الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

أسرار وخواص آية الكرسي

المـدرسة الـروحانية الـكبرى

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    خاصية آية الكرسي، وطريقة العمل بها، وكيفية الاستفادة منها
    من خلال – ما تقدم ذكره – من الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص آية الكرسي، يتضح جلياً خاصية هذه الآية الكريمة، فهي
    الآية التي من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح، وهي أعظم آية في كتاب الله – عز وجل – .

    ومن قرأها في دُبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت.

    وهي الآية التي تضمنت اسم الله الأعظم، الثابت في قوله تعالى:

    {الْحَيُّ الْقَيُّومُ}

    فقد جمعت هذه الآية المباركة من الفضل والخير، وعظيم النفع ما لا يخفى، وقد دلَّ على ذلك ما ورد في الأحاديث الصحيحة في خواص
    هذه الآية الكريمة.

    ففي حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – تظهر خاصية آية الكرسي في حفظها لمن قرأها في ليلة، ولا يقربه شيطان حتى يصبح.

    وفي رواية الحديث: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي
    {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [سورة البقرة: 255]
    حتى تختم الآية، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح".

    وقبل ذلك قول الشيطان لأبي هريرة – رضي الله عنه - : "دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها". وفي هذا نص على تحقق
    النفع – بإذن الله تعالى – .

    وفي بعض الروايات: "إذا قلتهن لم يقربك ذكر ولا أنثى من الجن".

    وفي رواية أخرى: "لا يقربك من الجن ذكر ولا أنثى صغير ولا كبير"[1].

    وظهور خاصية آية الكرسي في هذا الحديث لا تخفى، فهي تحفظ من قرأها إذا أوى إلى فراشه، ولا يقربه شيطان حتى يصبح.

    وفي قوله: "لن يزال عليك من الله حافظ" أي: من عند الله، أو من جهة أمر الله، أو من بأس الله ونقمته[2].

    فهي الآية الحافظة – بإذن الله – من كل شيء، وعلى وجه الخصوص الحفظ من الشيطان الرجيم، وختم النبي صلى الله عليه وسلم
    القول في خاصيتها، بقوله عليه الصلاة والسلام: "أما إنه صدقك وهو كذوب"، وفي بعض الروايات: "صدق الخبيث وهو كذوب"،
    وفي رواية أخرى: "أوما علمت أنه كذلك؟"

    فخاصية آية الكرسي في الحفظ من الشيطان الرجيم أمر ثابت ولا مرية فيه، كما دل عليه الحديث المتقدم ذكره.

    هذا من جهة خاصية آية الكرسي، ومن جهة طريقة العمل بها، وكيفية الاستفادة منها، فكما ورد في الحديث: "إذا أويت إلى فراشك
    فاقرأ آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختمها...".

    فالواجب على كل مسلم المحافظة على قراءتها، والعمل بالهدي النبوي الكريم في الحرص على الأخذ بها عند النوم، وفي كل ليلة رغبة في
    الحصول على خاصيتها في الحفظ – بإذن الله – من كل شيطان، والمحفوظ من حفظه الله، وهو سبحانه وتعالى خير حافظاً
    وهو أرحم الراحمين.

    وفي طردها للشيطان الرجيم، وعدم اقترابه من قارئها حتى يصبح من الفضل والخاصية ما لا يخفى على كل أحد؛ فكيف بمن
    تلعب به الشياطين، وتكدر عليه نومه الذي هو الغاية في راحة البدن.

    وقد ذكر البقاعي عند آية الكرسي ما نصه:

    "والسر – والله أعلم – في طردها للشيطان في جميع الأوقات: أن المقصود منها – كما بينته في نظم الدر -[3]:
    الدلالة على مضمون الآية التي قبلها، من تمام القدرة المستلزم للوحدانية، المستلمة للإحاطة بجميع صفات الكمال، مع التصريح بتلك
    الصفات الثبوتية والسلبية[4]، كلها أو جلها، وذكر الاسم الأعظم، وما يدل عليه فيها عشرين مرة.

    فلا جرم أن من قرأها، فتنسَّمت أنفاسه من تلك القدرة، ضربت على بيته من سرادقات العظمة، فطردت عنه وعن من شاء من
    جيرانه الشيطان، وأعلته عن حضيض الآفات، إلى حضرات الرحمن.

    وعلى هذا المقصود دلت تسميتها بالكرسي؛ لأنه على قدر مملكة المَلِك، تكون قدرته، وعلى حسب قدرته، يكون علوه وعظمته"[5].

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – يرحمه الله - :

    "وهكذا أهل "الأحوال الشيطانية" تنصرف عنهم شياطينهم إذا ذكر عندها ما يطردها مثل آية الكرسي؛ فإنه قد ثبت في الصحيح عن
    النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – لما وكله النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة الفطر، فسرق
    منه الشيطان ليلة بعد ليلة وهو يمسكه فيتوب فيطلقه، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما فعل أسيرك البارحة" فيقول: زعم أنه
    لا يعود، فيقول: "كذبك وإنه سيعود"، فلما كان في المرة الثالثة، قال: دعني حتى أعلِّمك ما ينفعك: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي
    {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}إلى آخرها، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فلما أخبر النبي
    صلى الله عليه وسلم قال: "صدقك وهو كذوب" وأخبره أنه شيطان.

    ولهذا إذا قرأها الإنسان عند الأحوال الشيطانية بصدق أبطلتها، مثل من يدخل النار بحال شيطاني، أو يحضر سماع المكاء والتصدية
    فتنزل عليه الشياطين وتتكلم على لسانه كلاماً لا يعلم، وربما لا يفقه..." [6].

    ثم ذكر بعض الأحوال الشيطانية وقال: "وإذا قرأت آية الكرسي هناك بصدق بطل هذا، فإن التوحيد يطرد الشيطان..." [7].

    والملاحظ في كلام شيخ الإسلام – يرحمه الله – عند قوله: "تنصرف عنهم شياطينهم إذا ذكر عندهم ما يطردها مثل آية الكرسي..."،
    وقوله: "إذا قرأها الإنسان – يعني آية الكرسي – عند الأحوال الشيطانية بصدق أبطلتها..." إلى أن قال: "فإن التوحيد يطرد الشيطان...".

    وهذا هو عين خاصية هذه الآية المباركة، فهي الآية الحافظة – بحفظ الله – والطاردة – بإذن الله – للشيطان الرجيم.

