" أي مرضاة الله عزّ وجلّ. يىتحابون لأن طاعة الله تبارك وتعالى تجمعهم سواء كان بينهم رحم أو نسب أم لا. لأن مبتغاهم الأول رضا الله رب العالمين والتزام شرعه الذي أوضحه الصادق المصدوق الأمين محمد صلى الله
    عليه وسلم.

    فالحب في الله درجة عالية، كيف لا وقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يحبّ لنفسه" أي من الخير والمعنى أي لا يكون إيمان أحدكم كاملاً حتى يكون على الصفة التي يحبها الله ورسوله، ولا يخفى أن الخير كله باتّباع رسول الله النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم في سيرته العطرة.

    فكن مِنْ أهل هذه السِّمة وتجمّل بهذه الصفات الحميدة المحمودة، وبالمحبة والتناصح والتزاور وبذل المعروف مع مَنْ يعرفه لك ومَنْ لا يعرفه، بنية خالصة لله تعالى وحده بدون رياء ولا سمعة، واختر من الناس مَنْ هُم على هذه الصفة، فقد قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم :" لا تُصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامكَ إلا تقي" والمعنى أنّ الأولى بالصحبة المؤمن الكامل والأولى بالإطعام المؤمن التقي لأن المؤمن الكامل يكون عونًا لك في دينك ودنياك فيرشدك إلى خير الدارين ولا يزين لك الشرّ كحال أدعياء السوء الذين لا هَمَّ لهم إلا تحقيق شهواتهم غير مبالين بحدود الشرع والرجوع إلى ضوابط الشريعة في أفعالهم وتصرفاتهم والعياذ بالله تعالى. واعلم أن قائدنا ونبيّنا الأعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" المرءُ على دينِ خليله فلينظر أحدكم من يُخالل"
    أي لينظر مَنْ يختار لصحبته، وباختصار نقول: لا تصاحب إلا شخصًا يُفيدُك في دينك أو يقبل منك نصيحة فيستفيدُ منك في دينه أو رجوتَ بصحبته أن يتوبَ ويحسنَ حاله فسعيت جاهدًا لذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى، فإن كان كذلك فافعل وإلا ففرّ منهم وانجُ بنفسك من قرناء السوء فلقد قيل: الصاحب ساحب.

    ولتكن الآية القرءانية العظيمة التي افتتحنا بها هذا الموضوع منك على ذكرٍ، فتمعن فيها تمعنَ متدبرٍ متأملٍ وفكّر في حقيقة معناها ثم سَلْ نفسك: أيُرضيكَ أن تتخذ لنفسك خليلاً يفر منك ويعاديك يوم القيامة، أم أنّ الأجدر أن تتخذ لنفسك صاحبًا تبقى مودته لك { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه} { يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئًا والأمرُ يومئذٍ لله}.
    روى الإمام مالك رضي الله عنه في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال:" وَجَبتْ محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمُتزاورين فيَّ".
    هؤلاء الناس يكرمهم الله تعالى يوم القيامة لأنهم من عباده المتقين، بينما يتأذى الكفار من حَرّ الشمس الشديد يوم تدنو من رؤوس العباد ويقول الكافر: يا ربّ ارحمني ولو إلى النار.

    فاسع يا أخي الكريم جاهدًا في دنياك لتكون في أخراك من الذين يسرّ لهم الأنبياء والشهداء بما نالوا من الرفعة وعلو الدرجة، فإذا ما زرتَ أهلك أو صديقك فأخلص في نيتك لله وحده، وإذا ما أحببت أحدًا من الناس فليكن ذلك لمصلحةٍ شرعيةٍ لا لغرضٍ دنيوي رخيص، وإذا ما خاصمتَ فخاصم لله واغضب لله وراعِ في كل أعمالك مرضاة الله، وكُن من المتحابين فيه عزّ وجلّ وليكنْ كل مجتمع تحضره فيه تحقيق مصلحة إسلامية وليكن أحبُّ مخلوقٍ إليك سيدنا الأعظم محمدًا صلى الله عليه وسلم.

    فقد روى البخاري رحمه الله من طريق أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوة الإيمان أن يكونَ الله ورسولهُ أحبَّ إليه ممّا سواهما وأن يُحبَّ المرءَ لا يحبه إلا لله تعالى".

    اللهم اجعلنا مِنَ المتحابين فيك والمتجالسين والمتزاورين والمتباذلين فيك واجعلنا من الذين يجتمعون ويتفرقون على طاعتك وسدد خُطانا وثبتنا على الإيمان يا كريم يا أرحم الراحمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مواضيع ذات صلة

    #2
    سلمت اياديكم .وبارك الله فيكم .. اخت ولي الدين ..
    تعليق

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
      تعليق

        #4

        طرح قيم منك
        لاحرمك اجر كل حرف

        تعليق

          #5
          مشكور على طرحك لهذا الموضوع
          تعليق

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لك أختي تعبانه وجزاك الله خيرا
            تعليق

              #7
              بسم الله الرحمن الرحيم أختي مني لك خالص الشكر والله يكرمك تحياتي
              تعليق
              يتصفح هذا الموضوع الآن
              تقليص

              المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

              يعمل...
              X