    وهي الآية المشتملة على توحيد الله – عز وجل – فلله الحمد والمنَّة.

    وفي حديث أبي بن كعب – رضي الله عنه – تظهر خاصية آية الكرسي في قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب – رضي الله عنه - :
    "يا أبا المنذر! أتدري أيُّ آية معك أعظم؟" قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "يا أبا المنذر! أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم؟"
    قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال: فضرب في صدري وقال: "ليهنِك العلم أبا المنذر".

    فهي أعظم آية في القرآن الكريم، وقد خصت آية الكرسي بهذا الفضل العظيم، والأجر الكبير؛ لأنها تضمنت التوحيد، والأسماء
    والصفات، وأثبتت الألوهية والعبودية لله وحده، وأنه حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، وأنه تعالى مالك الشفاعة لا يعطيها أحداً
    إلا بإذنه – سبحانه وتعالى - .

    وفي جواهر القرآن عند آية الكرسي ما نصه:

    "والآن إذا تأملت جملة هذه المعاني، ثم تلوت جميع آيات القرآن لم تجد جملة هذه المعاني من التوحيد والتقديس، وشرح الصفات
    العُلى مجموعة في آية واحدة منها...، وهي مشروحة في آية الكرسي...، وقد اشتملت على أجمع المقاصد..."[8].

    وعند القرطبي في تفسيره: "وقال ابن عباس – رضي الله عنهما -: أشرف آية في القرآن آية الكرسي. قال بعض العلماء: لأنه يكرر
    فيها اسم الله تعالى بين مضمر وظاهر ثمان عشرة مرة"[9].

    وهذا كله يدل على عظيم شأن آية الكرسي، وعلو مكانتها، ورفيع منزلتها، من بين آيات القرآن الكريم، وفي هذه الخاصية المذكورة
    من الفضل والخير ما لا يخفى.

    فحريٌّ بكل مسلم أن يحرص على حفظها، وتدبرها، والعمل بها، والمداومة على قراءتها، بصدق وإخلاص، رجاء بركتها، وتحقق
    نفعها – بإذن الله – وهذا غاية العمل بها، والاستفادة منها؛ كيف لا؟! وهي أعظم آية في كتاب الله – عز وجل - .



    وفي حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – ما يدل على خاصية عظيمة لهذه الآية المباركة، ويتضح ذلك جلياً في بشارة النبي صلى الله
    عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي في دُبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".

    فأي خاصية أعظم من دخول الجنة لمن قرأها في دبر كل صلاة مكتوبة، فما أيسر العمل، وما أعظم الجزاء، فالموفق من وفقه إلى
    الخير وعمل به طمعاً في أجره وثوابه من الله – عز وجل -.

    أما من جهة طريقة العمل بهذه الخاصية، وكيفية الاستفادة منها، فمذكورة بنص الحديث الشريف في قوله صلى الله عليه وسلم: "
    من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".

    فما عليك أيها المسلم إلا العمل بهذا التوجيه النبوي الكريم، فيحصل لك بإذن الله – جل وعلا – هذا الفضل العظيم.

    فعلى المشتاقين إلى جنات النعيم الاهتمام الشديد، والعناية البالغة بقراءة آية الكرسي بعد الفريضة حتى لا يفوّت عليهم الشيطان الرجيم
    هذا الخير العظيم، والفضل الكبير.

    يقول ابن القيم – يرحمه الله - :

    "وبلغني عن شيخنا أبي العباس ابن تيمية – قدَّس الله روحه – أنه قال: "ما تركتها عقيب كلِّ صلاة"[10].

    وفي حديث أسماء بنت يزيد بن السَّكن – رضي الله عنها – تظهر خاصية آية الكرسي في اشتمالها على اسم الله الأعظم.

    فقد قال صلى الله عليه وسلم في هاتين الآيتين: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}آية الكرسي و{الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم}
    [سورة آل عمران: 1، 2[ "إن فيهما اسم الله الأعظم".

    وقد اختلف العلماء – يرحمهم الله – في تحديد المراد بالاسم الأعظم على أقوال كثيرة، وتوجيهات مختلفة[11].

    وفي التعريفات: "الاسم الأعظم: هو الاسم الجامع لجميع الأسماء، وقيل: هو الله لأنه اسم الذات الموصوفة بجميع الصفات، أي:
    المسماة بجميع الأسماء..."[12].



    وقال الحافظ ابن كثير – يرحمه الله -: "(الله) علم على الرب تبارك وتعالى، يقال: إنه الاسم الأعظم؛ لأنه يوصف بجميع الصفات،
    كما قال تعالى:
    {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ
    الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} [سورة الحشر: 23، 24]، فأجرى
    الأسماء الباقية كلها صفات له، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَ}[سورة الأعراف: 180]، وقال تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}[سورة الإسراء: 110]" [13].

    وفي جواهر القرآن عند ذكر آية الكرسي:

    "وفيها الحي القيوم هو الاسم الأعظم، وتحته سر، ويشهد له ورود الخبر، بأن الاسم الأعظم في آية الكرسي، وأول آل عمران، وقوله:
    {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}[سورة طه: 111]" [14]

    وقال بعضهم: إن الله سبحانه وتعالى لم يعلمنا باسمه الأعظم، ليبقى العبد يدعوه بكل اسم هو له – سبحانه وتعالى – فهو مخفي في
    الأسماء الحسنى كليلة القدر في الليالي، لا يعلمه الناس من أجل مواظبة الخلق على ذكر جميع الأسماء...، والله تعالى أعلم.

    وعلى كل حال فهي آية عظيمة، بل هي أعظم آية في القرآن الكريم – كما تقدم – في حديث أبيّ بن كعب – رضي الله عنه – وهذا
    كله يدل على خاصيتها وبيان فضلها.

    والذي يجب التنبيه عليه هو ضرورة الأخذ بها،وتدبرها، والعمل بها، ففي ذلك من الخير والبركة والفائدة ما لا يعلمه إلا الله – سبحانه
    وتعالى – وعلى وجه الخصوص ما جاء النص به، والحث عليه في حالات مذكورة، وأوقات معلومة.

    فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية، وفي دُبر كل صلاة مكتوبة، ثم اعلم بعد ذلك أنها أعظم آية في كتاب
    الله – عز وجل – وأن فيها اسم الله الأعظم

    وفي حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – في قوله صلى الله عليه وسلم: "اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب في ثلاث: سورة
    البقرة، وآل عمران، وطه".

    قال أبو أمامة – رضي الله عنه – فالتمستها فوجدت في "البقرة" في آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.

    وقد تقدم في الحديث الذي قبله عن أسماء بنت يزيد بن السَّكن – رضي الله عنها – ما يدل على نحو المعنى المذكور في هذا الحديث.

    وفي الحديث الموقوف عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ما يدل على خاصية آية الكرسي في حفظها لقارئها عند النوم –
    بإذن الله – وعليه لزم الحرص على قراءتها لما يترتب على ذلك من حفظ الله – سبحانه وتعالى -.

    يقول علي – رضي الله عنه -: "ما أرى أحداً يعقل بلغه الإسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي..."، وفي رواية أخرى: "ما أرى رجلا
    ً ولد في الإسلام، أو أدرك عقله الإسلام، يبيت حتى يقرأ هذه الآية: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} آية الكرسي. وفي هذا القول
    كناية عن شدة الحرص على قراءتها والأخذ بها عند النوم، فالعاقبة حسنة، والعمل يسير، فلله الحمد والمنّة.

    وفي الحديث الموقوف – أيضاً – عن أبي أمامة – رضي الله عنه – بيان خاصية آية الكرسي، وأنها نزلت من كنز تحت العرش.

    وقد تقدم في الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص آية الكرسي، وأثناء الدراسة والتعليق ما يغني ويكفي عن إعادته هنا، والله
    تعالى أعلم.


    الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة في خواص آية الكرسي:

    1 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل شيء سناماً، وسنام القرآن سورة البقرة،
    فيها آية هي سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسي"[15].

    2 – عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه قال: سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هبط عليَّ جبريل فقال: يا محمد
    إن لكل شيء سيداً، فسيد البشر آدم، وسيد ولد آدم أنت، وسيد الروم صهيب، وسيد فارس سلمان، وسيد الحبش بلال، وسيد الشجر السِّدْر،
    وسيد الطير النسر، وسيد الشهور شهر رمضان، وسيد الأيام يوم الجمعة، وسيد الكلام العربية، وسيد العربية القرآن، وسيد القرآن سورة
    البقرة، وسيد البقرة آية الكرسي، أما إن فيها خمس كلمات في كل كلمة خمسون بركة"[16].

    3 – عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دُبُر كل صلاة لم يمنعه
    من دخوله الجنة إلا الموت، ومن قرأ حين يأخذ مضجعه أمَّنه الله على داره، ودار جاره، والدُّويرات حوله"[17].

    4 – عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن عمر بن الخطاب خرج ذات يوم إلى الناس فقال: أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن وأعدلها

    وأخوفها وأرجاها؟ فسكت القوم، فقال ابن مسعود: على الخبير سقطت؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    "أعظم آية في القرآن: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [سورة البقرة: 255]، وأعدل آية في القرآن: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
    وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [سورة النحل: 90]، وأخوف آية في
    القرآن: {فمنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَ} [الزلزلة: 7، 8]، وأرجى آية في القرآن:
    {قلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [سورة الزمر: 53]"[18].

    5 – عن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي على أثر الوضوء
    أعطاه الله ثواب أربعين عاماً، ورفع له أربعين درجة، وزوَّجه أربعين حوراً"[19].

    6 – عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوحى الله إلى موسى بن عمران عليه السلام:
    أن اقرأ آية الكرسي في دُبر كل صلاة مكتوبة، فإن من قرأها في دبر كل صلاة مكتوبة أجعل له قلب الشاكرين، ولسان الذاكرين،
    وثواب المنيبين، وأعمال الصِّدِّيقين، ولا يواظب على ذلك إلا نبي، أو صدِّيق، أو عبد امتحن قلبه للإيمان، أو أريد قتله في سبيل الله"[20].

    7 – عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي في دُبر كل صلاة
    خرقت سبع سموات فلم يلتئم خرقها حتى ينظر الله – عز وجل – إلى قائلها فيفغر له، ثم يبعث الله – عز وجل – ملكاً فيكتب حسناته
    ويمحو سيئاته إلى الغد من تلك الساعة"[21].

    وفي رواية أخرى: "من قرأ آية الكرسي في دُبر كل صلاة مكتوبة أعطي قلوب الشاكرين، وثواب النبيين، وأعمال الصادقين، وبسط
    الله عليه يمينه ورحمه، ولم يمنعه من دخول الجنة إلا قبض ملك الموت روحه"[22].

    8 – عن عمران بن الحصين – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فاتحة الكتاب، وآية الكرسي لا يقرؤهما
    عبد في دار فيصيبهم ذلك اليوم عين إنس أو جن"[23].

    9 – عن معقل بن يسار – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البقرة سنام القرآن وذُروتُه، نزل مع كل آية منها
    ثمانون ملكاً، واستخرجت
    {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [سورة البقرة: 255] من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا
    يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرؤوها على موتاكم"[24].

    10 – عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل رجلاً من أصحابه: "معك آية الكرسي؟" قال: نعم. قال:
    "ربع القرآن[25].

    11 – عن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة
    مكتوبة كان الذي يتولَّى قبض نفسه ذو الجلال والإكرام، وكان كمن قاتل مع أنبياء الله حتى استشهد"[26].

    12 – عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله – عز وجل – خلق درَّة بيضاء، وخلق من
    الدُّرة العنبر الأشهب، وكتب بذلك العنبر آية الكرسي، وحلف بعزته وقدرته من تعلَّم آية الكرسي وعرف حقها فتح الله عليه ثمانية أبواب
    الجنة يدخل من أيها شاء"[27].

    13 – عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والآيتين من
    آل عمران {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}
    [سورة آل عمران: 18، 19، 26، 27]، معلقات بالعرش، يقلن يا رب: تهبطنا إلى أرضك، وإلى من يعصيك؟ قال الله: بي حلفت لا
    يقرؤكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه، وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها
    المغفرة، وإلا نصرته من كل عدو وأعذته منه"[28].

    14 – عن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ في دُبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي، حُفظ
    إلى الصلاة الأخرى، ولا يحافظ عليها إلا نبي أو صدِّيق أو شهيد"[29].

    15 – عن المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة ما بينه
    وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإذا مات دخل الجنة"[30].

    16 – عن أبي أيوب – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما نزلت {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وآية الكرسي،
    و{شَهِدَ اللَّهُ} [سورة آل عمران: 18]، و{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ} إلى {بِغَيْرِ حِسَاب} [سورة آل عمران: 26، 27]، تعلقن بالعرش وقلن: أنزلتنا
    على قوم يعملون بمعاصيك؟ فقال: وعزَّتي وجلالي وارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد دُبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه،
    وأسكنته جنة الفردوس، ونظرت إليه كل يوم سبعين مرة، وقضيت له سبعين حاجة أدناها المغفرة"[31].

    17 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كتب آية الكرسي بزعفران على راحته
    اليسرى بيده اليمنى سبع مرات، ويلحسها بلسانه لم ينس شيئاً أبداً"[32].

    18 – عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قراءة آية الكرسي عند الحجامة
    أنها تقوم مقام حجامتين"[33].

    وأخرج الثعلبي في تفسيره[34] عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عليّ آية
    نزلت من كنوز العرش خَرَّ كل صنم يُعبد في المشرق والمغرب على وجهه، وفزع إبليس. وقال: يحدث في هذه الليلة حدثٌ كبيرٌ فانظروني
    أضرب لكم مشارق الأرض ومغاربها، فأتى يثرب فاستقبله رجل فتراءى له إبليس في صورة شيخ.

    قال: يا عبدالله، هل حدث هذه الليلة أوفي هذا اليوم شيء؟

    قال: نعم، أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نزلت عليه آية أصبح كل صنم خارًّا على وجهه، فانصرف إبليس إلى أصحابه
    وقال: حدث بيثرب أعظم الحدث فجاءوا إلى المدينة فبلغهم أن آية الكرسي قد نزلت، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما قرأت هذه
    الآية في دار إلا هجره الشيطان ثلاثة أيام، أو قال ثلاثين يوماً، ولا يدخله ساحر ولا ساحرة أربعين ليلة. يا علي علِّم ولدك وأهلك
    وجيرانك فما نزلت آية أعظم منها".

    وأخرج الثعلبي – أيضاً – في تفسيره[35] عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من خرج من منزله
    فقرأ آية الكرسي بعث الله إليه سبعين ألفاً من الملائكة يستغفرون له ويدعون له، فإذا رجع إلى منزله ودخل بيته فقرأ آية الكرسي نزع
    الله الفقر من بين عينيه".

    وأخرج الثعلبي – أيضاً -[36] عن جعفر الباقر يقول: "من قرأ آية الكرسي مرَّة صرف عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا، وألف مكروه
    من مكروه الآخرة، أيسر مكروه الدنيا الفقر، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر".

    وأخرج الغافقي[37] عن رجل من أهل الكتاب أسلم، أن موسى قال لجبريل: ما لمن قرأ آية الكرسي كذا مرّة؟ فذكر فيها من الأجر ما
    لم يقوَ عليه موسى.

    فسأل ربه أن لا يضعفه عن ذلك، فجاءه جبريل بعد ذلك فقال: يا موسى، إن ربك يقول لك: "من قال في دُبر كل صلاة مكتوبة مرة
    واحدة اللهم إنّي أقدّم إليك بين يدي كل نَفَس، وكل لمحة، وكل طرفة يطرف بها أهل السموات والأرض، وكل شيء في علمك كائن
    – أو قد كان – أقدّم بين يدي ذلك كله: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} الآية، فإن الليل والنهار عندي أربعة وعشرون ساعة، ليس
    منها ساعة إلا يصعد إليّ منه فيها تسعون ألف حسنة، حتى تشتغل الملائكة وينفخ في الصور".

    وقال الحكيم التميمي عند آية الكرسي والآيتين بعدها:

    وما أكثر خواص هذه الآيات، من قرأ هذه الآيات كل يوم وليلة عقيب كل صلاة أمن من وسوسة الشيطان، ومن لمم الجان، وأغناه
    الله من الفقر، ورزقه من حيث لا يحتسب.

    ومن واصل قراءتها عند كل صباح وعند دخوله فراشه أمن من السرقة والنار، وضجة الليل، والترعرع بالليل، وأمن من الرجفة، والمنام
    المزعج، ولم يضره شيء بإذن الله – عز وجل – .

    ومن كتبها في شقفة طين ورمى بها في غلَّة لم تسوس أبداً، وحلت فيها البركة.

    ومن كتبها وجعلها في حانوته أو باب منزله كثر زبونه، ولم يدخل عليه لص.

    ومن واظب قراءتها في أعقاب صلواته لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة.

    وفيها من الخواص والنفع ما لا يحصى[38].

    وقال اليافعي في خواص آية الكرسي ما نصه:

    "من قرأ هذه الآية في كل يوم وليلة عقب كل صلاة أمن من وسوسة الشيطان ومكره، ومن تمرد الجان، وأعاذه الله من الفقر ورزقه
    من حيث لا يحتسب.

    ومن واصل قراءتها عند كل صباح ومساء، وعند دخوله إلى منزله وفراشه أمن من السرقة والفقر والحريق والشرور، ورزق صحة
    البدن، وسلم من فزع الليل والرجفة وسكن قلبه من الوجع.

    ومن كتبها في شقاف طين وجعلها في غلة لم تسرق ولم تسوس وبورك فيها.

    ومن كتبها وجعلها في أعلى عتبة حانوته، أو باب منزله وبستانه كثر عليه الرزق ولم ير خصاصة ولا خسارة، ولم يدخل عليه لص.

    ومن أكثر قراءتها عقب كل صلاة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له، وإذا كنت في سفر أو موضع مخيف فخط عليك بالحربة
    دائرة، واقرأ عليها آية الكرسي، وسورة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة، و{قلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ}الآية، [سورة التوبة: 51]،
    فإنك لا يصل إليك أحد، ولا يقدر أحد على أذيتك من الجن والإنس.

    وعنه عليه الصلاة والسلام[39]: "إن من كتب آية الكرسي بزعفران سبع مرات على راحته اليمنى كل مرة يلحسها بلسانه لم ينسَ شيئاً
    أبداً، واستغفرت له الملائكة"[40].

    وفي مجربات الديربي الكبير حول خوص آية الكرسي:

    (الباب الثالث: في ذكر بعض خواص آية الكرسي ومنافعها)

    اعلم أن هذه الآيات لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم نزل معها سبعون ألف ملك من الملائكة الكرام إجلالاً لقدرها[41].

    ومن قرأها في جوف الليل مستقبلاً بعيداً عن الأصوات عدد حروفها، وسأل الله أيّ حاجة قضيت بإذن الله تعالى.

    ومن قرأها عدد الرسل وهم ثلاث مائة وثلاثة عشر، وهو عدد أهل بدر، وأصحاب طالوت...، وسأل الله حاجة من أمور الدنيا قضيت
    بإذن الله تعالى.

    ومن خواصها للبلغم فمن أراد ذلك فليأخذ سبع قطع من صغار الملح الأبيض، ويقرأ على كل واحدة منها الآية الشريفة سبعاً، ويستعمل
    ذلك على الريق سبعة أيام فإن الله يذهب عنه ما يجده من البلغم.

    وروي عن بعضهم أنه كان ينظر في نومه أموراً وأشياء مفزعة فأتى إلى بعض الصالحين من المشايخ أرباب التصريف وشكا إليه ما
    يجده في نومه، فقال له: إذا أتيت إلى فراشك فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً، واقرأ آية الكرسي ثلاثاً، فإذا وصلت إلى قوله تعالى:
    {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} فكررها ثلاثاً، ونم فإنك تأمن مما تجده من نومك، قال ففعل الرجل ذلك فلم يجد شيئاً يفزعه في نومه بعد ذلك
    مما كان يجده.

    ومن خواصها أنها إذا قرئت على مصروع إحدى عشرة مرة على رأسه أفاق لوقته.

    ومن خواصها لحرق العارض فإذا أردت أن تحرق الجان من إنسان أذن في أذنه اليمنى سبع مرات، واقرأ فيها فاتحة الكتاب والمعوذتين
    وآية الكرسي وسورة الصافات كلها وآخر الحشر وسورة الطارق فإنه ينحرق كأنه في النار، مجرب صحيح معمول به مراراً،
    والله على كل شيء شهيد.

    ومن خواصها للقرناء والتوابع تكتب وتحمل لمن به ذلك فإنه يأمن منهم، ومن كل مكروه، وتضيف إليها آيات الحفظ التي في القرآن
    الشريف، وهي {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [سورة يوسف: 64]، {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً }
    [سورة الأنعام: 61]، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[سورة الحجر: 9]....، وتكتب مع ذلك قوله تعالى:
    {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [سورة التوبة: 129]، والإخلاص والمعوذتين،
    فإن ذلك حجاب عظيم، وحرز حصين من القرناء والتوابع وغيرهم.

    ومن خواصها لوجع القلب والخفقان، ومرض الكبد، ومغص البطن فمن أراد ذلك فليكتبها في إناء طاهر ثلاث مرات ويشربها صاحب
    العلة، ويقول عند شربها: نويت الشفاء من الله تعالى للعلة الفلانية ويذكرها، فإن الله يشفيه منها ببركة هذه الآية الشريفة.

    ومن خواصها أن من قرأها في أول يوم من المحرم ثلاث مائة وستين مرة، ببسملة في أول كل مرة، وبعد الفراغ من تلاوة العدد المذكور
    يقول: اللهم يا محول الأحوال حول حالي إلى أحسن الأحوال بحولك وقوتك يا كبير يا متعال يا عزيز يا مفضال، وصلى الله على سيدنا
    محمد وعلى آله وصحبه وسلم فإنه يكون محفوظاً مأموناً، ويوقى مما يخاف ويكره وجربت وصحت.

    ومن خواصها ما نقل عن بعض الصالحين أن من قرأ ليلة العشر من الشهر المذكور بعد إسباغ الوضوء وصلاة ركعتين ثلاث مائة
    وستين مرة ببسملة في أول كل مرة وهو مستقبل القبلة جاث على ركبتيه، ثم بعد الفراغ من تلاوة العدد المذكور يقرأ:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ
    وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [سورة يونس: 58]، (48 مرة)، ثم يقول: اللهم إن هذه ليلة جديدة، وشهر جديد، وسنة
    جديدة، فأعطني اللهم خيرها وخير ما فيها، واصرف عني شرها وشر فتنتها ومحدثاتها، وشر النفس والهوى والشيطان الرجيم اثنتي
    عشرة مرة، ويختم بما شاء من الدعاء المقتبس من القرآن ويدعو لجميع المسلمين والمسلمات بعد أن يصلي على النبي صلى الله عليه
    وسلم، ويتنفس بالتهليل مراراً فإنه يكون محفوظاً في عامة ذلك من سائر الأسواء والأمراض والله على كل شيء قدير.

    ومن خواصها للرمد أن تكتب ثلاث مرات ويكتب معها {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} إلى قوله: {عليم} [سورة النور: 35]، و
    يكتب بعدها: قل هو الله أحد، أن في العين رمد أحمر في بياض، حسبي الله الصمد، يا غياثي في الشدائد، باعتزازك عن ولد لم يلد
    ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.

    أقسمت عليك أيها الرمد المرمود، المتمسك بعروق الرأس والجلود، أقسمت عليك بيوسف بن يعقوب، وقميصه المقدود، بحق توراة
    موسى، وإنجيل عيسى، وزبور داود، وبحق القرآن العظيم، وبمحمد صلى الله عليه وسلم سراج الوجود، ورسول الرب المعبود، اذهب
    أيها الرمد عن حامل حجابي هذا ولا تعد، بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله، وبألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

    ومن خواصها لإزالة الخوف إذا كنت في مكان مخيف، فاجلس أنت ومن معك على الأرض ومرهم أن يجعلوا ظهورهم إلى بعض
    ثم خط عليهم دائرة وأنت تقرأ آية الكرسي سبع مرات وتقول بعدها: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}، {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ}
    [سورة الصافات: 7]، إلى آخر آيات الحفظ المتقدمة، وتقول: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
    [سورة التوبة: 129]، ثم تقول: يا حفيظ ثلاثاً، يا حافظ اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بكنفك الذي لا يرام، يا الله ثلاثاً، يا رب
    العالمين، ثم اسكت أنت ومن معك ولا تتكلموا فإنه لو دخل عليك أمة الثقلين، أو ربيعة ومضر فإنهم لا يضرونك ولا يرونك ولا يؤذونك
    وينجيك الله منهم، وقد جرب ذلك مراراً عديدة وصح، والله على كل شيء قدير.

    ومن خواصها أنك إذا كنت في مكان مخيف، أو من بين قوم تخاف شرهم فاقرأها إحدى عشرة مرة، واقرأ بعدها هذا الدعاء: اللهم احرسني
    بعينك التي لا تنام، واكنفني بكنفك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك عليّ حتى لا أهلك، وأنت رجائي، أمسينا في خزائن الله مسلسلات
    بذكر الله، بابها لا إله إلا الله، سورها محمد رسول الله، سماؤها لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، بسم الله نور، وبالله سرور،
    وآية الكرسي علينا تدور....

    ومن خواصها إذا أردت هلاك عدو أو خراب داره، فاقرأها عدد حروفها وقل بعد ذلك: يا قاهر يا ذا البطش الشديد، وتقرأ هذا الدعاء
    يحصل المطلوب، وهو: اللهم كما لطفت بما فوق عرشك وما بين سمواتك، وكانت وساوس الصدر كالعلانية عندك، وعلانية القول كالسر
    في علمك.....

    ومن خواصها لهلاك الظالمين الجبارين إذا كان لك عدو، أو ضد معاند، أو ظالم غاشم، أو جبار مؤذ لعباد الله تعالى ولك غير راحم،
    فقم ليلة الجمعة نصف الليل وتوضأ وصل ركعتين على نية من يريد هلاكه، واقرأ في الأولى الفاتحة وآية الكرسي تسع مرات، والركعة
    الثانية كذلك، وبعد السلام اقرأها تسعاً ثم قل هذا الدعاء، وهو: إلهي أنت الشديد البطش، الأليم الأخذ والقهر...، وإن اعتدى عليك بعد
    ذلك هلك، فاتق الله ربك وانظر إلى قوله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}الآية: [سورة الشورى: 40]، وإذا كان الداعي صاحب
    حالة صادقة فلا يقوم من مقامه إلا وقد قضيت حاجته، وما من عبد ناجى ربه بهذا الذكر في الساعة الأولى من يوم السبت ودعا على
    من ظلمه إلا أُخذ لوقته؛ فإنه مجرب صحيح معمول به.

    ومن خواصها الإرسال الهواتف وهو أن تقرأ مائتي مرة، وتقرأ الخمسة أسماء المذكورة في باطنها يا الله يا حي يا قيوم يا علي يا عظيم
    على رأس كل مائة ألفاً وثلاث مائة وسبعين مرة، وتقول عقب ذلك: أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وبروح سيدنا محمد صلى
    الله عليه وسلم أن ترسل خادم هذه الآية الشريفة لفلان بن فلانة في صفتي بأسهم من سموم، وحراب من نار، وتشير إليه بحربة أو بأي
    شيء كان، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتنام، ويكون عملك ذلك في ليلة الجمعة، وتكرر ذلك إلى أن يحصل المراد فإن حصل
    لك إجابة في أول جمعة فكان، وإلا ففي الثانية إلى السابع جمعة تحصل الإجابة بإذن الله تعالى.

    ومن خواصها أن من خاف عاقبة أمره، ولم يدر كيف الخروج منه فليختل بعد العشاء ويصلي ركعتين بالفاتحة وآية الكرسي قبل وتر
    العشاء، فإذا سلم يقرأ آية الكرسي إحدى وعشرين مرة، وسورة القدر مرة، والإخلاص ثلاثاً، والمعوذتين مرة، ثم يقول: أللهم إني تفاءلت
    بكلامك القديم فأرني ما هو المكنون والمخبأ في ليلتي هذه مما سألت عنه، وما لم أسأل، وبيّن لي الخروج من هذا الأمر الذي أخافه
    وأحذره، اللهم إن كان خيراً فأرني بياضاً أو خضرة، وإن كان شراً فأرني سواداً أو حمرة، وأرسل لي خادماً من خدام هذه الآية الشريفة
    فإنه يأتيك خادم من خدامها ويخبرك بجميع ما تطلب، ويبين لك حاجتك وما هو خير لك وما هو شر لك، وإذا لم تر في ليلتك ما سألت
    عنه فأعد العمل أولاً وثانياً فإنك ترى ما

    تطلب، وخلِّص نيتك فإن النية تسبق العمل، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم... [42].

    الدراسة والتعليق:

    من خلال - ما تقدم ذكره – في الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة في خواص آية الكرسي، وما يلحق بها من الآثار المروية،
    والتجارب التي يعمل بها، يظهر الضعف أو الوضع جليّاً في تلك الأحاديث والآثار المذكورة من جهة نكارة متنها، أو من جهة سندها،
    وقد حكم عليها أهل العلم بذلك – كما تقدم – .

    وكذا المتأمل في حال بعض التجارب المعمول بها أثناء العمل بخواص سور القرآن الكريم أو آياته القرآنية؛ يرى الوقوع الواضح في
    المخالفات الشرعية، وعدم التقيد والالتزام بالضوابط والآداب الشرعية، التي هي الطريق الحق في تحقيق خواص ومنافع القرآن الكريم.

    بل قد يصل الأمر – عند بعضهم – في تلك التجارب إلى حد الشرك بالله – عز وجل – أو امتهان القرآن الكريم والعبث بقدسيته
    وحرمته – نسأل الله العافية السلامة.

    فمن الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة القول بأن آية الكرسي هي سيدة آي القرآن الكريم، كما ورد في الحديث المروي عن
    أبي هريرة – رضي الله عنه – وبنحوه عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – في كونها سيدة آي سورة البقرة.

    وفي الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يغني ويكفي عن هذه الأحاديث التي لا تخلو من ضعف أو وضع،
    فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في آية الكرسي: "أعظم آية في القرآن الكريم"[43]. ونحو ذلك من الصفات المذكورة
    في وصف هذه الآية الكريمة المباركة.

    وفي حديث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة مكتوبة لم
    يمنعه من دخول الجنة إلا الموت، ومن قرأها حين يأخذ مضجعه أمَّنه الله على داره، ودار جاره، والدُّويرات حوله" وقد حكم أهل العلم
    على هذا الحديث بالضعف في إسناده، وعدم صحته[44].

    والحديث الصحيح الوارد في هذا المعنى، هو ما روي عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".

    يقول ابن القيم – يرحمه الله -: "وقد روي نحو هذا الحديث – يعني الحديث المروي عن أبي أمامة – رضي الله عنه - من حديث علي
    ابن أبي طالب، وعبدالله بن عمر، والمغيرة بن شعبة، وجابر بن عبدالله، وأنس بن مالك، وفيها كلها ضعف..." [45].

    ويقول الحافظ ابن كثير – يرحمه الله – بعد ذكر الحديث الصحيح المروي عن أبي أمامة – رضي الله عنه -: "وقد روى ابن مردويه
    من حديث علي، والمغيرة ابن شعبة، وجابر بن عبدالله، نحو هذا الحديث؛ ولكن في إسناد كل منها ضعف"[46].

    والذي عليه القول هو الأخذ بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وترك ما لم يثبت على وجه العموم في الحديث عن وصف آية،
    أو ذكر خاصيتها وفضلها، أو ذكر الأثر المترتب على قراءتها، ففي الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم غنية
    عن الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة، والله المستعان.

    وفي الأحاديث المذكورة في خاصية آية الكرسي، وأن من قرأها على أثر الوضوء، أو في دُبر كل صلاة أعطاه الله ثواب أربعين عاماً،
    ورفع له أربعين درجة، وزوجه أربعين حورية، وجعل الله له قلب الشاكرين، ولسان الذاكرين، وثواب المنيبين، وأعمال الصِّدِّيقين،
    ولا يواظب على ذلك إلا نبي أو صديق[47].

    فقد حكم أهل العلم على مثل هذه الأحاديث المذكورة بالنكارة والضعف، وبطلان إسنادها[48].

    يقول الحافظ ابن كثير – يرحمه الله – بعد ذكره لهذه الأحاديث:

    "وهذا منكر جداً"[49].

    وفي بعض الروايات: عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي في
    دُبر كل صلاة خرقت سبع سموات فلم يلتئم خرقها حتى ينظر الله – عز وجل – إلى قائلها فيغفر له، ثم يبعث الله – عز وجل – ملكاً
    يكتب حسناته، ويمحو سيئاته إلى الغد من تلك الساعة".

    وأن من قرأها – يعني آية الكرسي – في دار لم يصبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن[50].

    وأنه نزل مع آية الكرسي ثمانون ملكاً[51]، وأنها تعدل ربع القرآن[52].

    ومن قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة مكتوبة كان الذي يتولى قبض نفسه ذو الجلال والإكرام، وكان كمن قاتل في سبيل الله مع أنبياء
    الله حتى استشهد[53].


    وأن الله – عز وجل – كتب آية الكرسي بالعنبر الأشهب[54].

    ولا يخفى على المتأمل والناظر في هذه الأحاديث ما في متنها من الركاكة والضعف، ولوائح الوضع عليها ظاهرة، وكذا المبالغة الشديدة
    أو الوضع الظاهر في ذكر الثواب المترتب على قراءة هذه الآية الكريمة... فليتأمل!.

    وفي حديث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والآيتين من
    آل عمران {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} ، و{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ... بغير حساب} معلقات بالعرش. يقلن يا رب: تهبطنا إلى أرضك،
    وإلى مع يعصيك؟ قال الله: بي حلفت لا يقرؤكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه، وإلا أسكنته حظيرة القدس،
    وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلا نصرته من كل عدو، وأعذته منه".

    وقد تقدم الحكم على هذا الحديث بالوضع، والتعليق عليه بما يلزم أثناء الدراسة والتعليق على الأحاديث والآثار الموضوعة والضعيفة
    في خواص سورة الفاتحة[55]؛ بما يغني عن إعادته هنا.

    ونحوه من حديث أبي أيوب – رضي الله عنه – أنهن تعلقن بالعرش، وقلن: أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك؟ فقال: وعزتي وجلالي،
    وارتفاع مكاني، لا يتلوكن عبد دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه، وأسكنته جنة الفردوس، ونظرت إليه كل يوم سبعين مرة،
    وقضيت له سبعين حاجة أدناها المغفرة.

    وقد تقدم[56] الحكم على هذا الحديث بالوضع، وبيان ما فيه من النكارة، بما يغني عن إعادته هنا خشية التطويل والتكرار الذي لا حاجة له.

    وقد ورد في قراءتها – يعني آية الكرسي – أنها تقوم مقام حجامتين، وأن من كتبها في اليد اليسرى بالزعفران سبع مرات، وتلحس
    للحفظ وعدم النسيان.

    يقول الحافظ ابن كثير – يرحمه الله -:

    "وقد ورد في فضلها أحاديث أُخر تركناها اختصاراً؛ لعدم صحتها وضعف أسانيدها: كحديث علي – رضي الله عنه – في قراءتها
    عند الحجامة أنها تقوم مقام حجامتين[57]، وحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – في كتابتها في اليد اليسرى بالزعفران سبع مرات،
    وتلحس للحفظ وعدم النسيان[58]، أوردهما ابن مردويه وغير ذلك..." [59].

    وقد أورد هذه الأحاديث المذكورة أهل العلم في كتب الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وحكموا عليها بالضعف والوضع – كما تقدم –
    ولا يخفى ما في هذه الأحاديث المذكورة من التكلف وتحميل الأمور ما لم تحتمل، والله تعالى أعلم.

    ومن الآثار المروية، والتجارب المذكورة في خواص آية الكرسي، ما أورده الثعلبي في تفسيره بنحو – ما تقدم ذكره – في تلك الأحاديث
    والآثار الضعيفة والموضوعة الواردة في خواص آية الكرسي.

    فهي تدل – في الغالب – على نفس المعاني المذكورة ضمن تلك الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة.

    ولا يخفى على متأمل ما فيها من الضعف والوضع، والنكارة والركاكة، والأسلوب الرديء، المنزَّه عنه النبي صلى الله عليه وسلم؛
    فقد أوتي جوامع الكلم عليه الصلاة والسلام.

    فمن جملة ما ذكره الثعلبي في خواص هذه الآية الكريمة: أن من خرج من منزله فقرأ آية الكرسي بعث الله إليه سبعين ألف من الملائكة
    يستغفرون له ويدعون له، فإذا رجع إلى منزله ودخل بيته فقرأ آية الكرسي نزع الله الفقر من بين عينيه.

    ومن قرأ آية الكرسي مرة صرف عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا، وألف مكروه من مكروه الآخرة، أيسر مكروه الدنيا الفقر، وأيسر
    مكروه الآخرة عذاب القبر.

    وقد أورد الغافقي – أيضاً – بنحو ما ذكره الثعلبي، في خواص هذه الآية الكريمة؛ وفي ذلك من البعد والضعف ما فيه... فليـتأمل!

    وفي بعض التجارب المذكورة – أيضاً – من النكارة والعجب، وظهور التكلُّف الواضح ما لا يخفى على أحد.

    ومن ذلك ما ذكره التميمي، واليافعي في تلك التجارب، وطريقة العمل بهذه الخواص القرآنية، وكيفية الحصول عليها، وطريقة الانتفاع بها،
    مع إهمال واضح لتلك الضوابط والآداب الشرعية أثناء العمل بخواص القرآن الكريم.

    بل قد يصل الأمر – عند بعضهم – إلى الوقوع في المحذور الشرعي، الذي يجر صاحبه إلى حال الشعوذة، واستخدام الرموز والطلاسم،
    أو قد يصل الحد به إلى الشرك بالله – عز وجل – ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    ومما ينبغي التنبيه عليه ما ورد في تلك التجارب المذكورة عند الديربي وغيره، وبيان ما ورد فيها من المحاذير الشرعية على النحو الآتي
    ذكره:

    أولاً: ظهور التكلف الواضح في حال استعمال خواص القرآن الكريم في بعض الأمور الدنيوية، أو الصحية، أو الاجتماعية الذي قد
    يوصل إلى امتهان القرآن الكريم، والمساس بحرمته وقدسيته.

    ثانياً: أن عدم التقيد والالتزام بالضوابط والآداب الشرعية أثناء العمل بخواص القرآن الكريم؛ هو الطريق الموصل إلى الوقوع في
    المحاذير الشرعية.

    ثالثاً: الحذر من استعمال بعض العبارات والألفاظ، أو ذكر بعض الوسائل والطرق المحذورة شرعاً، أو الوقوع في تحريف الآيات
    القرآنية، أو الاستغاثة بغير الله – عز وجل – والتوسل الغير مشروع، وهذا من أعظم المحاذير الشرعية في هذا الباب.

    فالواجب على كل مسلم أن يحذر تمام الحذر من التجارب التي لا تخلو من نظر، أو قد توصله إلى محذور شرعي (فعلي أو قولي)،
    وأن يلتزم بالآداب والضوابط الشرعية التي يجب الأخذ بها عند العمل بخواص القرآن الكريم؛ فيتحقق له بذلك من الخير الكثير،
    والفضل العظيم ما لا يعلمه إلا الله – سبحانه وتعالى - .

    وفي الاكتفاء والاستغناء بما ورد وثبت في خواص السور والآيات القرآنية ما يغني العبد ويكفيه عن كل ضعيف أو موضوع أو
    محظور قد يوصله إلى الوقوع في المحذور الشرعي، والله المستعان.

    [1] ينظر: فتح الباري 4/615.

    [2] ينظر: المصدر السابق.

    [3] ينظر: نظم الدر 1/494، 495.

    [4] يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – يرحمه الله – عند قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم} "فنفي ذلك يتضمن كمال الحياة والقيوميَّة،
    وكذلك قوله: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} يتضمن كمال الملك والربوبية وانفراده بذلك...". ينظر: مجموع الفتاوى 17/142.
    ويقول الشيخ محمد العثيمين – يرحمه الله – من الفوائد في هذه الآية: "الفائدة السابعة: كمال حياة الله، وكمال قيوميته بحيث لا يعتريهما
    أدنى نقص لقوله: {لا تأخذه سنة ولا نوم}لأن الكمال قد يطلق باعتبار الأغلب الأكثر وإن كان عليه النقص من بعض الوجوه؛ لكن إذا
    نفي النقص"فمعناه أن الكمال مطلق لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه، وهذا النفي حصل بقوله: {لا تأخذه سنة ولا نوم}. الفائدة الثامنة:
    إثبات الصفات السلبية لقوله: {لا تأخذه سنة ولا نوم} وقوله: {ولا يؤده حفظهما}، والصفات السلبية: ما نفاه الله عن نفسه وهي متضمنة
    لثبوت كمال ضده". ينظر: تفسير آية الكرسي (ص 30)، والقواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى (ص 59).

    [5] ينظر: مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور 2/44، 45.

    [6] ينظر: مجموع الفتاوى 11/285، 286.

    [7] ينظر: المصدر السابق 11/293

    [8] ينظر: جواهر القرآن (ص 75، 76) بتصرف يسير.

    [9] ينظر: الجامع لأحكام القرآن 3/271.

    [10] ينظر: زاد المعاد 1/304.

    [11] ينظر: اسم الله الأعظم، جمع ودراسة وتحليل للنصوص، وأقوال العلماء الواردة في ذلك، للدكتور: عبدالله بن عمر الدميجي،
    فقد أفاد وأجاد.

    [12] ينظر: التعريفات (ص 28).

    [13] ينظر: تفسير القرآن العظيم 1/192.

    [14] ينظر: جواهر القرآن للغزالي (ص 76).

    [15] الحديث ضعيف وقد تقدم تخريجه، وبيان الحكم عليه، ضمن الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة الواردة في
    خواص سورة البقرة (الحديث رقم 2)، بما يغني عن إعادته هنا خشية التطويل والتكرار.

    [16] الحديث موضوع وقد تقدم تخريجه، وبيان الحكم عليه، ضمن الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة الواردة في خواص
    سورة البقرة (ص 367)، بما يغني ويكفي عن إعادته هنا.

    [17] الحديث أخرجه الثعلبي في تفسيره 2/228، 229، والبيهقي في شعب الإيمان، رقم (2174)، 5/3
    مواضيع ذات صلة

    #2



    بارك الله فيك للخير والعطاء

    كل التوفيق

    تعليق

      #3
      بارك الله فيك شيخي
      تعليق

        #4
        فائدة عظيمة
        بارك الله في عطائك
        تعليق

          #5
          موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
          تعليق

            #6
            شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
            تعليق

              #7
              شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
              تعليق

                #8
                شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
                تعليق

                  #9
                  شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
                  تعليق

                    #10
                    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
                    تعليق

                      #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
                      تعليق

                        #12
                        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
                        تعليق

                          #13
                          آية الكرسي من اعظم آيات القرآن الكريم

                          بارك الله فيك شخنى نفع الله بك الاسلام والمسلمين
                          تعليق

                            #14
                            موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
                            تعليق

                              #15
                              كل المحبه لكم اخواني واخواتي
                              جزاكم الله كل الخير
                              تعليق
                              يتصفح هذا الموضوع الآن
                              تقليص

                              المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

                              يعمل...
                              X